26 نوفمبر، 2024 12:53 م
Search
Close this search box.

المنصورة وبن رشد

المنصورة وبن رشد

لم يترك كتاب الله صغيرة و لا كبيرة الا احصاها، لم يترك امرا الا و سلط عليه الضوء فهو الفصل و من ابتعد عنه ضل و عدى وراء السراب و من ابتغى غيره قُصم، هو الصراط المستقيم الذي خطَه العليم فمن عمل به فاز في الدنيا و الاخرة و من تركه او زاغ عنه كان مصيره النار. (و لكم في القصاص حياةٌ يا أولي الالباب) اية قصيرة، بمعانيها كبيرة و بالتمعن فيها و العمل بها تعش في جنة اثيرة. تعش في مدينة فاضلة لم يستطع بناءها لا افلاطون ولا سقراط ولا توماس مور ولا ابن طفيل. فهي التي تنضم الحياة و في العقوبة حياة لنا جميعا و من خلالها عُرف القانون السماوي ثم القانون الوضعي الذي اعتمد عليه. فإن كنا صادقين و جادين في بناء وطننا علينا اتخاذ هذه الايه الكريمة ورقة عمل لتنظم لنا حياتنا وبها يعرف الجميع ان للخطأ قصاص و بالقصاص تُبنى الاوطان.
          في جامعة المنصورة في مصر الكنانة اٌحيلت طالبة في كلية العلوم/قسم الكيمياء لمجلس تأديبي و ذلك لتعديها على احد الاساتذة بالقول. أقف اجلالا و إكبارا لرئيس الجامعة و كادره و كل اساتذة الجامعة لاتخاذهم هذا القرار الذي جاء من وحي الاية الكريمة لان الله يريد تنظيم حياتنا ورتبها و يسعى بنا الى الكمال فلا اعتداءات ولا رشى ولا فساد ولا سرقات لان الزيغ عن طريق الحق يٌلحق بك العقوبة و بالقصاص يكون عملنا مستقيما لا اعوجاج فيه. اما اذا جاملنا و خفنا و نافقنا و لم نطبق الايه الكريمة فنحن سائرون الى حفرة من النار. و هاهي العقوبة بانتظار هذه الطالبة المُعتدية، سلمت ايديّ القائمين على الجامعة فهم يسيرون بها على هدي القرآن و السنة النبوية الشريفة. و هما لا يعرفان المجاملات ولا المحسوبية و المنسوبية ولا الحزبية ولا الطائفية، هذا صراطي فاتبعوه.
          اما كلية التربية/ابن رشد/و في قسم الانكليزي بالذات و في عام 2015م اعتدى طالب بالقول على اكبر استاذين في القسم. الطالب من مواليد 1968 فكيف قُبل في الدراسات العليا اذ لا يُقبل من تجاوز عمره الاربعين على دراسة الماجستير!!! و عندما علمت ان الطالب يعمل مدرسا في احدى ثانويات بغداد استغربت فكيف يعتدي مدرس وهو بعمر 47 عاما على استاذين يقومان بواجبهما بصورة مشرفة، و عندما رفع الاستاذان مذكرتين تطالب بمعاقبة هذا (الطالب) و بقيا ينتظران على اقل تقدير و وفق القانون.
1-ان اعتداء هذا الطالب هو اعتداء على موظف اثناء تأدية الواجب و هذا ما تقره المادة 229 من قانون العقوبات.
2-التهديد للاساتذة و تشمله المادة 430 من قانون العقوبات.
3-القذف و السب و يقع ضمن المادة 433 من قانون العقوبات. فكيف اذا كان الاعتداء في الحرم الجامعي مع سبق الاصرار و الترصد.
          انتظر الاستاذان العقوبة ضد هذا (الطالب) واذا بها تربت على كتفه و تفصله اسبوعا واحدا اثناء عطلة طلبة الدراسات العليا. !!! فيا له من قرار حكيم و شجاع لا يقره الا من كان له في الادارة و التربية و القانون باع. لقد نسي قادة الكلية القرآن فضلوا السبيل و ساعدوا على هدم الوطن و الكلية و الاساءة لهما و هي اساءة لهم انفسهم قبل ان تكون لغيرهم و كما يقول المثل الفرنسي (من ارتضى لنفسه ان يكون شاةً اكلته الذئاب) هل فرحت ادارة الكلية بالاساءة الى الاساتذة؟
          لقد هجرت كلية التربية/ ابن رشد القرآن الكريم و فصلت عقوبة للطالب حسب الطلب ثم هجرت القانون الوضعي الذي يردع المعتدي، فكيف اذا كان المُعتدى عليه استاذا،
قم للمعلم وآفه التبجيلا              كاد المعلم ان يكون رسولا
          و بهذا الاجراء الواهن و الفاشل تكون ادارة الكلية قد ادارت ظهرها الى القوانين السماوية و الوضعية بل و لم تعترف بها!!! و ماذا ننتظر من بلد لا يُطبق فيه القانون و لا يعيره اهتماما و الا لما كثُر السراق و المزورون و الفاسدون و المجرمون الذين كان علاجهم و لم يزل هو الاية الكريمة.
في جامعة المنصورة كان هناك اساتذة اكفاء، رجال مخلصون يخافون الله و يحرصون على سمعتهم و سمعة جامعتهم فكان قرارهم شجاعا صائبا، و لذلك حازت جامعة المنصورة على المركز الثاني على الجامعات المصرية للعام 2016. اما عندنا فبرز من يقول (تكدر تنام اذا انفصل)، و الاجابة إن الاستاذين لم يعتديا على الطالب بل كان الطالب هو المعتدي (ان الله لا يحب المعتدين)، ثم ان هذا قانون الهي اراد به العظيم تنظيم الحياة و ردع المعتدي، و انبرى اخر مدافعا (خطية حتى بيت ماعنده)!!! اهكذا تُدار الكلية بهجران القوانين و بكلمة (خطية) و ما ذنب الاستاذ الذي غزى الشيب راسه و داهمته كل الامراض (مو خطيه)!!! ما لكم كيف تحكمون!!؟ و السلام على كلياتنا اذا كانت تُدار بمبدأ (الخطيه)!!!!!!!!
          اتساءل كيف يكون هذا الشخص مدرسا في مدرسة ثانوية فما الذي سيغرسه في قلوب و عقول طلبته غير العدوان و الكلام البذئ انها دعوة الى انتقاء المعلمين و المدرسين و انتقاء ادارات الكليات و المدارس، فمن اراد بناء الوطن عليه الاهتمام بالمعلم و المدرس اولا لانهما اعمدة البناء.          و الادهى و الامر و الاغرب ان بعضهم يرشده الى وزارة (التعليم العالي) لتقديم شكوى ضد هذين الاستاذين و مطالبة الوزارة بحرمانهما من وضع الاسئلة و التصحيح و تشكيل لجنة لاعادة تصحيح الدفاتر و نجح في ذلك و منذ عام 2011 يقوم الطلبة الفاشلون برفع نفس الشكوى و في هذا القسم دون غيره من الاقسام اذ رسب طلاب في بقية الاقسام اما قسم اللغة الانكليزية فلا يجوز الرسوب به الا ما ندر!!!
اشد على الايادي الشريفه التي تتبع النهج القراني و تنبذ الدنيا و مصالحها (فهو حبل الله المتين و هو الذكر الحكيم و هو الصراط المستقيم… من قال به صدق… و من حكم به عدل…).          كانت تلك قصة من عشرات القصص التي واجهتها و الالم يعتصر قلبي و دفعتني الى احالة نفسي على التقاعد رغم ان عمري لم يصل بعد الى السن التقاعدي.

[email protected]

أحدث المقالات