الخيار الثاني المطروح للعراق بعد سيناريو داعش هو الاقلمة والتقسيم , بالبدء لا نتاول السلبية او الايجابية لخيار الاقاليم هذا سنتركه لنهاية المقال … ان خيار الاقاليم خيار مبيت ومطبوخ على نار هادئة من قبل الامريكان وبعض ساسة سنة السلطة وحكومة الاقليم , وقد سمعتم بالامس ما قاله رئيس حكومة اقليم كردستان مسرور بارزاني، وان العراق يجب ان يقسم لثلاث دول (سنية وشيعية وكردية) بمجرد الانتهاء من الحرب ضد داعش ، وكيف عضد وايد هذا التصريح من قبل المتحدث باسم العشائر العربية في محافظة نينوى ، مزاحم الحويت ؟! خيار الاقلمة والتقسيم هندس خطواته بايدن بل استطاع ان يعرضه على مجلس الشيوخ الامريكي في 26-9-2007 ويحصل على 75 صوتا مقابل 23 صوتا بالرفض وليس بايدن من يتبنى هذا المشروع بل وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر سبق وأن دعا في مارس/ آذار 2006 إلى تقسيم العراق إلى ثلاث مكونات مرجحا أن يكون مصير العراق كمصير يوغسلافيا السابقة.
من يعتقد امريكا ستقضي على داعش وتترك مكانها فراغا في العراق فهو واهم اشد الوهم لان امريكا لها موقف معادي من ايران ونظام الاسد وفي حالة انهاء صفحة داعش في سوريا والعراق فهذا يعني تقديم مكافئة في البقاء على الاسد وتزايد المد الايراني , فهل يعقل ان يكون البديل حشد شعبي مدعوم من ايران ليكون المثلث الغربي حلقة وصل بين العراق ولبنان وبدعم ايران من اجل المقاومة ؟!… ومن هنا فالسؤال المطروح هو هل تعلم الحكومة المركزية وبالتحديد التحالف الوطني يعلم بهكذا مخطط تقسيمي ؟! فاذا كانت تعلم فلماذا تعطي هذه الخسائر بالارواح والدماء والاموال لقضية ستكون لصالح الدول الاقليمية وامريكا واسرائيل ؟! وان كانت لا تعلم فهل اصبحت من الغفلة لان تكون جسرا لعبور المخطط الامريكي – الاقليمي لتدمير العراق ؟! ولماذا لم تتناقش الحكومة مع امريكا بمستقبل المثلث الغربي ؟!وكيف سيكون حاله بعد تطهيره من داعش الرجس ؟! اليس الحكومة العراقية سبق وان اتفقت مع الامريكان بمعاهدة ؟! اين واقعها ومصداقها ؟! ولماذا هذا التناقض بين رؤوية الحكومة ورؤية الامريكان؟ !هل فكرت الحكومة بشان الانبارين ومعالجة وضعهم ؟! هل من اختبا في مامن من داعش ستكون حقوقة مثل من قاتل داعش ؟! وماذا سيكون حساب من حمل السلاح معهم ووفر حاضنة لهم ؟! هل تعلم الحكومة ان برلمانيين وسياسين على اتصال وتنسيق مستمر مع الامريكان بشان مشروع التقسيم ؟! ولذلك لم يظهر لهم اهتمام بتحرير الفلوجة وقبلها الانبارلان الثمرة سيجنوها الان ام لاحقا , لماذا لا تعتقل الحكومة السياسين من دعاة التقسيم والمرتبطين بالاجندة الاقليمية بعد ان احترفوا على انفسهم بالتصريحات الاعلامية ؟ هل هؤلاء الساسة تحت وصاية وحماية امريكية ؟!
ان هناك صفقة سياسية قد جرت لمرحلة ما بعد داعش وعلى الساسة الحريصين على سلامة العراق وارضه ان يستعدوا لمرحلة او خطط ما بعد داعش اما بالاقليم السني وربما بالدولة السنية وحيث الامر يجري بعلم ساسه مرتبطين بالامريكان للتخطيط لمرحلة ما بعد داعش وبكل الاحوال سواء تحقق الاقليم السني او الدولة السنية فسيكون الرابح منه اولا اسرائيل لان محور ما يسمى بالمقاومة ايران – العراق سوريا – لبنان سيتفكك وان دخول القوات التركية في شمال العراق وخاصة بالقرب من الموصل هو تمهيد لمرحلة ما بعد داعش … وكل من يقول لكم ستكون الحكومة المركزية هي البديل عن حكم داعش في المنطقة الغربية فهو واهم بالتاكيد لان الاعلام والدعاية المضادة اخذت ماخذها عند الانبارين وبدؤا يتخوفون من التغيرالديمغرافي المزعوم كما كانوا يتخوفون ويترددون عن محاربة داعش لان قوات ايرانية ستدخل مدنهم وستبيحها … السعودية وقطر وتركيا لا يمكن ان يؤمن جانبهم وهم يرون الايرانين يتعاضم دورهم ..انظروا وضع العراق المتازم حيث لم تكتمل طوي صفحة داعش نتفاجا باضطراب الوضع في مناطق وسط وجنوب العراق فظهر الخلاف الشيعي – الشيعي بحيث أضحت معالمه بارزة للعيان من خلال حرق بعض مكاتب الأحزاب الموجودة في المناطق الجنوبية , اما المنطقة الغربية من الان اختلفت على من يتولى رئاسة الاقليم السني , والظاهر ان عاصفة العراق لا تهدا ولا تستقر الا بانشاء الاقليم في العراق .