لم تكن مثل هذه الصورة غريبة على اهل المدن خاصة تلك التي حاباها الله ودفن أحد اولياءه فيها ,, كل عام وهذه التجمعات من الطلبة تفترش ارض المزارات الغنية بالكهرباء الغير مغادرة وهم يتصفحون كتبهم بحلقات او فرادى ليستعدوا للامتحانات تاركين بيوتهم وخدمات اهلهم ودلال الام الى ايام أخر ..الوقت مبكرا على مغادرة البيت والمجيء للقراءة في هذا المزار كما هو واضح من تدفق الطلبة قبل الامتحانات على المكان .نعم جاءوا هذا العام مبكرين الى هنا باحثين عن الكهرباء والهواء البارد والمرواح السقفية التي لا تتوقف والسبب ان الكهرباء هذا العام كما يبدوا لي اسوأ من العام الماضي فهي بدأت بالانقطاع منذ بداية الشهر الخامس مقارنة بالأعوام السابقة التي تبدأ بالانقطاع لساعات منذ بداية او منتصف الشهر السادس . ارتفاع درجات الحرارة المفاجئ الذي تزامن مع قلة تجهيز الوقود الى محطات توليد الطاقة الكهربائية وعطل بعضها وضعف في صيانتها ادت الى انقطاع متكررة حتى ساعات الليل التي تكون درجات الحرارة فيها معتدلة نسبيا تستمر الانقطاعات لساعات قد تصل احيانا الى أكثر من اربع ساعات توقف وساعة الى ساعة ونصف تيار .طالب يستعد للامتحانات النهائية للصف السادس العلمي ان هذه السنة هي التي تحدد مستقبلي فانا لم أدخل الامتحان الوزاري في العام المنصرم بسبب الظروف الغير ملائمة ومنها انقطاع التيار المستمر ضنا مني أن الوضع سيتحسن وبالتالي ستكون دراستنا ايسر وأسهل من السابق لعلي احصل على درجات تؤهلني للدخول الى كلية مرموقة ,, لكن للأسف ان الوضع العام بات أكثر تعقيدا واعسر مما توقعت وها أنذا ألازم احدى اروقة هذا المزار للقراءة تاركا البيت ..لأحصل على الماء البارد والهواء العليل وبعض الأحيان بضع دقائق من القيلولة لأعيد نشاطي . كعادتهم القيمون على تلك المزارات والأئمة وخدمتها يتهيئون سنويا لتدفق العشرات من الطلبة الى تلك الاروقة ويستعدون لهم ليوفروا لهم الماء البارد وبعض الاماكن البعيدة على حركة الزائرين لينعموا بالهدوء والضوء والهواء من اجهزة التبريد الكبيرة المنتشرة في الأماكن لتلك الاضرحة .. من الجدير بالقول ان استمرار الكهرباء في هذه الاضرحة هي الاخرى لم تأتي من الكهرباء الوطنية بل تأتي من مولدات كهربائية عملاقة موزعة في اماكن خاصة لتغذي وتمد المكان بالكهرباء لتنير المزار وتعطي لهؤلاء الدارسين بعض من كرمها .كان العراقيون يتوسمون خيرا بهذا العام ويتذكرون جيدا وعود المسئولين بأن هذا العام هو الافضل وأن الانقطاعات للكهرباء ستنحسر وتقل لساعة او ساعتين يوميا وسيستمر التجهيز لأكثر من عشرين ساعة يوميا في صيف العراق اللاهب ,, المفاجئة أن الكهرباء هذا العام بدأت بالتذبذب مبكرا وبدأت تنقطع من نهاية الشهر الرابع وبداية الخامس وهذا ما ولد حالة من الشعور باليأس من اصلاح الكهرباء التي يعاني منها العراقيون منذ ثلاثة عشر عاما واعتمادهم الكلي على المولدات البيتية والمولدات المتوسطة المنتشرة في شوارع المدن الذي يبيع اصحابها الكهرباء للعوائل وبأسعار ترهق كاهل العائلة العراقية .
Kathom [email protected]