لايستطع الضغط على الزناد, والوقف على الساتر, والقتال سوى أولئك الرجال الذين الهبت وجوهم حرارة الشمس, وغطا ملابسهم غبار المعارك, الذين تعجز الكلمات وتتوقف المعاني وتجف الأقلام, وترتجف الأيادي ،عند ذكرهم تبجيلاً وأحتراما لهم، نقف مرغمين, أنهم حشد الله المقدس.
أما الذكور الذين يثبطون المعنويات, فتجدهم لاهين ملتهين, مابين متسكع في المولات, والساحات العامة, وخلف “كيبورد حاسباتهم” مخافة أن تلهب أشعة الشمس وجوهم التي غطتها الكريمات, واعادوا صناعتها في عيادة”باربي”.
“ياليتنا كنا معكم” ونحن نشاهد تلك اللوحة الفريدة من نوعها, التي رسمت بأيادي فنيةُ رائعة, يعجز كبار النقاد والفنانين عن فك شفرتها, تجمع مابين الأمل والشجاعة, الصبر والكرم, الأخلاق والرجولة, الشيبة والشباب, مابين منتسب ومتطوع, متبرع بماله وجائدُ بنفسه, يتسابقون على المنايا كما لوكانت ليلة زفافهم, أي لوحة هذه وأي شجاعة تلك, يملكها هؤلاء الرجال, نعم أنهم حشدنا المقدس.
ونحن نتابع أخبار بطولاتهم, أجزم قاطعاً, أننا نشعر بالحزن والعار من أنفسنا, نشعر بالفخروالغبطة لهم, وأحياناً قد نتجاوز الحدود ونحسدهم, لهذه الشجاعة, وتلك الرجولة التي طالما سمعنا وقرأنا عنها في التاريخ, فكنا أحياناً مصدقين وأخرى مشككين, ولكن اليوم نجد أنفسنا مرغمين أن نقول نعم أنهم موجودون أحفاد أولئك الأولون, نعم أنه حشدنا المقدس.
أعود مرغماً لذكر الذكور, أصحاب مولات المنصور,والتسكع في القشلة,وساحة التحرير, الذين يخططون ويتأمرون, مابين جلسات في الملاهي والبارات وفي أفواهم رائحة الخمور, ينادون بالأصلاح ومحاسبة المفسدين, وهم أشد فساداً لويعلمون.
مابين رجلُ وذكر, فرق شاسع وكبير, الرجل يقاتل, والذكر يتخاذل, الرجل يستشهد, والذكر يطالب بحقوق المثلية, الرجل يحرر الأراضي المغتصبة, والذكر يغتصب أعراض الناس, الرجل يقف على الساتر, والذكر يجلس خلف حاسبته يشكك وينشر الأكاذيب, عن تجاوزالرجال في الميدان, وأنتهاكهم لقوانين حقوق الأنسان, حسب عقليته المريضة, الرجل يحرر والذكر يطالب بالتحرر, ولازال الرجل يعطي والذكر يطالب .هذا ماجاده به قلمي.