عهدنا حروبا كثيره حتى صار واحدنا مقاتلا بالفطرة، وقاتلنا ولم يُجدِ قتالنا نفعا مقارنة بالتضحيات والخسائر، فمن المعروف ان الحروب هي خسارة لكل الاطراف المتقاتلة، وقد كتب على العراقي الشقاء وانه سيبقى يقاتل حتى الرمق الاخير ولا ادري عن اي شيء نقاتل امن اجل الارض ام من اجل الرموز؟
ان اغلب الحروب التي مرت وتمر علينا كان مسبباتها الرموز التي زرعت في ادمغتنا فكر العدائية والمؤامرة والطمع وتلك الرموز وعلى مختلف اشكالها منها السياسية والدينية والاجتماعية و..الخ، وهي صنيعة ايدينا نحن الشعوب نقدس ونؤله اشخاص حتى نصنع منهم طغاة لخوفنا على حالنا من ان يتغير للأسوء، ولخوفنا على مانحن عليه تقاتلنا مع بعضنا فاضعنا مانحن عليه بدلا من العمل على التقدم والتطوير والتغيير للافضل، فنحن نفتخر بحضارتنا ونعيش حاضرا بائسا سائرين لمستقبل مظلم وما تعلمنا من حضارتنا سوى الحروب تاركين الجوانب الايجابية التي استفاد منها غيرنا من الشعوب فتبدلت سود وقائعنا بصنائعنا وبقيت مواضينا الحمر حتى سالت على الحاضر فأدمت اراضينا.
قريبا ودون ادنى شك سنتحرر من الارهاب الداعشي بسواعد مقاتلينا الابطال ولكن هل سننتهي من الحروب؟ هل سننعم بالسلام؟ هل ينتهي خطر الارهاب؟ بالطبع لا لان هناك شيء اهم لم يتحرر هناك ما يسمح بعودة الارهاب دائما، هناك خطر دائم يهدد قيام اية دولة وبنائها، وخطر دائم يهدد سعادة الشعوب، الخطر هو ابتعادنا عن التحرير الحقيقي، وهنا اجث متسائلا متى سيتحرر الفكر؟
حين يتحرير الفكر سنتحرر من جميع منغصات الحياة.
متى ما تحرر الفكر سنعيش بسلام وامان.
متى ما تحرر الفكر سنتحرر فيسري القانون على الجميع ولا يقتصر على محاسبة الفقير فقط.
متى ما نتحرر سيحترمنا حكامنا.
متى ما تتحرر حرية المرأة سنتحرر.
متى ما تلقى الطفولة طفولتها سنتحرر.
متى ما تسمو الانسانية فوق كل شيء حينها سنتحرر.
لنعمل على الحرية، لنعمل على العدل والمساواة، لنعمل نشر روح التسامح والاخوة، لنعمل على نبذ الكذب واستغلال الاخرين، لنعمل على نشر الانسانية فهي سبيلنا الوحيد للخلاص، ويكفينا حروبنا ودماء ودمار.