17 نوفمبر، 2024 9:39 م
Search
Close this search box.

مهلا يا شيخ … هذا ليس حكم الله !!…‎

مهلا يا شيخ … هذا ليس حكم الله !!…‎

ان يذبح الناس بيد الارهاب، وانت تخطب فيهم من خلف الزجاج المقاوم للرصاص !!… 
ان يبحث الفقراء عن لقمة العيش حفاة عراة، وانت تتجول بسيارات مصفحة فارهة وسط جيش جرار !!… 
هذا والله، لهو الظلم بعينه. 
اين ايمانك اذن، وانت تقرا قوله تعالى في سورة النساء، الاية ( ٧٨ ) : 
( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة …. ). 
وقوله تعالى في سورة الجمعة، الاية ( ٨ ) : 
( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ). 
بل اين توكلك، وانت تقرا قوله تعالى في سورة الطلاق، الاية ( ٣ ) : 
( … وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ …. ). 
هذا التناقض الصارخ بين القول والفعل شيخنا الجليل، وغياب العدالة الاجتماعية بهذا الشكل الفضيع، مخالف للاعراف والمروءة والانصاف، مرفوض عقلا وشرعا. 
واقل ما قد يقال بحق فاعله، انه انسان منافق، لا يستحق الثقة والاحترام.
صدقني، فانا وبمجرد رؤيتي لرجل دين يخطب في الناس من داخل غرفة زجاجية، وكانه ماسة نادرة ممنوعة اللمس، معروضة للبيع.
او محاط برجال حماية من الجهات الاربع، بحيث لا يصلني منه سوى صراخه.
اقول، حينما ارى اناسا يهبطون الى هذه الدرجة من ضعف الشخصية. 
تكاد تهتز ثقتي بكل من يختبئ خلف اللحية والجبة.
فهذا الحرص على الدنيا، والخوف من الموت.
قد يمكن تصوره بحق شخص ثرثار، يركض وراء الافكار الوضعية، ولا يمت الى تعاليم السماء بصلة.
لسهولة وصفه حينئذ، بانه انسان فارغ عقائديا، مهرج يخدع الناس بخزعبلات قد لا يعرف هو نفسه معناها.
لكن حينما يتعلق الامر بشخص، كل ذرة فيه تدعي بحسب الظاهر الاقتداء بالاولياء والصالحين، وامتلاك الوكالة حصرا من رب العالمين.
بشخص، المعروف عنه انه يقوم ليله ويصوم نهاره. 
فلا شك ان الحكم عليه والحالة هذه، سيكون في غاية الصعوبة. 
اذ كيف يمكنني وصفه بالمنافق الذي يخدع الله !!…
والاية ( ١٩ ) من سورة غافر تصف الذات المقدسة :
(  يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ).
بكل الاحوال. 
الامر متروك لحضرات السادة والشيوخ، الذين غدت مثل هذه الخصال الجبانة جزءا لا يتجزا من كيانهم، وما اكثرهم، ليحكموا على انفسهم بانفسهم.   
يقول تعالى في سورة الصف : 
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ( ٢ ) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ( ٣ ) ﴾ 

أحدث المقالات