منذ بروز الدور السلبي لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، تحفل المنطقة بالکثير من المفارقات و الاحداث و التطورات الغريبة من نوعها، ولعل أهمها هو إدعاء هذا النظام بأنه يرفع راية محاربة الارهاب بل وإن قادة و مسٶولين إيرانيين بارزين يقولون بأنه لولا محاربة الحرس الثوري الايراني و الميليشيات الشيعية التابعة له للإرهاب لکان الان قد عم المنطقة تماما.
الدور الايراني في محاربة الارهاب”بحد زعم قادة النظام في إيران”، قد برز بعد إستيلاء داعش على مساحات کبيرة من الاراضي العراقية في حزيران 2014، ولئن لم تبادر الدول المتحالفـة لمحاربة الارهاب الى دعوة طهران للإشتراك في ذلك، لکن الاخيرة ظلت تخوض من جانبها حروبا و مواجهات لوحدها، وخلال العامين 2014 و 2015، رکز الاعلام الايراني و وسائل إعلام أخرى تابعة له أو تميل إليه، على قاسم سليماني، قائد قوة القدس المتورطة في عمليات إرهابية مختلفة، وأظهروه کمحارب متمرس لانظير له في مقارعة و مواجهة الارهاب و إلحاق الهزيمة به.
تضخيم الدور الايراني المزعوم في محاربة الارهاب رافقه أيضا تهويلا إستثنائيا لقاسم سليماني الى حد جعلوه يبدو کأسطورة لاتقهر، خصوصا عندما زعم بأنه أوقف هجوم داعش على أربيل و دور في تکريت، لکن المشکلة التي يتجاهلها سليماني و تلك”الجوقة”المطبلة و المزمرة له هي إنه شخصيا و القوة التي يترأسها، متهمة بالارهاب، بل وإن سليماني حتى ممنوع من السفر خارج إيران بموجب قرارات دولية، وإن المعلومات المختلفة بشأنه و التي حصلت عليها المقاومة الايرانية، تثبت بأنه ليس متورطا بالارهاب فقط وانما أحد أبرز القادة الارهابيين في العالم، فما هذا الذي يحدث، وکيف يقود إرهابي مطلوب للعدالة الحرب ضد الارهاب، أليس في الامر أکثر من مفارقة و سخرية؟
الميليشيات الشيعية المسلحة التي أشرف على تأسيسها سليماني بنفسه و هو من وجهها و يوجهها و التي يمکن و بکل بساطة القول بأنها إستنساخ لقوات التعبئة الايرانية التابعة للحرس الثوري، هناك شبه إجماع على إتهامها بإنها ميليشيات إرهابية، خصوصا وإنها تقوم بنفس ممارسات و جرائم داعش الشنيعة من قتل و حرق و ذبح و هدم و سحل…الخ، وهذه الميليشيات التي تقاتل الان على مشارف الفلوجة، تتناقل وسائل الاعلام خبر إلتقاء سليماني بها و الاجتماع بقادتها و التباحث بشأن تحرير الفلوجة من إرهابيي داعش على يد إرهابيي قاسم سليماني، أي إننا نفسر الماء بالماء! [email protected]