خصصت منظمة الصحة العالمية، خمس جوائز، تمنح لأفضل البلدان إلتزاما بالضوابط الإرشادية العامة، في الشوارع والمطاعم والمستشفيات، تشمل خمسة ميادين طبية في العالم، أحرزت وزارة الصحة العراقية، إثنتين منها، بجهد وإشراف مباشر، على قطاعات العمل، من قبل الوزيرة د. عديلة حمود، التي أفلحت بإجتراح معجزة، داخل أروقة المستشفيات، برغم عنت الظروف غير الملائمة لأي إجراء طبي، في بلاد تتنازعه صراعات داخلية، وحروب خارجية وفساد وإرهاب و… كل ما يخطر على البال من محبطات، حولتها الوزيرة حمود، الى تفاؤل، أسفر عن نيل ثقة “الصحة العالمية” التي أغدقت على العراق جائزتين من خمس، شاركتنا بها عمان وإيران والسويد.تمكنت وزيرة الصحة، من ضبط شؤون العراق طبيا، ضمن ساحة إشتغالها.. من حيث إتقان الأطباء لعملهم وحسن إستقبال المراجع وتوفير الأدوية في ظل التقشف وإرضاء الفهم القاصر لدى المجتمع الذي يظن الطبيب مشافيا وليس معالجا وينسى أن الشفاء من الله والطبيب سبب فالبعض يرى في سماعة جس النبض عصى سحرية تحيي العظام وهي رميم.وفعلا.. هيئت د. حمود، ملاكاتها من أطباء وصيادلة ومعاونين وممرضات وممرضين ومعينين، على ألا يجرحوا الفهم القاصر من قبل أناس يضعون ثقتهم بالصدرية البيضاء، بعد “العلك – الشارة الخضراء الممسوحة على شباك أحد الاولياء”.في ظروف تقشف شحت بها أسواق النفط العالمية، على بلد لم يدخر فساد مسؤوليه حبة حنطة للسبع العجاف، تمكنت تدابير عديلة حمود، من تأمين حاجة البلد، كما لو كان يعيش سبعا عجافا، لا يأكلن ما يقدم لهن، بل تزيد منه وفرة، أقنعت منظمة الصحة العالمية، بإستحقاق وزارة الصحة العراقية، لجائزتين إثنين، من بين خمس.. أي نصف إنتظام صحة العالم، تحقق في العراق.أكله السبع السمان، من دون رادع، فالقانون معطل والقضاء خلف ظهور المتنفذين والموت نصيب من يسأل عن نتائج عقد أبرم مع مقاول تسلم مستحقاته كافة ولم يسلم المشروع!في بلد كهذا، إستطاعت حمود، من نيل جائزتي “الصحة العالمية” فكيف لو كنا بلداً أقل فساد وأكثر نزاهة!؟وزارة صحة د. عديلة حمود، حققت جائزتي سبق، فاقت بهما الدول المتقدمة، ذات الظروف الرخية، التي يعيش شعبها رفاه التفاهم مع حكومة لا تؤدب متظاهرين بالرصاص الحي؛ ردا على مطالبتهم بالكف عن الفساد الرسمي والالتفات ولو جزئيا للمصلحة العامة.جهد الوزيرة حمود، فاق المعقول، وهي ترتقي بأداء “الصحة”
من عقال الفساد والقتال والاغتيالات والتزوير والانحطاط المكفول حكوميا، الى قناعة المنظمة العالمية، التي لا تستجيب ولا تتأثر إلا بالحالات المثلى؛ فإختارت العراق من بين 193 دولة عضوا في الامم المتحدة، بينها دول إلتزام إجتماعي وإنضباط حكومي وإقتصاد عملاق.. دول ذات شعب واعٍ وسياسة نزيهة.التأمل في المنجز المتحقق، يجد أن د. عديلة، شرنقت وزارة الصحة، بأخلاقها الشخصية وولائها الوطني وإخلاصها المهني، جدارا عازلا وغلافا واقيا، حفظ نزاهة العمل الطبي والاداري والمالي فيها، من فساد البلد الذي تعفن بالرشوة والإختلاس و”الكومشنات” حتى بات من المعيب والمزري والمضحك، أمام العالم، إقالة وزيرة حققت معجزة في زمن مجدب، وصنعت أملا بالتفاؤل، في ظل يأس فرض سطوته على منافذ الحياة في العراق.. كلها عدا “الصحة”.بوركت وزيرة الصحة عديلة حمود، وساء من يقيلها؛ لأن إقالتها إجراء يذكر يتخبطات الطاغية المقبور صدام حسين، عندما أقدم على إعدام شفيق الكمالي.. شاعر النشيد الوطني!