17 نوفمبر، 2024 11:27 م
Search
Close this search box.

معركة الموصل جائزة أمريكا الكبرى..؟          

معركة الموصل جائزة أمريكا الكبرى..؟          

أخيرا حسمت الولايات المتحدة الاميريكية أمرها ،وقررت خوض معركة استعادة مدينة الموصل ،من قبضة تنظيم داعش،وجيشت معها  أكثر من 24 دولة في العالم، فماهي تداعياتها ونتائجها وانعكاساتها على العراق والمنطقة ،نحاول هنا ان نعيد قراءة المشهد العراقي ،الشديد الالتباس والفوضى سياسيا وعسكريا وأمنيا، فحكومة حيدر العبادي تترنح فشلا وفسادا في ظل صراع الاحزاب وغنائمها ومناصبها ومكاسبها الفئوية ،وانشقاقات الكتل السياسية ابرز علامات هذا الفشل، مع إنقسام وفشل برلمان هزيل لايصلح الا لجوقة لطامة في سيرك ستربتيز،وتظاهرات غاضبة تطالب بحقوق مسلوبة وتصحيح العملية السياسية بالغاء المحاصصة الطائفية التي تعتاش عليها الاحزاب والكتل منذ اول يوم للغزو الوحشي على العراق، وفي لهيب هذا الغضب الجماهيري وحماسه واصراره على التغير والغاء العملية السياسية من جذورها ، ابتدع حيدر العبادي وبرلمانه ودهاقنة السياسية في طهران ،للخلاص من تظاهرات العراقييين وغضبتهم،حالة الهروب الى الامام، فكانت معركة تحرير الانبار وتبعتها الفلوجة ،ونسي الشعب مطاليبه ، وسط صمت امريكي ورضى على ما يجري،حتى جاءت الفرصة الذهبية لادارة اوباما ،بعد استحضارات نفسية واعلامية وعسكرية طويلة ، لتكون معركة الموصل ،الفصل الاخير من مسرحية داعش واخواتها في العراق خاصة ،والمنطقة عموما ،فقد حصرت امريكا بفضل تحالفها الدولي وطيرانه اليومي فوق العراق وسوريا، وضربه بقسوة مفرطة اوكار ومقار وتواجد عناصر وقيادات داعش  وقتل الالاف منهم قادة ومقاتلين ، وحصرهم في مكان واحدة في العراق(الموصل)، (والرقة سوريا)، لتكون نهاية المسرحية الامريكية (انتصارا كاسحا على (دولة الخلافة في العراق والشام)، 
وينسدل الستار في أواخر اكتوبر المقبل،عن اكبر فرية وكذبة في التاريخ هي اكذوبة (داعش)، التي صنعتها المخابرات الامريكية (بإعتراف هيلاري كلنتون)،وروجت لها اسرائيل، ونفذت فصولها ايران في العراق وسوريا، بعد ان راح ضحية همجيتها واجرامها ،ملايين البشر بين قتيل ومهجر ونازح ،وطريد ومعتقل ومختطف واسير، وبلاد مهجومة على رؤوس اهلها، وخراب طال كل ابنية ومرافق ودوائر ومؤسسات البلاد تفجيرا وتدميرا، اليس هذا كله هو من (بركات الغزو) الذي مهدت له الدول العربية والغربية ،لأجتياح وتدمير العراق، لينتج لنا الارهاب بابشع صوره، على شكل ميليشيات طائفية تديرها وتسلحها إيران ،وتنظيمات اسلاموية مفرطة في التطرف والغلو والاجرام،الذي لم يشهد له التاريخ كله من مثال ، نعم هذا جرى كله على مرأى ومسمع العالم كله، وهو يعترف بخطأه وندمه الآن،ونعود لمعركة الموصل،التي خططت لها امريكا منذ اول ايام الغزو، ونورد هنا كلاما بليغا لقائد الفرقة المجوقلة (101)في الموصل ،في اولى أيام الغزو ديفيد بيترايوس،حين ودع محافظ نينوى اثيل النجيفي نهاية عام 2011، قائلا له بالحرف( سنعود ثانية الى الموصل ولكن بطلبكم انتم ) ،واليوم وبعد ان أغلقت تركيا قاعدة انجرليك وانهت التواجد العسكري لامريكا على اراضيها، وبعدما تأكدت ان هذه القاعدة العسكرية ،تشكل خطرا على امنها القومي (ثبت بعد الانقلاب الاخير)، 
فانهت عمل القاعدة ، واتجهت بوصلة تركيا الى دول الجوار، فأعادت علاقتها بروسيا واسرائيل وسوريا زمصر والعراق وغيرها ،ولم لامريكا أي نفوذ عسكري ذا اهمية كقاعدة انجرليك، فكانت( الجائزة الكبرى )،قاعدة القيارة الجوية (قاعدة صدام )، التي تعد عسكريا وجغرافيا اهم قاعدة استراتيجية للتواجد الامريكي في المنطقة،وتفوق باهميتها واستيراتيجيتها من قاعدة انجرليك،وذلك لموقعها الجغرافي، واتساعها، وتحصيناتها الدقيقة ، وقربها من قلب الشرق الاوسط وفاصل عسكري استراتيجي بين العراق وسوريا ،يمنع تنقل الارهاب الايراني الداعشي الى سوريا والغرب وتركيا، اضافة الى اهميتها القصوى عسكريا كونها تمتلك مهابط جاهزة تحت الارض،  ومخازن لتخزين الاعتدة والاسلحة ،ومكان يصعب كشفه من قبل طيران (العدو)، 
والتي صممت باقصى درجات التمويه والاستتار العسكري، وتحتوى على مواقع متنوعة وغرفة قيادة مجهزة باحدث الاجهزة الالكترونية الخارقة تحت الارض، وهذه تعد الجائزة الكبرى لامريكا،التي قطفتها من غزوها الوحشي الغادر على العراق، لهذا تعتبر معركة الموصل المرتقبة هي آخر المعارك مع داعش لانها حققت اهم اهدافها الاستراتيجية التي كانت تحلم بها امريكا طوال تاريخها ،وهو انشاء قواعد عسكرية جوية تضمن لها تنفيذ مشروعها بعيد المدى في المنطقة ،ويضمن نفوذها العسكري وهيمنتها وامن اسرائيل لقرون قادمة ،وهذا ما توفره قاعجدة القيارة العسكرية لها ، فهل عرفتم الان لماذا معركة الموصل هي الجائزة الكبرى لامريكا،ولماذا جهزت لها (24) دولة كبرى مع جيشها لاستعادة الموصل وتسجيل انتصار تاريخي لها على داعش، ورفع اسهم كلينتون وضمان فوزها في سباق الرئاسة القادم ، نعم هذا ما خططت له امريكا منذ زمان طويل وتنفذ الان، لانها تدرك ان الفرصة التاريخية لاتتكرر مع عراق ضعيف مفكك وهزيل مفتت ومتقاتل مع بعضه ،كالذي ترونه الان ، لذا فستكون  معركة الموصل جائزة امريكا الكبرى ، وستؤسس لها قاعدة القيارة لاكثر من عشرين سنة قادمة يضمن لها التواجد الدائم بعدها، وهنا بيت القصيد ، كيف، ان وجود جيش امريكي في القاعدة يضمن استتاب الامن في المنطقة وانحسار عمليات داعش بعد ان لفظها الحاضن الرئيسي لها وهم اهل المنطقة الغربية كلها ،ولم يعد لها حضور حتى في مخيلة الناس،لكرههم لافعالها واجرامها ومآسيها وكوارثها معهم ، وهذا ما فعلت امريكا لايصال الحال وتغول داعش عليهم وقتلهم بدم بارد، فالتجأوا الى امريكا لتخلصهم منها وفعلت ، وهي كالمستجير من الرمضاء، وهو أمر منظم شاركت فيه ايران ايضا ،
بحسب مصالحها ومشروعها ،وسميناه اكثر من مرة التخادم الامريكي-الايراني في العراق وسوريا، فهل يكون الهدف الثاني في العام الامريكي القادم هو إيران ، نعم جميع المؤشرات تؤكد هذا ضمن السيناريو الامريكي الواضح في المنطقة، والذي اخذنا نتلمسه في العلاقة الملتبسة المصلحية بين امريكا بايران قد انتهت ، وباتفاقها النووي مع ايران ،الذي يشهد الفشل والتفكك المنظور،وهذا ما سيكون موضوع العالم في العام المقبل، لان ايران تدرك تماما هذه النتيجة وجهزت لها جيش جرار من (الحرس الثوري الايراني-حزب الله-الحوثيين-الميلشيات العراق ال58)، والتي تعدها جيشا لمواجهة عدو المشروع الايراني في المنطقة والعالم، وكما يرى العالم كيف تغولت ايران خامنئي الان في المنطقة ،وانفلت عقالها الاجرامي واذرعها الميليشياوية، في كل من اليمن والبحرين والعراق وسوريا ،وتهديداتها لدول الخليج والعالم ، واعتدائها السافر عليها ،بإطلاق يد خلاياها النائمة هناك، وتأكيد العالم وقناعته الان ،أن إيران هي راعية الارهاب العالمي بامتياز ،(احداث المانيا امس المنفذ ايراني تابع للحرس الثوري)، 
وجرائم حزب الله في سوريا وجرائم ميليشياتها في العراق واليمن وبأوامر ايرانية مباشرة وعلى لسان قادة حزب الله والعصائب ومنظمة بدر وابو الفضل العباس وغيرها، وكل تأتمر وتتباهى باخذ اوامرها وتمويلها وتسليحها من ايران ، لذا فإن معركة الموصل واستعادتها تشكل انتصارا كاسحا على الميليشيات وداعش في آن واحد، ومما يؤكد هذا ان ادارة امريكا منعت وعلى لسان وزير الدفاع العراقي (الميليشيات وقوات البشمركة ) من المشاركة في معركة الموصل ،وهذا ما اثار حفيضة الاطراف في بغداد وكردستان ،بل وفاجأها ايضا، وكانت صدمة حقيقية لهذه الاطراف، التي كانت تعول على تحقيق مكاسب ومغانم سياسية وعسكرية من وراء معركة الموصل ،ولكن لم تدر هذه الاطراف،أن القرار هو قرار امريكي واضح،وليس قرار عراقي على لسان وزير دفاعه الذي كلنا يعلم انه لايقدم ولايؤخر، وهذا ايضا يؤكد حقيقة أخرى، أن امريكا عازمة أن تكون معركة الموصل وقطف ثمارها لا تفرط به لا للبشمركة ولا للميليشيات(ربما تشارك بعد ضغوط في اطراف الموصل )،فهي تريد الاستفراد بالنصر لها وحدها ،وليكون حجتها في المتقبل، ان لايوجد فضل لاحد في الموصل للتحكم بمستقبلها السياسي والعسكري،
 بعيدا عن المزايدات والمساومات، التي بدأنا نراها اليوم على لسان قادتها، بتحويل الموصل الى ثلاث محافظات على أسس طائفية وقومية وأثنية وعرقية ،أو من نوع ان الارض لمن يدفع الدم من اجلها وهكذا حسب المنظور الامريكي ،مما يبقي حالة الاحتراب قائما في الموصل واطرافها،وهذا يؤثر تاثيرا مباشرا على، (أمن واستقرار القاعدة الذهبية الجوية في القيارة)، التي لاتريد امريكا أحدا أن يقلق ويزعزع امنها لأطول مدة قادمة ،وهذا يعد  سينعكس على امن واستقرار الموصل وانفتاحها المسقبلي على العالم ، وضمان عدم تفككها وتفتيتها وابقائها موحدة ،لزمن غير منظور على عكس ما يتمنى لها الاخرون ،من أمراء الحرب وتجار الحروب، وهذا مغزى أن تكون معركة الموصل الجائزة الكبرى لأمريكا وللموصل ….

أحدث المقالات