22 نوفمبر، 2024 9:54 م
Search
Close this search box.

الانقلاب التركي : الاعلام والشارع .. مجرد ملاحظة .. 

الانقلاب التركي : الاعلام والشارع .. مجرد ملاحظة .. 

تابع الاعلام والمراقبون ، وحتى من عامة الناس كذلك محاولة الانقلاب التركي الفاشلة ليلة السبت الماضي الى ساعات الفجر ، أو أكثر لمعرفة نتيجتها ، لان تركيا دولة مهمة في المنطقة …وكنت من بين المتابعين لها ، لانني لا زلت اعيش الى الان في أجواء شهررمضان المبارك ، فلم يقرب لي النوم قبل أداء صلاة الفجر.. وبعيدا عن تفاصيل الانقلاب والأراء فيه والاسباب والنتائج المستقبلية .. وبعيدا عن المقولة ( زمن الانقلابات انتهى ..) – وكأنها أضحت من المسلمات عند الكثير – كانت مطالع الانقلاب وتباشيره الاولى توحي بفشله، لاسباب كثيرة أحدها توسع الاعلام ، حيث انهت الفضائيات احتكار السلطة لاذاعة واحدة ، أو محطة تلفزيونية رسمية واحدة إذا ما سيطر عليها ( الانقلابيون ) نجح الانقلاب ، وسقطت الحكومة وانتهى الأمر … وظهرت مؤشرات لصدق هذه ( المقولة ) في تلك الليلة ، حيث لم يكن في الفضاء العالمي بكل اجهزته غير متابعة أنباء الانقلاب التركي ….. ومقارنة بالانقلابيين يبدوأن الرئيس أردوغان ورئيس الوزراء بن علي يلدريم نجحا في استخدام وسائل الاعلام المختلفة ، بما فيها السكاي بي والفيس بوك وتويتر وغيرها في التواصل مع مؤيديهم ، ، وسبقوهم باعلان فشل انقلابهم ، قبل ان يعلنوا هم نجاحه ، بظهور الاثنين في تصريحات أوصلت رسالة مهمة من الرئيس والحكومة الى الشعب التركي والى أنصارهم بالذات بانهم موجودون ، وساعدتهم في رفع معنويات اتباعهم ، والخروج الى الشارع دون تردد أو خوف وظهور اردوغان على الشاشات وسط مؤيديه ، على عكس ( الانقلابيين ) فلم يكونوا بتلك القدرة ، واذا ما تمكنوا من السيطرة على قناة او اكثر فكيف لهم السيطرة
على مئات القنوات الاخرى .. فتدهش كيف لم يضع الانقلابيون ذلك في الاعتبار عند التخطيط للانقلاب … أو لم يكن عليهم وضع ذلك في مقدمة الخطة..؟! وتلك هي مفارقة غريبة … وعلى خلاف ما هو معروف في الانقلابات عامة ، خرج المؤيدون للرئيس اردوغان للشارع ، وأصبح لهم وحدهم ، ولم يخرج مؤيدون للانقلاب ، وبذلك سحبوا أهم عنصر في نجاح الانقلاب وهو التأييد الجماهيري ، الذي يعطي قوة للانقلاب ، ويعجل في حسم الامر لصالحه ، وأصبحوا معزولين عن الشارع ، وقد ادى ذلك بالتالي الى عدم التحاق من لم ينضم من الجيش وغيره الى الانقلاب ، وقد أعطى ذلك انطباعا عاما من البداية لدى المتابعين للانقلاب والشعب في الداخل بالذات أن مصيره ، سيكون الفشل حتما.. وهذا ما توقعه الكثير الى حد قريب من اليقين ، خاصة بعد نزول مؤيدي الرئيس أردوغان للشارع قبل معرفة النتائج النهائية للانقلاب ، وتوالي التصريحات والمؤتمرات الصحفية لأردوغان ورئيس حكومته بحرية ، وثقة ودون أي قلق او ارتباك …والتهديد ومحاسبة من قام بالانقلاب … تلك مجرد ملاحظة سريعة تعطي تصورا عن الاعلام وأهميته ، ولا يمكن اغفال دوره ، وقد يكون أحد اسباب فشل الانقلاب ، ناهيك عن دوره المهم في الظروف الاعتيادية للمجتمعات والدول عامة ، وفي التعبئة و البناء والنهوض ، او في الالتزام بقضايا الشعب العادلة والدفاع عنها ، وتشكيل الراي العام الضاغط من اجل تحقيقها … فتعجب كيف لم يأخذ قادة الانقلاب في تركيا بهذه الحقيقة المعروفة ، وجازفوا بمستقبلهم ، وليس بنجاح الانقلاب فقط ..!!!.؟..

أحدث المقالات