انقسم المدنيون الى جناحين جناح يعترض على بقاء التيار المدني مع التيار الصدري وجناح مازال مصرا على البقاء منطلقا من المصلحة العامة ولِما لمسه من حس وطني وتضحيات كبيرة لدى الصدريين وبالتأكيد فان لكل منهما رؤية وهي محل احترامي وليست مبعثا للشك بوطنية كلا الجناحين. فالجناح المعترض يرى استحالة التقاء تيار مدني مع تيار ديني وبذلك يمارس هذا الجناح ثقافة متشددة لا تختلف عن التشدد الاسلامي الذي لايؤمن بالتعددية ويبيح قتل الانسان لمجرد الاختلاف في الرأي وهنا يبتعد جناح المعترضين عن روح الاندماج الاجتماعي والوطني في لحظة نداء الوطن وهذا الموقف وان اختلفنا معه لكنه قناعة شخصية علينا احترامها بكل ود. التيار الصدري بالرغم من انه منح التظاهرات قوة شعبية كبيرة لِما يمتلكه من امتداد جماهيري كبير لكنه لم يشترط على التيار المدني ان يؤمن بالايديولوجية الاسلامية لكي يتظاهروا سوية ولم يشترط ايضا على التيار المدني ان يقيموا الصلوات في اوقاتها او ان يزورا كربلاء كل خميس ويغتسلوا غسل الجمعة ويرتلوا دعاء الفرج وان يدفعوا الخمس لمكتب الشهيد الصدر وان يصوموا هذا الشهر المبارك لا لم ولن يحصل ذلك ابدا على الاطلاق وهذا يعني ان الصدريين لايعانون من عقدة ثقافية او فكرية او تاريخية في التعاطي مع الشريك الوطني الذي خرج معهم شاهرا قلمه ورافعا صوته بوجه الفساد والمفسدين ومادام الهدف واحدا فلا يوجد مبرر ان ينظر اي من التيارين الى جزئيات التركيبة الفكرية او السلوك الديني والاتجاه المدني للشركاء في هذه المرحلة.
على الجميع احترام قناعات الاطراف الاخرى وعدم كيل الاتهامات فيما بينهم والتي لاتخدم سوى مافيات الفساد المراهنة على انفراط عقد المتظاهرين. ان التظاهر سلوك حضاري وديمقراطي ومن حق كل جهة ان تتظاهر بمعزل عن الاخرين وسنقف مع اية جهة قادرة على التغيير لانه هدف اكبر من الاهداف الجانبية والمصالح الضيقة والصراع من اجل الهويات الثانوية يجعلنا نبتعد عن هويتنا الوطنية وهذا مايريده اعداء العراق. وطننا خيمتنا جميعا ولن نفرط بها مهما كانت التحديات.