السياسة هي رعاية شؤون الأمة داخلياً وخارجياً، وتكون من قبل الدولة والأمة، فالدولة هي التي تباشر هذه الرعاية عملياً، والأمة هي التي تحاسب بها الدولة.و معناها اللغوي في مادة ساس يسوس سياسة بمعنى رعى شؤونه، وهو رعاية شؤونها بالأوامر والنواهي، وعُرِفت أيضاً هي العلاقة بين الحكام والمحكومين في الدولة، وبأنها طرق وإجراءات مؤدية إلى اتخاذ قرارات من أجل المجتمعات والمجموعات البشرية،أما في العراق فتغير مفهوم السياسة جذرياً من قبل ساسة العراق , وبذلك تجدهم يعرفوها كلٌ حسب هواه ,فالبعض إتخدها ذريعة لتسلط حزبه والإنفراد في الحكم , والأخر أتخذها وسيلة لشبع شهواته وملذاته وتوفير كل من يهواه لنفسه وللمقربين منه , وبالتالي كورقة لتكون مصدر لسرقاته وملئ جيبه , ومصدر لكل المصالح النفعية والضحية هو الشعب المقهور الذي هم ساسته.وبذلك تجد بلاد النفط والزراعة بلاد المعادن بلاد الثروات لكنه بنفس الوقت بلاد الفقر والحرمان بلاد الارامل والايتام بلاد بلا أمن ولا امان بلاد الاستهلاك والدمار والهلاك بلاد بلا كهرباء بلاد ملوث الأجواء بلاد الاحزاب والخراب, بلاد الكاتم والارهاب ,فساده لا يضاهيه فساد ,وحكامه شر العباد, ينامون على سماع انين الثكالى المفجوعات ,ويستيقظون مستأنسين على دوي المفخخات, مجالسهم الخديعة والنفاق وصفقاتهم حاصلها الشقاق ,وتحت سطوتهم يعيش شعبا لا رأي له ولا جاه ,تقوده واجهات سياسية, أرجعته الى زمن الجاهلية ,سلاحها التعصب والطائفية ,وهذا ما أشار اليه المرجع العراقي السيد الصرخي الحسني في وصف ساسة العراق بأن”#اهل_السياسة لا دين لهم ، السياسة هي ادارة وتنظيم شؤون الناس ومتابعة شؤونهم فليست السياسة سيئة وانما #السياسة هي من ساس الشيء ورتب الشيء وربى الشيء ونظمه وهيئه وهذبه هذه هي السياسة ، سياسة امور العباد ادارة شؤون الناس والبلاد ، لكن الان صارت السياسة تنصرف الى #الفساد والسرقة و #الارهاب و #الظلم والقبح و #التهجير والى المصالح النفعية ،…”
وبذك تجدهم مصدرلكل ما هو بخلاف مصطلح السياسة الحقيقي فهم أقرب الى القبح والفساد والسرقات والحزبية والفئوية والكذب والخداع والأفتراء منه الى رعاية شوؤن الدولة وتوفير متطلباتها البسيطة , وهنا كانت بصمة حقيقية للمرجع العراقي تنبع من حقيقة ساسة العرق بقوله: “إذا كانت السياسة سياسة الكذب والافتراء والنفاق و سياسة الدنيا والمصالح النفعية الضيقة الشخصية أو الحزبية أو الفئوية أو نحوها فانك بالتأكيد و بكل تأكيد تجد الخداع والكذب والافتراء والنفاق حيث يضع هؤلاء قدما في كل درب ومسلك يتناسب مع القوة و الضعف ومع السعة والضيق ومع مقدار ما يجلب من منفعة ومصلحة شخصية ودنيوية زائلة بالرغم من تنافي أو تضاد أو تناقض الطرق والدروب والمسالك فيصرح أحدهم بشيء ويصرح صاحبه ورفيقه وشريكه في الحزب أو التنظيم أو الحركة أو الجهة بشيء آخر يخالف و يناقض أو ينافي التصريح الأول و هكذا في تصريح ثالث ورابع …و بهذا الكذب والنفاق فانه يضمن انتقاء القول والتصريح المناسب مع الحدث والواقعة التي تحصل وتقع خارجا و كأنه لم يتفوه و لم يصرح بنقيض ذلك …”.