أكثر من عقد من الزمن، ولا توجد أسس لبناء دولة، لكي تسير بمنهج صحيح، أو لنصل إلى مرحلة البناء، لذا لا زلنا نجهل الطريق الأقرب، بكل الاتجاهات، السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، مما يجعل الأمر شبه مستحيل، وأصبح الإحباط يدب في المجتمع العراقي، وهذا شجع الإعلام المعادي، للعملية السياسية، بطرح المشاكل بشكل متواصل، ليوهم العراقيين، بان الأمر لا يمكن إصلاحه، وان الطبقة السياسية غير قادرة، لقيادة البلد نحو شاطئ الأمان.
مر العراق بعد سقوط النظام العفلقي، بحكم الشهور، فتناوب عليه قادة مجلس الحكم، وحسب الأحرف الأبجدية، إلى أن وصل الأمر، إلى السيد عبد العزيز الحكيم (رحمه الله)، وكانت من الأولويات التي عمل عليها السيد،في ذلك الشهر، و التي تدل على بعده السياسي والاستراتيجي، تأسيس محكمة، لمحاكمة أزلام النظام السابق، وهذا كان جزء يسير للذين قدموا أنفسهم للوطن ووقفوا بوجه الطاغية الملعون هدام، وهذه نقطة مضيئة، بحياة ذلك السيد الجليل (رحمه الله)، والتفاتة منه لتعليم المجتمع بالقانون، وكيف تسترد الحقوق؟ والتي نادت بها المرجعية آنذاك.
الإدارة فن؛ من يتقنها يستطيع الوصول إلى مبتغاه بسهولة، لكن من يتخبط بقراراته لا يمكن أن يدير العمل، وفق الرؤيا التي تناسب العمل المناط به، وبهذا يصبح عامل تعطيل، و لا يساعد على انجاز الأعمال، وكذلك السياسي؛ أذا لم يكن عامل استقرار، لا يمكن أن يكون قائد، فمن لا يقوى على الهدوء، والتحكم بأعصابه في السياسة، ويعيش على انفعالاته، ويصدر أوامره في الحال ستجده يندم على الكثير، مما قام به، وبهذه السياسات، لا يمكن أن يقود البلد إلى بر الأمان.
أن الأولويات التي حددها السيد عمار الحكيم؛ هي الحل للخروج بمشروع وطني، يخدم الجميع، فالاستراتيجيات الأمنية ومواجهة التحديات، تقودنا إلى العيش بأمان، و بها نحقق الوحدة الوطنية، كذلك المشروع السياسي فنحن بحاجة إلى رؤيا سياسية يجتمع عليها الأخوة في الوطن، لتكون كتلة وطنية واحدة تدعم هذا المشروع، ومن ثم الأعمار فعلينا أن نعمر بلدنا ونعيد النازحين إلى ديارهم ومعالجة الفقر، وان نتعايش فيما بيننا على الألفة والمحبة، ونبتعد عن الثارات والنزعات القبلية، التي تقود المجتمع إلى الكوارث، ومكافحة الفاسد وفق آليات تكشف المفسدين، وتحد من السرقات، والضرب بيد من حديد واسترجاع الأموال، كما قالت: المرجعية.في الختام؛ الأولويات الوطنية الخمسة، هي مفتاح الحل، بعد تحرير الموصل.