17 نوفمبر، 2024 11:23 م
Search
Close this search box.

الكتلة العابرة … رؤى وافكار ؟!!

الكتلة العابرة … رؤى وافكار ؟!!

في خضم ما يدور في البلاد من منعطف خطير جاء على خلفية ما سمي بـ ( الاصلاحات) ، وتعالي الاصوات المنادية بالتغيير ، وخروج التظاهرات والتي بان بعضها بأهدافه وانكشفت نواياه ، والبعض الآخر اكتفى بأن يكون متفرجاً ينتظر ساعة الحسم فيها ، وما تلاها من انقسامات حادة بين قوى التحالف الشيعي تحديداً جاءت على أثر تفرد السيد العبادي وكتلته بالقرار السياسي بالبلاد من جهة ، وخروج التظاهرات الصدرية والتي كانت وما زالت سبباً في تراجع الأداء السياسي ، والتهديد بانهيار الوضع بشكل كامل ، وفي أثناء ذلك كله تعالت الاصوات في ضرورة ايجاد جبهة كتلوية أو ما يطلق عليه باصطلاح ” الكتلة العابرة ” ، فالسيد المالكي ودولة القانون دعت الى تشكيل هذه الكتلة ، بعد أن استطاع من تشكيل جبهة معتصمين في داخل البرلمان ، سعت الى تعطيل عمله ، وسحب الثقة عن رئاسته ، والسعي نحو بقية الرئاسات ، وما سمي بعدها بجبهة “الاصلاح ” ، وهي تمثل المعتصمين أنفسهم ، فيما جاءت نفس الدعوة من رئيس المجلس الاعلى السيد عمار الحكيم ، أذ دعى الى تشكيل كتلة عابرة تأخذ على عاتقها مبادرة الاصلاح والنهوض ، والسعي الى تشكيل حكومة اصلاحية تكون قادرة على النهوض بالوضع المتهالك ، وهنا لابد من طرح التساؤل ؛ من هي هذه الكتلة العابرة ؟! ،

سواءً وفق نظرية السيد المالكي ، أو السيد الحكيم .بالتأكيد الكتلة العابرة ، جاءت من توسع رقعة الخلاف السياسي ، كما ان فلسفة الثأر السياسي كانت حاضرة في ثقافة البعض ، والامل في تغيير الخارطة السياسية في البلاد ، وربما تعد منفذ لإنقاذ الوضع السياسي عموماً ، بعدما وصلت الى انهيار كامل في البنى التحتية السياسية ، فالبرلمان معطل تماماً ، والحكومة برئيسها السيد العبادي ، غير قادرة على التعاطي بجدية وايجابية مع المشاكل والازمات ، والسيد المالكي عندما رفع لواء “الكتلة العابرة ” انطلق من لملمة شتات الساخطين على الوضع السياسي ، او من المنتفعين من حكومة المالكي السابقة ، لهذا يسعى هذا التكتل الى استقطاب هذه الشريحة من النواب ، وهذا ما تحقق فعلا في زيارة ممثلي كتلة “المعتصمين ” الى أربيل واللقاء بالبارزاني ، والتي انتهت بعدم الحصول على اي اتفاق يذكر ، وذلك لان السيد المالكي لايملك المصداقية السياسية لدى القوى الوطنية عموماً ،

كما ان هذه الجبهة لا تمثل ارادة الكتل السياسية ، بل هي تمثل اجندات وارادت مخالفة ، وكما ذكرنا آنفاً .الحكيم وبالرغم من حداثة التجربة السياسية لديه ، الا انه يمتلك البديهية السياسية ، والقراءة الجيدة للوضع السياسي عموماً ، كما انه يمتلك العلاقات الجيدة مع جميع القوى السياسية (الشيعة ، السنة ، والأكراد ) ، واستطاع فيما مضى من تعزيز هذه العلاقة ، ومد جسور الثقة فيما بين مجلسه وعموم القوى ، مما جعله محط ثقة القيادات السياسية ، ناهيك عن كونه يمتلك المشروع السياسي ، والرؤية في ادارة البلاد ، وبحساب عددي بسيط فان القارى يجد ان عموم القوى السياسية يمكنها ان تضع ثقتها بالقائد الشاب .اعتقد وكما يراها الكثير من المحللين ان الكتلتين تسيران نحو التشكيل ، وستظهر حدة التنافس قريباً ، فيمن يمتلك الاغلبية لمسك زمام المبادرة ، وتشكيل حكومة الاغلبية ، والتي ستشكل جبهة الحكومة ، واما الثانية فإنها ستمثل المعارضة في البرلمان ، الامر الذي يجعل الأوضاع السياسية تسير على سكة التسوية والحلحلة ، كما ان جمهور المكونات السياسية في هذه الجبهة او تلك سيندفع لتأييد هذا التوجه لأنه جرى استغلاله وتغييب وعيه طائفياً ، والذي كان مستغلاً ويسير خلف شعارات زائفة، وبهذا التوجه يصبح اكثر وعياً وادراكاً، بأن الكتلة الوطنية العابرة للطائفية والاثنية، هو من يستطيع ان يشيد نظاماً سياسياً عادلاً لمصلحة الجمهور الذي لم يحصل على ما يريد من الذين تحدثوا باسمه لعدة سنوات مضت . 

أحدث المقالات