17 نوفمبر، 2024 8:44 م
Search
Close this search box.

إنقسام أوربا وفقدان بوصلة العرب

إنقسام أوربا وفقدان بوصلة العرب

مشكلة العالم الثالث أنه يسير خلف إطروحات جاهزة، ولم يُصدق أن العالم قرية واحدة؛ إذا تداعى أحد أطرافها سيؤثر على بقية الأطراف، وساروا كالعميان خلف مثالية على الأوراق لا تتناسب مع مفاهيم إعتنقوها وهم يتخبطون بحثاً عن كمال؛ أسسوا لخرابه بمفاهيم دعم التطرف.
الممكلة المتحدة واحدة من أعمدة الديموقراطية بمنظور الشرق الأوسط، ولم يخطر ببال العرب؛ أنها ستقطع تحت طائلة النظام العالمي الجديد.
يعتقد الشرق الأوسط أن الدول المتحضرة؛ تبني تحركاتها على إرادة الشعوب ولا علاقة للسياسة في خطواتها السيادية، في حين تجاوزها الإعتراضات في شن الحروب والصفقات والعلاقات السياسية والإقتصادية، وحتى ما يُسمى بالإقتصاد الحر؛ فأنه خاضع لسياسة الدولة، ولا تبادل تجاري مع دول تتقاطع مع السياسة العامة
في تسعينيات القرن الماضي، وأبان حرب الخليج؛ أطلق الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب عبارة النظام العالمي الجديد، التي تُرجمت الى نظريات لتحالفات ضرب الدول المارقة والمخالفة للسياسة الدولية، ومن هذا النظام إنهار الإتحاد السوفيتي؛ ليفسح المجال لسياسة القطبية الواحدة، وثمة تحركات تقارب ياباني ألماني وتطوير مفهوم الإتحاد الأوربي، للتصدي وخلق مرحلة تعدد الأقطاب.المملكة التحدة تلك الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس؛ واحدة من الدول التي تتغني بماضيها العريق؛ إصبحت عضو في الإتحاد الأوربي وعليها الخضوع لقرارات تضعها بمقام دول صغيرة مثقلة بالديون كاليونان، ومفروض عليها تقبل المهاجرين المسلمين؛ بما يحمل بعضهم من أفكار متطرفة، ودفع ضرائب تثقل إقتصادها في أزمة تراجع فيها الإتحاد الأوربي إلاّ ألمانيا التي خرجت معافات، وبريطانيا ما تزال تعيش آثار الحروب السرية مع الأيرلندين، التي إنتهت بوساطة أمريكية؛ أصبحت فيما بعد وسيلة لتحريك طرف على آخر..
إن القرار البريطاني بالإنسحاب من الإتحاد الأوربي؛ شكل صدمة للعالم وإستغراب العالم الثالث، وطالب الأيرلنديون والإسكنلدنيون واللندنيون و60% من الشباب بالبقاء مع الإتحاد الأوربي، فيما صوت 60% من فوق 50 عام على الإنفصال، وظهرت تداعيات جمع تواقيع في عموم بريطانيا لإعادة الإستفتاء، أو الإنفصال من المملكة المتحدة لأيرلندا وأسكتلندا ولندن، وما يعني ان الجيل القديم يروم الإنفصال ويرى أن بريطانيا لا يناسب تاريخها أن تكون عضواَ، فيما أثارت الشكوك عن سياسة مسبقة، دعت لإستقالة كاميرون الذي من المفترض البقاء حال تعرض دولته لحرب أو هزات إقتصادية وأزمة كُبرى.
سينعكس القرار البريطاني على دول الإتحاد الأوربي وتُصاب بالعدوى؛ في ظل مطالبة اليمينيون بالإنسحاب كورقة إنتخابية.لم تنجح خطة تقسيم الشرق الأوسط؛ في ظل أرض غير خصبة لنمو جماعات التطرف في العراق وسوريا وليبيا ومصر، ولكون هذه الدول خاضعة لنفوذ الإتحاد الأوربي أكثر من أمريكا، وتنوع بيئتها الإجتماعية والطائفية وبشاعة جرائم داعش، والنتيجة إنهيار الإرهاب في العراق وسيلحقها إنهيارات في سوريا وليبيا ومصر، وستكون نظرية تقسيم المقسم وتجزءة المجزء في دول الإتحاد الأوربي؛ مقابل تنامي القطب الأمريكي، وفقدان العرب لبوصلة الدين والقومية. 

أحدث المقالات