17 نوفمبر، 2024 11:37 م
Search
Close this search box.

بين الحاكم..و( المنظر ) ..لمن الأولوية؟؟!!

بين الحاكم..و( المنظر ) ..لمن الأولوية؟؟!!

يقاس رقي أي أمة أو شعب حي بما يمتلكه من (منظرين) لهم مكانة مشهودة في عالم الريادة  الفكرية والعقل الراجح المتفتح ، الذي يؤشر للحاكم الطريق الأمثل والأكثر صوابا لمسيرته السياسية وطريقة حكمه وقيادته لشعبه ، لكن لايشترط للمنظر ان يكون (حاكما) ، بل قد يسقط (المنظر) في أول عتبة يرتقيها للوصول الى كرسي الحكم، لكن الحاكم بلا (منظر) قد يواجه الكثير من المصاعب والأزمات، إن لم يجد من يرشده الى الطريق القويم!!وواحدة من أسباب تدهور الدول وانحطاط قيمة حكامها في عصرنا الراهن وبضمنها الدول الكبرى ، هو انها خلت من (منظرين) لديهم من الحكمة ورجاحة العقل ما يمكن الحاكم او (القائد الناجح) أن يشق طريقه، مسترشدا بخلفيات فكرية تعطيه الأرجحية في (مشروعية القيادة) أو على الأقل تضع له الدليل الأمثل للسير بالشعب الى طريق الأمان.إن واحدا من أسباب وصول دول وامبراطوريات كبرى الى أوج عظمتها وقوتها انها إمتلكت (منظرين) أو(مفكرين) يضعون لها (الستراتيجيات) والخطط التكتيكية، ويرسمون لها معالم خط سيرها ويوفرون لها ضمانات النجاح، ولا يشترط بالحاكم ان يكون (منظرا) ، لكن حكاما في أزمنة مضت كانت لهم (رؤيا) تقترب من التنظير ووضعوا أسسا لدولهم ومنهج حكمهم ، لكن المعادلة الأفضل ان يكون هناك (حاكم) و(منظر) ، إذ لاتستقيم الحياة بدون تلك المعادلة الا  ماندر!!وفي عهدنا الحاضر أفل نجم (المنظرين) على مستوى عالمي، ولم تشهد دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وحتى المانيا وروسيا (منظرين) يرتقون الى مكانة أؤلئك العظماء من أسلافهم المفكرين وواضعي النظريات الستراتيجية ، وبقي (الحاكم) وحده مثل ( التائه) في سفينة وسط أمواج البحر وبلا (دليل) أو ربان يرشدها الى المسار الأمثل للرحلة، وراح الكثيرمن حكام دولنا (يخربطون) على هواهم ، وتراهم يذهبون بتوجهاتهم ويقلبون أفكارهم ذات اليمين وذات الشمال ولكن بلا جدوى، بل ووصلت الاحوال ببعض الحكام (مرحلة الهذيان) حين عده نفسه (منظرا) وهو لايدري انه ربما لم يصل بعد بافكاره وطروحاته حد أن ( يثرد) في (ماعون تشريب) ظنا ان اكلته ستشبع نهم الناس، وما درى ان البشر تغيرت امزجتهم واهواءهم ، ولم يعد( ثرد الخبز في المرق ) ملائما في كل الاحوال، لأن الحياة في تطور مستمر، والشعب يبحث عمن يوفر له الحياة الحرة الكريمة الآمنة ولقمة عيش ترتقي الى مصاف الدول الاخرى التي راحت تتقدم كثيرا وشعوب محسوبة على العالم الثالث مثل العراق قد إحتل مكانة الدول بعد المائة في التخلف والانحطاط الفكري والقيمي وفي افول عقول منظريها وابتعادهم عن الواجهة، هذا إن وجد (منظرين) في العراق أصلا أو إستفاد احد من  حكامه من (طروحات) من يدخل في هذه الخانة من الرقي الفكري!!

أحدث المقالات