23 نوفمبر، 2024 2:30 ص
Search
Close this search box.

الحشد رشة ملح والوطن ماصخ!

الحشد رشة ملح والوطن ماصخ!

شوهد الملا نصر الدين ذات يوم، هو وزوجته وإبنه منهمكين، في رش الطريق بالماء وتنظيف الدار، وكأنهم يتهيأون لحفلة فخمة جداً ينوون إقامتها، فلما سأله أحد الجيران في الزقاق، أجابه: إن إبنه سيتزوج من بنت السلطان، فقيل له: وهل أتممت الإجراءات الأولية، لتحضّر دارك للزفاف؟ فقال: أنا وزوجتي وولدي، موافقون على هذا الزواج، وبقي الأمر أن يوافق السلطان وزوجته وإبنته!
عندما تكون هناك أرادة وثقة بالنفس، فأن كل الأمور تهون، ولم يبقَ شيء مستعصٍ أمام الإصرار والتحدي، وسيكون النجاح عنواناً كبيراً للحياة، هكذا تعلمنا من القصص، التي رويت لنا منذ نعومة أظافرنا، فرسمت خارطة طريق إذا ما سرنا عليها، فسنصل الى الهدف المنشود، مهما كانت المصاعب.الحياة المسكونة بالشجاعة والعقيدة، أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، بعد أن أمسكنا ريشة الإصرار والتحدي، لنرسم لوحة الحق والكرامة بطريقة عراقية، تكاد تكون جزءاً من أعجاز رباني، ونحن نحرر الأرض، ونصون العرض والمقدسات، بمختلف صنوف الجيش العراقي، والحشد الشعبي والعشائر، والأجهزة الأمنية، وهي تسطر ملاحمها على سواتر الشرف والجهاد، وجميعهم متفقون على صورة التلاحم الوطني، لطرد داعش من مدننا المغتصبة.
 بقي أن نعلم بأن لكل قاعدة إستثناء، فنشاز العراقيين اليوم، هم مشايخ الفتنة وأسيادهم المطبلون لداعش، الذين يرفضون مشاركة الحشد المليشياوي، في معركة تحرير الفلوجة، بحجج أجزم أنها واهية وتافهة، ومدفوعة الثمن من عرابيهم، حيث يسعون الى جعل العراق ممزقاً غير آمن، وبحور الدماء تجري فيه دون توقف، من أجل إضعاف إرادته وإستسلامه، ولا نعرف سر الصمت الحكومي، ضد تصريحاتهم الرعناء، التي تصرفنا عن المعركة الحقيقية!
لقد تم تجهيز كافة الإستعدادات لمعركة تحرير الفلوجة، ومن ثم نينوى معقل الدواعش، ورمز دولة الخرافة البغيضة، ولم يتلقَ العراق دعماً يستحق بحجم معركته، التي خاضها نيابة عن العالم، بل على العكس فقد جيّشوا إعلامهم وأبواقهم النشاز، للنيل من هذا النصر الكبير، الذي حير عقولهم الخاوية، حين إصطدم بإصرار الرجال المؤمنين بالعقيدة والوحدة، حتى صار الحشد رشة ملح لوطنٍ ماصخ.
ختاماً: لم يثننا شيء عن إكمال اللوحة، التي بدأنا برسمها لوحة العز والشرف، لعراق واحد موحد، يتجلى فيها الصبر والإرادة، جمالها كخارطة العراق الشامخ المتعافي، هكذا نحن العراقيون وسنبقى. 

أحدث المقالات

أحدث المقالات