ما إن رفع ذلك المقاتل الغيور الأذان في كبرى مساجد الفلوجة, حتى أعلنت قيادة العمليات تحريرها, أذ إن العقدة التي راهن عليها الجميع أضحت في قبضة الجيش والشرطة الاتحادية, بعدما شرع الحشد المقدس لهم أبوابها.
واليوم سوف يكتب في سفر التاريخ؛ إن ما زرعه النظام البعثي من أفكار وعقائد منحرفة في تسعينات القرن الماضي مستوحاة من فكر أبن تيمية حتى أنبتت ذلك النبات الخبيث طيلة 13 عام, حيث باتت مرتع خصب للعصابات الارهابية, التي استقدمت قطعانها من كل بقاع المعمورة, ليشكلوا بؤر إجرامية لا تحمل فكراً سوى الحقد والكراهية لاتباع أهل البيت “ع” لتتحين الفرص للقيام بمجازر وكوارث بعمليات انتحارية.
وبعد تلك السنين الخوالي؛ لاح الفجر وتنفس الصبح في تلك البقعة العراقية, التي لم يتوقع الرأي العام أنها ستفتح من جديد بتلك السهولة بعد طرد الدخلاء والخونة منها, فالفلوجة التي تبعد 60 كم عن بغداد, ساهمت الكثير من الانظمة الاقليمية والدوائر السياسية, لأن تكون خنجر في خاصرة العاصمة, لتطعنها متى ما اراد أعداءه, وتبقى مستنقع ضحل لزمرهم المنحرفة يساعدهم في ذلك الكثر ممن باعوا وطينيتهم.
ولكن وبعد أن عقد العراقيون العزم على تحرير عروسهم, حددت ساعة الصفر ليكن السبق في تعبيد طريق النصر لغيارى الحشد المقدس, فاختير لذلك رجال أشاوس من 11 فصيل, وكان الفخر في المقدمة لسرايا شهيد المحراب في (عاشوراء والجهاد والعقيدة والمنتظر), الذين شرعوا أبواب الفلوجة بعد معارك طاحنة في (الصقلاوية والگرمة وأبوشجل وجسري المفتول والتفاحة), ليقدموا أكثر من 30 شهيد و80 جريح في ملاحم يعجر وصفها.
لتكن تلك الدماء الطاهرة فاتحة للنصر في تحرير الفلوجة, واعادتها لأحضان الوطن, بعد أن حاول الاجراميين وباعت الضمير سرقتها, ممن عاثوا فيها فساداً وأجراماً, حيث كانت منطلقاً لتظاهرات باطلة لم تسطيع الحكومة آنذاك من احتواها.