نعتقد ان الله تعالى لم يجبر عباده على الأفعال من جهة ولم يفوضهم أفعالهم باستقلالية عن سلطانه من جهة اخرى , وهذا ما يسمى بقانون أمر بين أمرين لا جبر ولا تفويض , وهو نفس القانون يجري عن الاعتقاد الديني والمذهبي وبذات الوقت لم يمنعهم عن تقبل الفكرة الصالحة التي لا تتعارض مع قيم ومفاهيم الانسانية والاسلام , وطُبق هذا القانون على أرض الواقع من قبل النبي الخاتم صلى الله عليه واله الذي لا ينطق عن الهوى , وفعل وقوله حجة ودليل وتشريع فالبرغم انه من اهداف رسالته القضاء على الجاهلية الاولى وتطهير وتذهيب الافكار والنفوس من درنها وشوائبها ومع ذلك أمضى وأقرّ الكثير من الافكار الصالحة التي دأب عليها العرب من النخوة والغيرة واكرام الضيف واغاثة المحتاج ولم يجعل من جاهلية وشرك هؤلاء مانعاً ومبرراً لرفض هذه الافكار الصالحة , وكذا الامر وتطبيقاتها جرى على أيدي وسلوك ومواقف اهل البيت عليهم السلام , مثال ذلك الامام السجاد عليه السلام كتب بيده دعاء يعلمه للمسلمين في صحيفته السجادية يدعو فيه بالنصرة والغلبة والمنعة لثغور المسلمين حين كانوا في مهام الفتح ونشر الاسلام رغم ان الجيش الاسلامي كان آنذاك تحت قيادة وولاية الحكم الأموي الذي جرى ما جرى منه بحق الامام الحسين عليه السلام! وهذا يعطينا وضوحاً ودليلاً كاشفاً على ان الاعتقاد شيء وتقبل الفكر الصالحة شيء آخر , فتقبل الفكرة من مخالف لي بالعقيدة والنهج والمذهب لا يعني ولا يلزم منه الخلل في معتقدي او المحاباة والتأثر او الدخول في معتقد الآخر ولا يعني وجود مصالح شخصية ضيقة , بل المصلحة عامة مشتركة انسانية وكما قيل الحكمة ضالة المؤمن , مثل هذا الاعتدال والقسط والتجرد من كل لوث طائفي عنصري يجعل باب الهداية والتأثير بالمقابل مفتوح وله امتداد زمني كفيل بدفع كل الشبهات والاقاويل , ويعكس صورة ناصعة مشرقة مشرفة عن القيم والمثل الانسانية والمذهبية والعقيدة ويسد كل باب يخرج منه العداء والقدح والحقد , وليس عكس ما يحصل الآن من تهافت وتناقض فكري وعملي فاضح ومخزي لمدعي التشيع والتسنن , وبالخصوص ما يجري من المؤسسات الدينية واتباعها من مليشيات واحزاب , فكرها ونهجها يخالف حكم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله واهل بيته الكرام عليهم السلام وقد تسببوا بالأساءة والتجري ونعت المذهب وقادته باقبح وافحش الاوصاف والالفاظ والكره الحقد والعداء لما صدر من جبر واكراه وانتقام وقتل وتهجير وتمثيل وقمع واضطهاد وسلب ونهب للأموال والمعتقد والقدح الفاحش بحق رموز وقادة المذهب الآخر , وهذا يكشف عن جهلهم المركب وتسافل فكرهم وتدنيه سواء أكانوا يتصورون ان في مثل هذا نصرة وولاء للمذهب او كانوا يفعلوا ذلك تشفيا وحقدا جاهلياً عنصرياً , بينما الحق والعدل هو في انتهاج نهج الانبياء والصالحين والسمو في مقام الفكر الانساني مع التمسك بالولاء والاعتقاد القلبي , وقد اشار المرجع العراقي العربي السيد الصرخي لمثل هذا الامر وفك طلاسمه بالأنوار الاصولية الانسانية الاسلامية الشرعية الاخلاقية دافعاً شبهات المنحرفين وكاشفاً عن زيفهم وخداعهم وتناقضهم , فمن جهة يرفضون فكرة تقبل الفكرة الصالحة من طرف آخر لا ينتمي للمذهب ولا ينتمي للأسلام مثلاً ويشنعون ويرتبكون ويتفترون ويعادون ويسقطون من يفعل ذلك, في حين ومن جهة أنهم فعلاً وسلوكاً وقولاً قد تقبلوا وطبقوا وروجوا واشاعوا وافتوا بالوجوب على فكرة صالحة كما يعتقدون صدرت من محتل وفاسد وحرموا النساء على ازواجهن فيما اذا لم يمتثلوا ! والتي اثبت الواقع فسادها وفشلها , بينما كان الصوت العروبي العراقي المتمثل بالمرجع الهمام السيد الصرخي الحسني عالياً شامخاً منادياً بالصلاح والحذر من الفتن والمخططات والمكر منذ عام 2003 وطرح البيانات والخطابات والمحاضرات التي تمثل المنظومة الشرعية الاخلاقية الوطنية الانسانية المعتدلة تضمن النجاة والخلاص والأمن والأمان
والسيادة والكرامة والازدهار لكل العراقيين باختلاف معتقداتهم ومذاهبهم وتوجهاتهم ولكل والعرب والعالم أجمع , ورغم كل ذلك وقفوا هؤلاء وسخروا الاعلام والاموال والسلاح والغدر والقمع والقتل والتشريد ضد صاحب هذه الافكار الصالحة وضد اصحابه الأخيار , يقول سماحته دام ظله في محاضرته السابعة (السيستاني ماقبل المهد الى مابعد اللحد ) (افتخر بتشيعي واعتقد بأفضلية علي على الصحابة وهذا لا يبرر رفض الفكرة الصالحة
) ..فالاعتقاد بأفضلية علي عليه السلام وأحقيته وولايته لا يمنع من تقبل فكرة صالحة , كفكرة طرد المجوس من أرض العراق وتحريرها من دنسهم كما فعلها الخليفة الثاني وهي فكرة تقبلها امير المؤمنين عليه السلام وأولاده المعصومين عليهم السلام واشتركوا في هذه الفكرة الصلحة وهذه المعركة التحررية الاسلامية وكان لها أثرها ليومنا هذا بحق الاسلام , فمن يعترض وينزعج ويولول ويطعن ويُشهر أنما ذلك بحق نهج السماء والانبياء والائمة الطاهرين . https://www.youtube.com/watch?v=CG7pqMcey8w السيد الصرخي افتخر بتشيعي واعتقد بأفضلية علي على الصحابة وهذا لايبرر رفض الفكرة الصالحة