بين التحديات المستمرة التي تعانيها الامة العربية وامنها القومي بشكل خاص وبين التشخيص والاسباب وطريقة معالجتها منذ ست وعشرين قمة عربية انعقدت وتنقلت بين العواصم العربية , بين كل ذلك يبقى شيء من حتى في خلد المواطن العربي ان يجد الإلتئام والتوافق والاجماع على متابعة ما يتم اقراره من هذه القمم .ومن شعار سبعين عاما من العمل العربي المشترك الذي اختتمت به القمة العربية 26 التي عقدت العام الماضي في شرم الشيخ , الى نواكشوط والقمة السابعة والعشرين نجد ان حال الامة العربية في ظل ما تمر به من ازمات عميقة بعد ثورات الربيع العربي وما تلتها لا يمكن ان نقول عنها الا انها باتجاه منحدر يبحث عن قشة .المواطن العربي يبدو ومن خلال ما تمر به البلدان العربية اليوم يشعر ويلمس عمق المأساة التي تواجه الدول العربية فيما تواجه من تحديات داخلية متمثلة في الارهاب الاعمى الذي ضرب ويضرب في كل يوم حتى الدول التي نطلق عنها الدول الامنة او المتسقرة , وتحديات خارجية و اقليمية لا تنفك عن تاثيراتها او انعكاساتها على الداخل العربي , وكان واضحا في تداعيات الانقلاب الفاشل في تركيا والمخاوف من انعكاس ذلك على العلاقات العربية العربية , اما التدخلات الايرانية المستمرة في الشؤون العربية يراه الكثيرون قد يكون الهاجس الاخطر بعد افعال واجرام تنظيم داعش ,
اما القضية الفلسطينة فذلك الملف الذي اصبح تعويذة القمم التي لا تغيب عن كل الاجتماعات .قمة نواكشوط لا تبتعد ولن تختلف كثيرا في نظر الكثير من المتابعين او المتشائمين بانها لن تكون افضل حالاً من سابقاتها على الاقل في عدم قدرة القادة العرب على الاجتماع ولمرة واحدة في قمة مكتملة النصاب , وبالتالي التفاوت في نجاحها كان واضحاً منذ اعتذار المغرب عن الاستضافة الى الرغبة الاعتبارية المورتانية في استضافتها مع بعثات بالأنابة عن القادة .اما فيما يخص ابرز الملفات التي ستكون حاضرة فهي اليمن وسوريا والعراق والتدخل الايراني والتي لا يختلف عليها اثنان ان مثل اهمية وخطورة هذه الازمات وتحدياتها مع التحضيرات والتهيأ والحضور الفقير للرؤساء والقادة والملوك والامراء العرب الذي يوصل رسالة مفادها ان التمزق في الاجماع والقرار العربي لا يعطي الا نتائج مقروء سلفاً في صعوبة التدابير اللازمة في مواجهة تحديات الامة العربية الكبيرة مع البقاء في حلقة و فلك التشخيص بعيداً عن المعالجات الحقيقية .