أقدر للسيدة هايدة العامري جديتها في متابعة ملفات الفساد , وتقديري لجديتها لايمنعني من تشخيص أخطائها في تقييمها لبعض ألآشخاص الفاسدين والذين أعرفهم جيدا نتيجة لمواكبتي القديمة للساحة السياسية فقد أعتقلني الحرس القومي عام 1963 وأعتقلني أمن صدام حسين عام 1969 في سيطرة الدورة ببغداد , وقالت عني المنسقة ألآمريكية ماريا وهذا مانقله لي فريق الترجمة معها عام 2004 قالت : أخطر رجل نحسب له مليون حساب هو الدكتور علي التميمي ؟ وخطورتي على ألآمريكيين لآني كنت أعرف خططهم ونواياهم السيئة ضد العراق , ولآني لم أقف على أبوابهم كما وقف الذين أصبحوا من أحزاب السلطة الفاسدة , وحتى عندما تصديت لجبهة مرام عام 2006 ناطقا رسميا وأمينا عاما , لم يخف علي فساد ألآحزاب التي أنتمت لجبهة مرام وكان عددها ” 191 حزبا و ” 54 ” كيانا سياسياوقد أخبرت السيد السيستاني عن عددها عندما سألني عنها أثناء لقائي معه عام 2007 ومن فساد تلك ألآحزاب قيام المدعو ” أسعد العبيدي ” سرقة نصف مبلغ أيجار مكتب جبهة مرام البالغ “12” ألف دولار سنويا الذي تبرع به صالح المطلك وهو الذي سلمه لآسعد العبيدي الذي سرق ستة ألآف دولار وهرب الى ألآردن ؟ ولذلك لم يستطع بعض الطامعين الفاسدين من ألآستيلاء على قيادة جبهة مرام رغم محاولاتهم شقها , ومحاولات البعض ألآخر منهم المتاجرة بسمعتها عند السعودية وأنظمة الخليج وبعض ألآنظمة الفاسدة في ذلك الوقت كنظام القذافي ,
وأنهيت العمل بجبهة مرام بطريقتي الخاصة التي ظلت طلسما أحتارت به أحزاب السلطة الفاسدة وظل بعضهم يسألني عنها مستفهما أستفهام البلادة والشيطنة التي عرفوا بها والتي أوصلت العراق الى ماهو عليه من فساد وأرهاب ؟والسيدة هايدة العامري في مقالها يوم ألآربعاء 1|6|2016 أستعرضت وبشكل جيد وليس تاما بعض أسماء الشركات والمصارف التي أشتركت في مزاد بيع العملة الخارجية في البنك المركزي العراقي الذي قال رئيسه السابق سنان شبيب أن نوري المالكي خلال فترة ترأسه لحكومة ألآحزاب الفاسدة ولا أقول لحكومة العراق حول أموالا تكفي لبناء بلد ثان بحجم العراق ؟وعندما أوصلت السيدة هايدة العامري حركة ألآموال المسربة من البنك المركزي العراقي بطرق غير شرعية الى ألآردن وذكرت بعض أسماء المصارف والشركات في ألآردن بعمان , لا أدري لماذا قالت : أن تلك ألآموال تصل الى حزب الله ؟وكان المفروض بالسيدة هايدة العامري لجهة موضوعية المتابعة ولمصداقيتها الشخصية أن تذكر الجهات وألآشخاص المرتبطين بحزب الله والذين هم حلقة الوصول لحزب الله علما بأن السيدة هايدة العامري وزعت أتهاماتها على داعش وألآكراد والمصارف ألآردنية ولم تواصل أتهامها لآيران كما فعلت في مقالها بتاريخ 27|5|2016 , وهذا مما لم تفعله السيدة هايدة العامري مما جعل أتهامها لحزب الله جزافيا لايقوم على قاعدة بيانات ومعلومات يمكن أن تصمد أمام المساءلة وأنا أعتقد لو أن حزب الله أقام دعوى ضدها حينئذ يكون موقفها صعبا وهذا ما لانتمناه لها .ولآني أعرف الكثير من أعضاء قيادة حزب الله اللبناني وأعرف السيد حسن نصر الله جيدا على قاعدة تكلموا تعرفوا والمرء مخبوء تحت لسانه , ومعرفتي لبعضهم تمتد الى ماقبل تشكيل حزب الله عام 1982 ملذلك أقول للسيدة هادية العامري وللقراء من باب كشف الملابسات وأنصاف من نتحدث عنهم على قاعدة المروءة التي أوصانا بها رسول الله “ص” عندما قال : المروءة هي ألآنصاف وألآصلاح “
والسيدة هادية العامري التي تسعى للآصلاح من خلال كشف ملفات الفساد , ولكنها لم تنصف حزب الله اللبناني وسيظل عدم ألآنصاف هذا ملاحقا لها في سجلها يوم يقوم الحساب ؟حزب الله اللبناني تموله أيران منذ نشأته عام 1982 وأيران دولة ذات قدرات مالية معروفة من واردات النفط ومن صناعتها فهي الدولة رقم ” 20 ” في صناعة السيارات , ومن منتجاتها الزراعية وموارد أخرى قد يكون السجاد في مقدمتها والكافيار ألآيراني معروف كمعرفة السجاد ألآيراني , وهناك مورد أخر للدولة ألآيرانية وقيادتها الشرعية لايعرفه بعض الناس وهو الحقوق الشرعية التي يدفعها المسلمون وهذه الحقوق لاتتوقف على الداخل ألآيراني وأنما تمتد الى المحيط ألآسلامي الذي يعرف معنى دفع الحقوق الشرعية من زكاة وخمس ولذلك رغم الحصار ألآقتصادي الذي تعرضت له الجمهورية ألآسلامية ألآيرانية منذ العام 1979 والى اليوم والذي أثر على قيمة عملتها ألآ أنه لم يؤثر بشكل كامل على قدراتها المالية , والجمهورية ألآسلامية ألآيرانية تولي حزب الله والمقاومة الفلسطينية أهتماما عقائديا لايعرفه أقطاب السياسة في المحيط العربي ولا في المحيط الدولي , ومن هنا تقوم ألآعتراضات السعودية على أيران متهمة أياها بالتمدد في المحيط العربي ألآسلامي تارة وتارة تتهمها بالتدخل في الشؤون العربية؟وحزب الله اللبناني وفق بقيادات صالحة منذ السيد الشهيد عباس الموسوي الذي أغتالته أسرائيل في التسعينيات والسيد عباس الموسوي يعرفه كل من تعامل معه ومن عمل معه من المقربين بأنه رجل عصامي متواضع يعيش عيشة البسطاء مع الناس وكذلك هو السيد حسن نصر الله بألآضافة الى بساطته وعصاميته فهو عقل منظم من الطراز ألآول , وهذه القيادة الصالحة لحزب الله هي التي جعلته بعيدا عن الشبهات رغم كثرة أعدائهم والمحرضين ضدهم , فحزب الله لم يتجه الى ألآستثمار كما هي ألآحزاب في المنطقة وخصوصا أحزاب العراق الدينية والعلمانية والتي فشلت فشلا ذريعا في المحافظة على نزاهتها وصدقها في أعين الناس مما جعلها تسقط في أعين العراقيين والى ألآبد ؟فحزب الله لم يفتح بنوكا ولا مصارفا ولم يؤسس شركات لا صناعية ولا زراعية ولم يضع حسابا في البنوك اللبنانية رغم حاجته لذلك , ولكنه فعل ذلك بذكاء لدفع الشبهات وعدم أعطاء فرصة للمتصيدين بالماء العكر , كما أن حزب الله لم يوظف اللبنانيين في الخليج لآغراضه التجارية لآنه رفض القيام بأي عمل تجاري وأكتفى بما تقدمه له الجمهورية ألآسلامية وهذا التقديم يقوم على ألآحترام وعدم التدخل في شؤونه الداخلية لآنه قائم على قواعد شرعية وليس على مصالح سياسية ودنيوية كما هي علاقة الدول بمن تمولهم من ألآحزاب والجهات .
فحزب الله يتعامل بمناخ علاقات نظيفة غير مشبوهة , والساحة ألآردنية التي توصلت السيدة هايدة العامري بأن ألآموال العراقية المسربة من البنك المركزي العراقي يصل بعضها الى عمان هو صحيح , ولكن الساحة ألآردنية مليئة بالمشبوهين سياسيا وماليا من العراقيين وغير العراقيين , وهي ساحة مرصودة من قبل أسرائيل جيدا وحزب الله هو العدو رقم واحد لآسرائيل بأعتراف أسرائيل نفسها وأسرائيل تحاول بذل المستحيل لتطويق حزب الله وتحجيمة ولذلك أثرت على دول الخليج التي قامت بتسفير أغلب الشيعة العاملين بالخليج بحجة علاقتهم بحزب الله وهو أدعاء كاذب كأدعاءات عادل الجبير ألآخيرة التي يقول فيها أنهم لايقيموا علاقة مع أيران لآنها تدعم ألآرهاب ؟ وهذا ماينطبق عليه مقولة ” رمتني بدائها وأنسلت ” فكل العالم يعرف وفي مقدمتهم أمريكا أن السعودية هي التي تنتج وتدعم ألآرهاب ؟فالساحة ألآردنية ليست صديقة لحزب الله فكيف يصدق العقلاء أن ألآموال العراقية المهربة الى ألآردن تصل الى حزب الله كما ذهبت الى ذلك السيدة هادية العامري ؟ثم أن السيدة هادية العامري نست أو تناست أن في عمان خلية غسيل المال العراقي ،،، وهذا هو ديدن كل أحزاب السلطة الفاسدة التي تستغل حاجة المواطنين الذين سرقت ثروتهم الوطنية وراحت تتكرم عليهم بتعيينات بائسة كتلك التي راح ضحيتها شهداء سبايكر في تكريت على أيدي ألآرهابيين التكفيريين نتيجة فشل وعجز من كانوا في السلطة , أن حيتان المال العراقي المنهوب والمسروق بطرق ملتوية يحلو لهم أستغلال حاجة المواطنين كذلك الذي يفتح مضيفا في كربلاء لآطعام الزائرين وهو ضابط مخابرات أيام صدام حسين ولا أحد يسأل من أين له هذا المال بحيث يفتح فضائية لها أستوديو في القاهرة وفي لندن وفي دمشق وفي بغداد ؟ والسيدة هايدة العامري لم نسمع منها أنها تعرضت لفساد هؤلاء ؟لذلك يظل أتهام حزب الله بألآموال العراقية المهربة الى ألآردن هو أتهام تنقصه مصداقية ألآدلة الثبوتية , ونحن مع الحق أينما دار والمال العراقي مسؤوليتنا ألآولى أخلاقيا وعقائديا ولن نغض الطرف عن أي متلاعب به حتى لو كان من أصدقائنا , فمن يعرفنا يعرف أننا فرق بيننا وبين الذين كانوا معنا في خط الجهاد والمعارضة فسادهم وسوء نواياهم فتبرأنا منهم وأعلنا ذلك في كتاباتنا وفي مجالسنا الثقافية وفي لقاءاتنا الفضائية وأصبحت القطيعة بيننا وبينهم دراية وليست رواية .