لن نتحدّث هنا عن التفجيرين الأخيرين في ” الكرادة ومرقد سيد محِمّد ” في قضاء بلد , فالوضع متفجّر اصلاً ولا نستبعد مزيداً من التفجيرات في ايّ مكان وفي اية لحظة , فالأقدار والمصائر غدت مرتبطة بالمفاجآت .
O التغييرات الأخيرة التي اجراها رئيس الوزراء لبعض القادة العسكريين والأمنيين لا يمكن نقدها او انتقادها مهما جاءت متأخرة , كما أنّ متطلبات الوضع الأمني باتت وما انفكّت بحاجةٍ الى تغيير القيادات الأمنيّة والعسكرية , وصارَ من الضرورة الإستعانة بضباط متمرّسين ومهنيين دونما اعتبارٍ للإنتماءات السياسية , فبالرغمِ من وجودِ نحو عشرةِ اجهزةٍ أمنيّة مختلفة إلاّ أنّ العراق يظهر وكأنه بدون استخبارات ولا مخابرات .! فمن غير المنطق بتاتاً أن لا يجري الكشف عن الجهة او الجهات التي تفجّر المفخخات والعبوات الناسفة على مدى ثلاثة عشر عاماً ولا لمرّه واحدة ! وثمن ذلك المزيد من الضحايا , والأغرب والأكثر إبهاماً من كلّ ذلك أنّ مداخل وبوابات المنطقة الخضراء لم يدنو منها انتحاريّو القاعدة وداعش او سواهم ! أنه أمرٌ اقرب الى الأحجية والطلاسم … تغيير القيادات المسؤولة عن حفظ الأمن ليس سوى جزئيات ومحاولات متشبّثة لن تغيّر من اوضاع البلاد المتردّية والتي تتجه نحو الإنحدار الأمني والأقتصادي.
O في عموم الوضع السائد في القطر , فكلّ التحليلات والآراء والإجتهاد في وجهات النظر قد تضحى صائبة الى حدٍّ كبير , لكنها دون ادنى شكّ لن تغيّر من الواقع المزري قيد أنمله , والمأساة اننا لا نمتلك سواها اي ما يكادُ يكون الجانب التنظيري غير القابل للتفعيل , واضحت مسألة الفساد وسوء إدارة البلاد واجهزتها من الأمور الثانوية .! المأساة وحدها تكمن في أنّ الفصائل المسلّحة التي لاترضى بتسميتها ” بالميليشيات ” , هي التي تحكم وتتحكّم بالوضع الراهن , ومَن يمتلك ايّة تصوراتٍ بأمكانية زحزحة هذه الفصائل فأنه غاطس في قاع بحر الأوهام . وَ وضع العراق الراهن لن يتغير إلاّ وفق تبدّلٍ ” غير محتمل في المدى المنظور ” لسياسة الولايات المتحدة , وَ فق متغيّراتٍ دولية تبدو بعيدة المدى