15 نوفمبر، 2024 11:53 ص
Search
Close this search box.

ملاحظات مهمة بشأن أزمة الخطاب الإعلامي العراقي لقناة الفضائية العراقية!!

ملاحظات مهمة بشأن أزمة الخطاب الإعلامي العراقي لقناة الفضائية العراقية!!

نظمت قناة العراقية الفضائية مساء الاربعاء الثامن من حزيران جلسة حوارية مع بعض المهتمين بالشأن الإعلامي العراقي، بشأن أزمة الخطاب الاعلامي العراقي وما يواجهه هذا الخطاب من عقبات وعراقيل تنعكس سلبا على عموم العراقيين وتترك تأثيرات غاية في السوء ليس على صعيد محلي بل على مستوى اقليمي ودولي..وكان إخراج البرنامج وتقديمه بشكل لافت ومتميز، من حيث اختيار المكان الأمثل ، والديكور ، كما كانت مشاركة بعض الضيوف (فاعلة ) ولها قيمة..وقد إستضافت قناة الفضائية العراقية  ضمن برنامجها  (تحت خطين) كل من الدكتور حسن كامل أستاذ الصحافة بكلية الاعلام جامعة بغداد والسيد علي الشلاه أحد أعضاء مجلس أمناء شبكة الإعلام العراقي ومقدم البرامج المعروف وجيه عباس والاعلامي عمر الشاهر..وقدم البرنامج الإعلامي المعروف كريم حمادي..والذي تولى لفترة غير وجيزة مهمة ادارة قسم الأخبار والبرامج السياسية في القناة..
وأود هنا ذكر ملاحظات مهمة بشأن أغلب ماورد في مداولات المشاركين في جلسة الحوار، وما يواجهه الخطاب الاعلام العراقي من أزمات وليس أزمة واحدة، إستعرضها على الشكل التالي:
1. استعرضت الجلسة الحوارية أسس وتوجهات الخطاب الاعلامي العراقي ، وضعف توجهات هذا الاعلام ، وعدم قدرته على ان يرسم له طريقا لحل اشكالاته الكثيرة وما يعانيه من حالات قصر النظر وعدم القدرة على التأثير والاقناع.
2. لقد أشر السيد علي الشلاه ضمن الجلسة الحوارية جملة مشكلات يعاني منها الخطاب الاعلامي العراقي، مشيرا الى ان هناك (خطابات اعلامية عراقية) وليس خطابا واحدا، انطلاقا من التعددية التي تؤمن بها العملية السياسية ، والديمقراطية التي تكفل حرية التعبير والرأي..ومن أبرز معالم هذا القصور من وجهة نظره انه بقي عراقي التوجه لم ينطلق الى الفضاء الخارجي وربما لم يحسن التعامل معه لإيصال صوت العراق الى المحافل العربية والدولية،عادا ان كل اعلامي  او مسؤول عراقي عندما يسافر خارج بلده ويشرح اوضاعه للاخرين ينقل الصورة (السلبية) ، في الأغلب ، وهو يتبنى الدفاع عن انتمائه القومي اكثر من اهتمامه بعراقيته وشؤونها ، ولم يحسن الاعلام العراقي نقل بعض الصفحات الايجابية، عما احدثه التغيير الجديد في العراق من (ايجابيات) كما يقول الشلاه .وأود ان أشير ايضا الى ان كثيرا من طروحات السيد علي الشلاه كانت أكثر انفتاحا هذه المرة ،وكانت ملاحظاته بشأن طبيعة تلك الازمة عن الخطاب الاعلامي العراقي فيها جوانب من الصحة، كونه عايش جزءا كبيرا من المسؤولية عن توجهات الاعلام العراقي منذ ان كان عضو اللجنة الاعلامية في الدورة البرلمانية السابقة، واستفاد من خبرات رجال الاعلام عندما يتحدثون عن اخفاقات الاعلام العراقي وازمة خطابه الوطني ، وهذا تطور ايجابي يحسب للرجل بالرغم من الكثير من الملاحظات التي تكونت لدينا عن توجهات الرجل في مراحل سابقة ، كونه يتحمل جزءا من مسيرة شبكة الاعلام العراقي وما عانت من قصور في الخبرات وتلكؤ في رسم ستراتيجيات للاعلام العراقي وتوجهاته وكيف ينطلق ليكون معبرا عن جميع العراقيين وليس فئة او طائفة معينة، كان الاعلام العراقي يعاني من تهمة (الانزلاق في نغمات التوجهات الطائفية ) وعدم قدرته على ان يخط له مشروعا عراقيا وطنيا يساير رغبات العراقيين نحو انطلاقة اكثر اشراقا وانفتاحا على العرب والمحيط الاقليمي والدولي عموما بعد ان انغلقنا عليهم ، لافتا الى ان هناك توجها لاستضافة اعلاميين عرب واجانب لنقل صورة اكثر (تفاؤلية) عن العراق، وان ننفتح على القنوات الفضائية العربية ونفتح لها مكاتب في العراق ونحن نتابع ما تتناقله عن العراق من رؤى وتوجهات و( إيجابيات ) بحسب وجهة نظره.
3. كانت ملاحظات الدكتور حسن كامل وهو أكاديمي ورجل إعلام متمرس منذ عقود من السنوات، ترتقي الى حجم الهم الاعلامي ، وكانت أحد مؤشراته عن توجهات هذا الاعلام انه بقي أسير النظرة الحزبية القاصرة ، ولم يرتق بتوجهاته الى الأمل المنشود في ان تكون توجهاته عراقية وطنية خالصة ، وابتعد عن وضع أطر ومعايير تنظم شؤونه ، ولم يحسن الاعلام العراقي ان يشمل الجميع برعايته وربما اهتم بقطاع او طائفة معينة واهمل الطوائف والجهات الاخرى التي كانت تأمل أن يكون لها دور في ان تشارك ويسمع صوتها ، وعانى حتى بعض المهنيين والمحترفين من الاعلام من حالة التغييب ، بسبب ظروف أملت عليهم الابتعاد عن الساحة ، لأن التوجهات الحزبية الضيقة كانت هي الغالبة وهي من تضغط ليكون بمقدورها فرض ارادتها على الاخرين، ولم تنطلق الى أفق جمهورها الاوسع عربيا واقليميا وبقيت أسيرة الخطاب الحزبي الداخلي الذي لم يسمح برؤية اعلام عراقي منفتح على الاخر ومندمج ضمن أسرته ومحيطه الأوسع، وقد دافع الدكتور حسن كامل عن ( التهم) الموجهة اليه بعدم رغبته في الحضور ضمن وسائل التواصل الاجتماعي كالفيس بوك انطلاقا من حرصه على ان لايدخل في (اختلافات) في وجهات النظر منع آخرين ربما تسبب له المتاعب من وجهة نظره.
4. أما الاعلامي ومقدم البرامج وجيه عباس فقد دافع عن التهم الموجهة اليه من جمهور عريض على انه يساير توجهات طائفية معينة تصل حتى التحريض، وعانى من رأي عام شن عليه حملة مضادة ،بالرغم من انه كان فرحا لأن برنامجه (كلام وجيه) كما يقول كان يحصل على اعلى درجات المشاهدة، لأن كثيرين من الرأي العام العراقي ربما يهوون الشخصيات التي تدخل في خانة التطرف، باعتبار ان هناك جوا طائفيا مشحونا بالكثير من خيبات الأمل ،وهناك من انغمس في تلك اللعبة الى اقصاها، ويشعر عراقيون وإعلاميون أن برامج من هذا النوع تسببت بمتاعب للعراقيين وسخطهم اكثر ما حصلت على ثنائهم واهتمامهم، وربما كان الفنان والرسام المبدع عبد الحسن الذي اظهر وجيه عباس عبر لوحة رسمها له خلال الجلسة الحوارية ، وهو يحمل (سيفين) ليحارب بهما،  افضل تعبير عن الخط الذي سلكه الرجل ليدخل اجواء الرعب للآخرين ومن لديهم ميول طائفية لشحنها الى اقصاها، لكن الرجل لايمتلك ملاحظات تتعلق بالخطاب الاعلامي العراقي ولم يسهم بملاحظات يمكن تأشيرها لخدمة هذا التوجه الذي سعى البرنامج الى الوصول عليه.
5. أما الاعلامي عمر الشاهر فكانت لديه ملاحظات سريعة ربما لم يحسن طرحها كاملة ، واجتزأ بعضا من ملاحظاته التي اشار فيها الى  ان الاعلام العراقي كان ربما لايهتم بالرأي الآخر ولا يعبر عن طوائف وطموحات كل العراقيين باعتبارهم ابناء شعب واحد ، وكانت مشاركته (متواضعة ) فهو وسط اجواء لاتسمح له ربما بتأشير ملاحظات أقوى تتناسب وطموحات الكثير من المغيبين عن الحضور في واجهات الاعلام ومن يكون لديهم دور في الاسهام الفاعل في هذا الميدان الحيوي والمهم في تكوين توجهات الرأي العام العراقي.
6. وفي العموم يلاحظ غياب الجانب الكردي والاقليات الاخرى في التعبير عن الرؤى في برامج من هذا النوع، بالرغم من ان الاخوة الكرد من كوادر سياسية وبرلمانية واعلامية لديهم طروحات  جريئة وغاية في الاهمية ، وقد وهب الله الكثيرين ملكة التعبير عن تلك التوجهات بطريقة تفوق نظرائهم العراقيين المتحدثين باللغة العربية التي يجيدها المثقفون الكرد ببراعة قلما يكون بمقدور نظرائهم من المثقفين العراقيين وحتى  الساسة ان يبلغوا اللغة العربية المتقنة في التعبير عما يريدون ايصاله من وجهات نظر والجرأة في الطرح والواقعية في التوجهات، وأرى ان أغلب ندوات من هذا النوع لم يشارك فيها الأخوة الكرد من النخب الثقافية ، وهذه هي إحدى أوجه القصور في الخطاب الاعلامي العراقي انه ينسى ان شعبا آخر يشاركه العيش وليس لديه (بصمة)

للمشاركة في رسم ملامح المرحلة المقبلة وكيف يكون بمقدور العراقيين الخروج من محنتهم والإرتقاء فوق الطائفة الى الفضاء العراقي الأوسع والاكثر قدرة على تلبية احتياجات العراقيين والتعبير عما يرونه الافضل لبناء بلدهم والمشاركة في صنع قرارهم الوطني.
7. ربما نسي الاعلامي ومدير البرامج السياسية والاعلامية وللمقدم لكثير من تلك البرامج الزميل كريم حمادي ان هناك الكثير من الملاحظات عنه لدى قطاعات واسعة من الرأي العام العراقي من أنه كان (منغمسا) مع توجهات قناة العراقية في تأجيج اللعبة الطائفية منذ سنوات، من خلال طبيعة مايطرحه من (مضامين) بين ثنايا خطابه أو عند تقديم برامجه او حتى في طبيعة الأسئلة المعدة من قبله ، ولا أدري ان كان الرجل يريد الان أن يلبس (ثوبا) آخر، عسى ولعل ان نرى هناك (إنتقالة) أو لنقل (صحوة) لديه للابتعاد عن توجهات من هذا النوع، او حتى في اختيار طبيعة المواد المثارة التي يشم منها رائحة (الطائفية) بالرغم من ان الرجل هو من طائفة أخرى لكنه (يجهد) نفسه لاظهار الدفاع المستميت عن الطائفة الاخرى التي تدعي (الأغلبية)، وهو قادر على الخروج من هذه (الشرنقة) ولو بعد فوات الأوان.
8. ان قناة الفضائية العراقية تواجه هي الاخرى الكثير من (الاتهامات)

من جهات كثيرة ومن كوادر ونخب اعلامية وسياسية من أنها كانت (تنغمس) هي الاخرى في لعبة التصعيد الطائفي واستهداف طوائف اخرى ، وفي أن تكون (معبرة) بنسبة 95 % عن طائفة بعينها ، وتهتم بنقل انشطتها واعيادها ومناسباتها ، ولا تعير اهتماما لأماني وطموحات ومعاناة الطوائف والمكونات الاخرى ،وتثقل نفسها في الانهماك بتوجهات لايشم المواطن العراقي من الطوائف والمكونات الأخرى أن لديه حصة فيها، وما تقدمه من طبيعة برامج ولقاءات تظهر فيها (اعترافات) كثيرة منذ سنوات وبتوقيت شبه يومي ، ربما فيها الكثير من حالات (الفبركة) و(الاختلاق) لتسوق تلك السلوكيات على انها (حقائق) وتنظر الى الطائفة الاخرى أو هكذا تريد ان تشعرها بـ (مهانة المكانة والمنزلة)، وان ابناءها كلهم على هذه الشاكلة من (الإجرام) أو هكذا تقدمهم للاعلام ، دون ان تدرك ان ما تظهره من كثير من تلك المناظر المأساوية عن (عمليات)  ربما أرغم الكثيرون على الاعتراف بها ، على ان تلك الطائفة هي كلها من هذا النوع، لتأجيج الرأي العام المنشد كثيرا لتوجهات طائفية من هذا النوع ، لغرس حالات من الاحقاد والضغائن ورسم سلوكيات (منحرفة) عن تأريخ تلك الطوائف وتقديمها للآخرين على انها هذه هي نماذجها في السوء وليس لديها لا تاريخ ولا كوادر ولا نخب سياسية وكفاءات، الا ماندر، بل ان الكثير من النخب السياسية كان يتم تقديمها في الاعلام العراقي على انها جهات ضالعة في (الارهاب) وهي أما ( بعثية ) أو ( وهابية ) أو (داعشية ) بالرغم من انها شخصيات محترمة ولها مكانتها، وهي مشاركة في اعلى هرم السلطة  او هكذا يظهر لها دورها في الاعلام ، بالرغم من أن مايوجه لها من (اتهامات) هو بسبب العداء السياسي المتأجج بين الكتل السياسية المتصارعة على السلطة، وهي تواجه (تهديدات) من جهات مختلفة لمجرد انها تسعى للدفاع عن توجهات طائفتها او تحاول انقاذها من حالة الحرمان وعدم المشاركة الى ان يكون لها دور ايجابي في رسم معالم المشاركة الفاعلة حتى ولو في أبسط أشكالها ، وهي ترى نفسها انها تعاني(التهميش) و(الإلغاء) الكامل لدورها ومكانتها ،وكانت أغلب شخصيات المكونات الأخرى لها (إشكالات) كثيرة مع قناة العراقية الفضائية لأنهم لم يروا انها اهتمت بهم او كان لديهم حضور في انشطتها، وربما (قربت ) شخصيات ( ثانوية ) وقدمتها للاعلام على انها من تمثل المكون الآخر بالرغم من ان لكثير منها (مرارات) لدى مكونها عن تلك الشخصيات الهامشية التي تحولت بقدرة قادر الى (صانعة احداث) وهي لاتمتلك حضورا يذكر في أوسط مجتمعها. 
9. كان الاجدر ببرامج من هذا النوع ان تكثر من مشاركة شخصيات اعلامية من كل الطوائف والمكونات بنسب متوازنة ، حتى يشعر الآخرون بأن لهم دورا ، وهم بإمكانهم ان ينقذوا الخطاب الاعلامي العراقي من مآزقه وما يواجهه من (تحديات) خطيرة وهي كثيرة، وفي العراق اليوم الكثير من تلك الشخصيات الاعلامية والكوادر والنخب المثقفة القادرة على أن يكون لها صوت أكثر قوة واكثر حضورا، ان اردنا الارتقاء بالخطاب الاعلامي العراقي الى مستوى طموحات العراقيين في ان يروا بلدهم وقد تخلى عن الكثير من التوجهات التي لاتليق بالعراقيين اصحاب الحضارة والتاريخ الضارب في الاعماق، في ان يكونوا هم سادة بلدهم ، لا ان يرسم الاخرون لهم الدور والمكانة، فالعراقيون هم الاقدر على ان يعرفوا كيف يغيرون وما هي مصلحة بلدهم وفي اي الاتجاهات تكون خطوط سيرهم فيها افضل ورؤيتهم محترمة ، عندها نخرج من تلك( الشرنقة الطائفية) لنودع فصولها المرعبة والكارثية الى غير رجعة.
10. ان الفضائية العراقية بما تمتلكه من امكانات وكوادر وموارد واعلانات ، وتمويل حكومي ، لديها القدرة ان احسنت التحرك لانقاذ وضعها الاعلامي من (إشكالية تعثر الخطاب الوطني العراقي الموحد) ان تستعين بأصحاب الخبرة من أساتذة كليات الاعلام والكوادر الصحفية والنخب الثقافية والفنية لرسم معالم (سترتيجية تحرك إعلامي وصحفي) جديدة تواكب تطورات العصر ومتطلبات المرحلة إن أريد لشبكة الاعلام العراقي ولقنواتها ان يكون لديها حضور ايجابي فاعل في الوسط العراقي وحتى الإقليمي والدولي،وان لاتبقى تلك الصورة (السلبية) و(الضبابية)عن الدول العربية المحيطة بالعراق وكأنهم (أعداء) للعراق يجب محاربتهم هم ومحيطهم على طول الخط، وان لاتنسى الفضائية العراقية ان العراق جزء من محيطه العربي والاسلامي بل والمجتمع الدولي ، وليس بمقدور العراقيين سلخ هذا الانتماء تحت أي حجج أو مبررات. 

أحدث المقالات

أحدث المقالات