يبدو بعد خطاب الامير( تركي الفيصل ) رئيس الاستخبارت العامة السعودية سابقا وعرّاب التقارب (( الصهيويهودي السعودي )) الواضح الذي القاه امام المعارضة الايرانية في باريس بحضور ( مريم رجوي ) :
ان العلاقات السعودية الايرانية قد دخلت فعليا الى دائرة المواجهة المباشرة بين البلدين بعد ان كانت ، ولعقود من الزمن تدار من خلال حروب الوكالات عندما كان (صدام حسين) في العراق مثلا الذراع السعودية الضاربة لايران وعندما تحول حزب الله وشيعة المنطقة العربية ذراع ايران لضرب اسرائيل والمصالح الامريكية والسعودية والخليج في المنطقة !.
والحقيقة ان تلك الدول والشعوب التي استنفدت ، وانهكت طاقاتها ومواردها البشرية والاقتصادية والسياسية ، والعسكرية في حرب الوكالات تلك لايران والسعودية اصبحت عاجزة تماما وغير مهيئة او قادرة عن تقديم اي خدمات للصراع الايراني السعودي وذالك لتهشيم وتفتيت وابادة قدرات هذه الشعوب والدول نفسها ووصول الدمار الى عقردارها من جهة ولصحوة هذه الشعوب والدول المتاخرة التي ادركت بعدخراب بلدانها وتفتيت لحمة شعوبها وضياع موارها : ان في حروب الوكالة هذه لا يوجد لها ، او ليس لها لاناقة ولا جمل يمكن ان يعود بالنفع لهذه الشعوب من خلال هذه الحروب العبثية القائمة بين السعودية الوهابية من جهة ، وبين ايران الشيعية الصفوية من جانب اخر !.
نعم حاولت السعودية ( بعد قضائها على عراق صدام حسين ) استبدال مصر بعراق مابعد صدام حسين المدمر لتتحمل مصر دور الوكيل في الحرب ضد ايران لكن المصريون ايضا مؤخرا ادركوا اللعبة ومصر نفسها وصلت كما وصل العراق وباقي البلدان العربية الى مرحلة الانهاك الذي لايستطيع القيام باي دورداخلي فعّال فضلا عن الدورالخارجي ليقدم الى المملكة السعودية او غيرها اي خدمة عسكرية ضد ايران تذكر !!.
حاولت السعودية ايضا ان تقحم ( في عهد الملك عبدالله ) تركيا بصراعها مع ايران ، لكن الاتراك ، ولارثهم التاريخي العثماني في المنطقة ( ينظرون الى انفسهم كسادةوخلفاء وليسواكعبيد وذيول) ففشلت المحاولة وارتدت السعودية خائبة من الحصول على وكيل كبير !!.
عندئذ وجدت السعودية كما ايران نفسها ( مدفوعة دفعا ) للمواجهة المباشرة وبدون وكلاء مع ايران ، لتتحمل اعباء المعركة المفصلية التي ستطيح باحد المتخاصمين المذهبيين الطائفيين العنصريين القوميين الذين تجنبوا المنازلة المباشرة لعقود من السنين على حساب باقي الشعوب والاوطان في المنطقة !.
طبعا هذه المنازلة اوالمعركة المباشرة بين السعودية وايران التي افصح عن ( كسر عظمها ) عرّاب السياسة الخارجية السعودية تركي الفيصل من خلال مساندة السعودية ((لافعى المعارضة الايرانية)) الكامنة في فرنسا لاسيما ان ايران نظرت ولم تزل تنظرالى معارضتها(منافقي خلق)بانها الخطر الحقيقي الاكبر على تجربتها الاسلامية منذ قيام جمهوريتها الثورية وحتى اليوم وهذا سيدفع ايران حتما لتصّعدبشكل مباشرمن عملها الميداني المستهدف للاطاحة بالنظام السعودي في جزيرة العرب وسيحرك هذا بدوره الكثيرمن المعادلات الدولية والاقليمية ، وسيفرض في المقابل (رؤية استراتيجية) مختلفة للاعبين الكبارلوجه المنطقة القادم الذي دخل بمعادلة امّاالسعوديةالوهابية في المنطقة واما ايران ولاية الفقيه الصفوية في نفس الحيزللمنطقة على قادة عدم امكانية اجتماع النقيضان في حيز واحد !.
وهذا يعني فيما تعنيه تطورات الصورة السعودية الايرانية :
اولا : ان البؤر التي غذّت صراعات واضطرابات المنطقة لثلاثين سنة خلت منذ قيام الجمهورية الاسلامية في ايران وتحرك السعودية لضربها والاطاحة بها قد وصلت الى مرحلة ( الفصام النكد ) الاخير بين المشروعين السعودي الوهابي الاسرائيلي من جهة والايراني الثوري الشيعي من جانب اخر !.
ثانيا : ان دول الوكالات (العراق مصر لبنان اليمن..) سيبقى الامن فيها معلقا وقلقا ومضطربا لحين حسم المعركة بين ايران والسعودية مباشرة ، وان هذه الدول والاوطان والشعوب لايمكن اعادة التوازن لهاواستقرارهاواعادة الحياة لشرايينها الا بعد حسم المعركة بين الطرفين !.
ثالثا : يمكن تصور منطقة خالية من حكم ال سعود الوهابي اذا تم تنسيق بين الادارة الامريكية ومن خلفها اسرائيل طبعا وايران على منطقة مابعد النظام السعودي الوهابي ، ويمكن ايضا تصور منطقة ، او عالم بنظام حكم سعودي دستوري ملكي مشيخي خليجي بلا (هوية وهابية) ايضا تركن فيها السعودية لنظام سياسي منضبط ( ينزوي ) عن الفعل السياسي الكبيرامام ايران ( وهذا ربما يكون بعد وفاة الملك سلمان ) !!.
لكن من الصعب تصور معادلة الاطاحة بنظام ((وليّ الفقيه الاسلامي ) في ايران بسبب ان النظام في ايران الآن يدخل مرحلة مابعدالاتفاق مع الولايات المتحدة وهو نظام لم يزل يتمتع بطاقات قوة دولية تسمح له بالمضي قدما مع المنطقة ومتغيراتها الاستراتيجية بعكس النظام السعودي الكهل الذي لايمتلك اي قوى ذاتية تمكنه من الاستمرار، بالاظافة الى انه نظام يستعد للانتقال الى الجيل الثالث من عائلة ال سعود وهو جيل لايمكن له الاستمرار بوحدة الجيل الثاني او بدون صراعات الشباب داخله !!.
ولهذافيبدوا ان معالم وملامح المعركة السعودية الايرانية في نهاياتها الزمنية التي تحدد شكل مختلف للمنطقة العربية والاسلامية !.
رابعا : في حال سيناريو اي تخلخل لنظام ال سعود القائم فهناك حتمية تقسيم الجزيرة العربية الى عدة اجزاء ومن ثم الدخول في فوضى الوهابية المدمرة التي ستضطر العالم للتدخل في الجزيرة العربية لحماية بترولها ، ومصالحها الاستراتيجية الاخرى من جهة والقضاءعلى قواها الارهابية الوهابية المنفلتة التي ستكون هي المهيئة(بعد ال سعود) للسيطرة السياسية على بعض مناطق الجزيرة العربية ، واتخاذها منطلقا لضرب الاستقرار، والامن الدوليين باسم الجهاد والفتح !!.
خامسا : ايران بعد النظام السعودي ستواجه بايدلوجيات عربية مختلفة وربما ستفقد كثير من اوراقها (الاسلامية الطائفية ) في حال عدم وجود المحرك او المستفز الوهابي لها مما يجعل من ايران قوة اقليمية كبيرة بلا شك ، الا انها قوة ايرانية داخل حدودها الجغرافية فقط وليس لها اي تاثير سياسي ماعدى ربما بعض التاثير الايدلوجي الاسلامي العاطفي الخارجي !.
[email protected]
https://www.youtube.com/watch?v=zm8hCkcLkgo