18 ديسمبر، 2024 7:35 م

الوطن .. المواطنة .. سلطة الحاكم

الوطن .. المواطنة .. سلطة الحاكم

أشكالية ألحاكم والوطن والمواطن أزلية وهي تتداخل مع بعضها سلبا وأيجابا وفقا لطبيعة الحكم وألحاكم ؛فأذاكانت سلبية تبدأ روح ألمواطنة تتراجع وتتسم بعدم ألمبالاة وعدم ألشعور بالمسؤولية ؛ ولايشعر ألمواطن بأهمية ألألتزام بالقوانين وألأنظمة كردة فعل وعدم وجودالثقة بين الحاكم وألمحكوم.أما أذا كانت أيجابيه فسنلاحظ زيادة ألتحام ألمواطن بوطنه والتزامه بواجباته.وأليكم هذه ألمشاهدات من أرض ألواقع للدلالة عل ذلك:
عندما شكلت ألحكومة ألملكية ؛ ذهب طه ياسين ألهاشمي ألى جنوب ألعراق ألذي أصبح رئيسا لوزراء ألعراق فيما بعد ؛لشجيع ألفلاحين للأنخراط في صفوف ألجيش ألوليد؛ توقف عند أحد ألمزارع سائلا أحد ألفلاحين للتطوع في ألجيش للدفاع عن ألوطن ؛ فساله ألفلاح بعفوية وماهو ألوطن! فأجابه ألهاشمي ألدفاع
عن أرضك؛فرد عليه ألفلاح ولكنني لاأملك أرضا؟!!.
ألقضية ألأخرى مر أحد ألناس في أحدى ألقرى ؛فراى أمرأة تبكي وتلطم وتبكي بحرارة ؛توقف عندها وسئلها عن ألسبب في بكائها ؛فأجابته أنه بين وقت واخر تهجم ألذئاب على قريتنا وتأكل أحد أطفالنا وفي صباح هذا أليوم جاءت وهجمت على ولدي وأكلته؛ قال لها لماذا لاتغادرون من هذه ألقرية ألى قرية أخرى آمنة:فأجابته أن لايوجد ظالم في هذه ألقرية؟!!.
بعد أربعون عاما من ألظلم وألقتل وألتهجير وألحرمان وصل ألامر بالكثير من ألعراقيون أن يتمنوا أن يأتي شارون ألى ألعراق ليخلصهم من طاغية ألعراق!!.
بينما على ألجانب ألأخرتلاحظ شعور ألناس بالحرص على أوطانهم وألتصاقهم بها؛وألقصة ألتالية توضح ذلك كنت أعيش أثناء دراستي في بريطاني ألى جانب عائلة بريطانية فقيرة ألحال ؛ وفي أحدى ألأيام طلب جاري مساعدة مالية لشراء ألطعام لعائلته وحليب لطفلته ريثما تأتي ألمساعدة ألمالية من ألحكومة؛ فعلت ذلك؛ ولكني وجدت في هذا ألرجل خبرة في تصليح ألسيارات على درجة كبيرة من ألمهنية ؛سألته لماذا لاتقوم بفتح كراج لتصليح ألسيارات ؛ فأجابني لضيق ألحال؛ وعندها قلت له أنك تستطيع ألى ألذهاب ألى خارج بريطانيا مثل دول ألخليج أو أستراليا وتحصل على عمل؟ فأجابني أنني لأستطيع أن أفارق هذا ألبلد لأنه بالنسبة لي ألهواء ألذي أستنشقه كل يوم ؛فهل يستطيع ألأنسان أن يعيش بدون هواء !!.
سأل ألأمام علي {ع} عن ألبلد الذي يستحقه ألأنسان ؛فأجاب :ليس ببلد أحق منك ببلد ؛بلدك ألذي يحملك؛ فسألوه ما معنى ألذي يحملك:فقال ألبلد ألذي يأمن عيشك ويصون  كرامتك وتحفظ فيه دينك!وقال ألله تعالى { وأسعو في مناكبها وكلوا من رزقه}.
لقد خسرنا كل ألحروب ألتي خاضتها ألأمة ألعربية خلال ألخمسون عاما ألماضية ؛ لأتساع ألفجوة بين ألحاكم وألمحكوم مما أثر على روحية ألمواطن وأندفاعه للدفاع عن وطنه بفعل ألظلم وألتعسف ألذي وقع عليه.لقد خسرت ثلاثة دول عربية حرب حزيران بسبب أتساع ألفجوة بين ألحاكم وألمحكوم وتسلط أنظمة دكتاتورية متخلفة همها ألوحيد ألبقاء في ألسلطة.وبالمقارنة بين ألمدة ألتي أستغرقتها ألقوات ألأمريكية في أحتلال ألعراق ألتي لم تستغرق ثلاثة أسابيع لجيش تعداده مليون جندي وحوالي نصف مليون جيش شعبي. بالمدة التي أستغرقتها ألقوات ألأمريكية للهروب من مستنقع فيتنام ؛حيث ولت ألقوات ألأمريكية هاربة من جحيم ألقوات ألثائرة ألفيتنامية علما بأنها ألقت بمئات ألألوف من قنابل ألنابالم  ألمحرمة دوليا ألى جانب أستخدام ألغازات ألسامة لتدمير ألبشر وألشجر وفي ألنهاية أنتصر ألشعب ألفيتنامي؛ وألسبب أيمان ألشعب بقيادته وألتزام ألقيادة بأحترام أرادة ألشعب ورعاية مصالحة وألحفاظ على حقوقه. بينما ساهمت سنين ألبعث ألعجاف في  تدمير روح ألمواطنة لدى ألعراقيين بأستعبادهم وأهانتهم وتحويلهم الى مجاميع من ألقطيع يقودهم جنون ألحاكم الى ألمهالك وألهزائم مما أضعف روحهم ألمعنوية وارتباطهم بوطنهم لأشباع نزواته ألعدوانيه كما فعل هتلر وموسوليني من قبله في ألمانيا وأيطاليا وكما فعل مجنون ليبيا بشعبه؛ أنها معادلة هندسية لاتقبل ألجدل أو ألنقاش { ألبدايات ألخاطئة لايمكن أن تؤدي ألى نتائج صحيحة}.أن ألولاء يضمن بأحترام أدمية ألآنسان وضمان حريته وكرامته وتلبية متطالباته بالعيش الكريم ؛عندها سيدافع ألمواطن عن وطنه بكل ما أوتي من قوة ويضحي بالغالي وألنفيس في ألدفاع عن وطنه وشعبه.