23 ديسمبر، 2024 6:25 م

نتساند .. ننتصر/ الحلقة الثانية

نتساند .. ننتصر/ الحلقة الثانية

الفكرة الرئيسية التي تقوم عليها هذه السلسلة هي : كيف انتصرنا في تحرير الفلوجة ؟ و كيف يمكن أن نستمر بالانتصار عسكريا و في المجالات الأخرى التي نخوض فيها معارك و تحديات ؟
تميزت العمليات العسكرية بعد سقوط مدينة الموصل في العاشر من حزيران 2014 ، بجملة من المزايا ، إلا أن أهم عنصر فيها هو حجم المساندة التي حضيت بها هذه العمليات ، و هذه المساندة كانت كالأتي:

أ: المساندة الداخلية

ب: المساندة الخارجية
أ: تمثلت المساندة الداخلية فضلا عن حملات الدعم و المؤازرة من قبل شرائح المجتمع العراقي ، للعمليات العسكرية التي انطلقت لحماية العاصمة بغداد من خطر دخول جماعة داعش لها ، بعد نجاحهم باحتلال مدن من أقصى الشمال و الغرب وصولا إلى مسافات قريبة لحدود بغداد الغربية ، بتطوع عشرات الالاف من المواطنين العراقيين للقتال ، و الذين عرفوا بعد ذلك بـ ( الحشد الشعبي )

ب: أما المساندة الخارجية فتمثلت بتشكل تحالف دولي من أكثر من ستين دولة بقيادة الولايات المتحدة الامريكية لمساعدة العراق في حربه للقضاء على التنظيم الارهابي  
هذه المساندة الكبيرة كانت أهم أسبابها هو وضوح و خطورة ما جرى في العراق ، فقبل العاشر من حزيران ؛ لم يكن أحد من البلدان العظمى يدرك حجم الخطر الذي تمثله هذه الجماعة الإرهابية ، و لم تنجح الجهات العراقية بإقناع العالم بذلك ، هذه المساندة و خاصة الداخلية ؛ كانت من الأسباب الكبيرة التي ساعدت المؤسسة العسكرية العراقية بأداء مهامها ، و لا حاجة للتدليل على ذلك بما كانت تواجهه المؤسسة العسكرية من حملات تسقيط و اتهام ، فضلا عن ما تعانيه من مشاكل بنيوية متعددة .

يمثل بعد المساندة كعامل مهم للنجاح و الانتصار عسكريا ، درسا بليغا للجميع في أهمية أن تولى القضايا الكبيرة و المصيرية هذا العنصر في العمل ، فلا يمكن أن نتغلب على ازماتنا السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و غيرها إلَّمْ نتفق على تحديد مفاهيمي وطني ، فتنظيم داعش لم نكن لنهزمه بهذا الشكل الذي يجري الان ، لو لا إتفاق الجميع ، على أن داعش يمثل عدوا و خطرا على الجميع ، و هذا لم يحصل إلا مؤخرا ، فعلى الرغم من وجود هذا التنظيم بإسماء و بقيادات مختلفة منذ العام الفين و أربعة ، إلا أن الإجماع على أن داعش جماعة إرهابية من قبل الجميع ، لم يحصل بشكل واضح إلا بعد العاشر من حزيران 2014 ، و هذا المستوى الأول من الاتفاق و المساندة ، أي لاتفاق المفاهيمي سيشكل مرجعا و محركا للعمل
المؤسسة العسكرية هي المثال الأوضح لما نريد أن نضيئه في هذه المقالات ، و هو مدخل جيد لإثبات أهمية دور الاتفاق و المساندة من قبل الآخرين في مساعدة السلطة القضائية لتحقيق ( العدالة ) و إنجاح عملياتها الإصلاحية في عموم مؤسسات الدولة العراقية فضلا الأبعاد التطويرية الذاتية .