سأخرج من المألوف، لادعوا الناس سيما الاباء الى اختصار الوقت، والزمن، وان يقطعوا صلتهم بالعلم، والدراسة لأبنائهم حين وصولهم السادس الابتدائي بأقصى الحدود عند تخرجهم من الابتدائية (المهم يقرا ويكتب)0
قد اكون صوت نشاز، وقد اخرج عن معتقدي الذي اومن به واقدسه بحصول ابنائنا على اعلى الدرجات، و وصولهم لمراتب علمية عالية، لكن! في واقعنا هذا، وعراق ما بعد صدام اللعين تحديدا لم يصبح للعلم والعلماء مكان في حياة الدولة العراقية، ناهيك عن التكاليف الباهظة والحالة النفسية التي يتحملها الاباء0 والابناء على حد سواء.
لنعود الى نظريتي الخاصة التي قد احصل بسببها على براءة اختراع، او العكس والتي تقول 000
((ايها الاب؛ ان كان لك لد، او بنت لا تتركه يكمل الدراسة! ودعه يتركها بعد الابتدائية كأقصى حد))0انتهت النظرية 0
لكل قانون او نظرية جديدة مؤيدين، ومعارضين، وانا اقدر وجهات النظر المغايرة كوني ادعي التحرر، والانفتاح، وقليلا من الثقافة0تفسير النظرية ، اخي ولي الامر الكريم، ماذا سيحصل او يكون عند وصل ابنك الى الدراسة الاعدادية، سيما العلمي، الذي تم شطره الى فرعين الاحيائي والتطبيقي، عليك ان تبحث عن التدريس الخصوصي لا يقل سعر الدرس الواحد على 600000ستمائة الف دينار، نضربها بستة دروس، يعني 3600 ثلاث ملايين وستمائة الف دينار، اي ما يعادل 2800$، وهذا طبعا بسبب تدني مستوى التدريس، وجشعة بعض اخوتنا المدرسين، وانعدام الوازع الاخلاقي، والديني، وعدم وجود محاسبة وسيطرة حكومية على نظام التعلم في العراق0
لو فرضنا ان رب العزة وفقك لتفرح بابنك، ونجح من الصف السادس العلمي، واي نجاح كان، انه التفوق بمعدل 96% يارب الكائنات ان ولدي عبقري! تفصله اربع درجات عن العلامة الكاملة، سيكون له شئنا كبيرا! سيدخل المجال الذي يرغب به(لسان حال الاب)، ليصطدم بالانسيابية، و ظلمها وقوانين الحدود الدنيا والعليا، او نظام توزيع الطلبة الذي وضعتها وزارة التعليم العالي، والبحث العلمي المتخبطة وتدور حول نفسها، حالها حال بقية وزارات الدولة العراقية، الاتحادية، الدستورية، ومؤسساتها، والا باي بحق ان يحصل الطالب على تقدير اكثر من 90% بالفرع العلمي ولا يستطيع ان يدخل الاختصاص، والمجال الذي يرغب به، ويعتقد لنفسه النجاح فيه، ليذهب الطالب، وانت ايها الاب المسكين صاحب الدخل المحدود، او الذي يكسب قوته من اعمال اهلية في اي لحظة يكون مصيره التعطيل، وترك العمل لأسباب كثيرة لاتعد، ولا تحصى نتيجة الحالة التي يمر بها البلد.
يذهب الطالب لخيارين لا ثالث لهما؛ اما ان يتجه للتقديم على احد معاهد الصحية، لضمان التعيين في احدى المؤسسات الصحية، وان كان معدله اكثر من 93%، واما ان يتجه الى الكليات الطبية الاهلية او السفر للخارج، مما يتحمل ولي امر الطالب نفقات وتبعات كبيرة.
اما في حالة تركه للعمل منذ الدراسة الابتدائية، سيجد عمل تحت يد احد الاسطوات، في الحي الصناعي أو غيره، ليشق طريقه كعامل ثم يصل الى درجة الاسطوية او صاحب عمل وهو في العشرين من العمر، وهو متخم بالأموال ، ليتزوج ويكون عائلة تتخذ نفس الاسلوب، لينتهي الحال بالأغلبية الى الامية للأسف.
انتهت نظريتي! الذي لم ولن اطبقها ولا انصح بتطبيقها، لكني كتبتها احتجاجا على نظام وزارتي التربية، والتعليم العالي، وقوانينها المجحفة للطلبة وعوائلهم، الذي تساعدهم لاتخاذ طرق صعبة لإكمال دراساتهم الاكاديمية، أو تطبيق نظريتي!.