صرح أمام مسجد قباء صالح المغا مسي من على قناة ” أم بي سي ” السعودية قائلا: لو أن الله تعالى أراد تحريم الموسيقى لقال :” ولا تقربوا المعازف ” ؟وقبل أن نبين تهافت هذه الفتاوى , لابد لنا أن نسأل لماذا هذه الفتاوى ألآن ؟ لاسيما وأن ألآلآت الموسيقية ليست بالجديدة على الناس , وأن عمرها من عمر غواية أبليس لآبناء قابيل الذين كانوا سباقين للرقص والغناء والمعازف وشرب الخمور ؟ولنا أن نأخذ بنظر ألآعتبار ماسمي بخطوات الترفيه التي تضمنتها خطة محمد بن سلمان ولي ولي العهد البالغ من العمر ثلاثين سنة للسعودية عام 2030 ومن مفردات تلك الخطة أيجاد الترفيه داخل السعودية حتى لايسافر السعوديون للخارج بحثا عن الترفيه الذي يؤدي الى أنفاق مال كثير , ومن الترفيه المقترح أفتتاح دور للسينما والتي علق عليها القصيبي قائلا : سنكون بشرا طبيعيين ؟ علما بأن صالات السينما في أغلب البلاد العربية قد غادرها زباؤنها وأصبحت شبه مهجورة ليست في العراق فقط وأنما حتى في ألآردن أصبح أصحابها يشكون من قلة ألآقبال كما نشر ذلك على قناة الميادين , والسبب لمن يعرف مستجدات وسائل ألآتصالات التي أصبحت متوفرة لدي ألآطفال واليافعين قبل الرجال والنساء مثل أجيال الموبايل وألآيباد وألآيفون والكومبيوتر وألآنترنيت ومعه الفيسبوك وتويتر ومؤسسات ياهو وكوكل المتربعة على عرش التواصل والتي أستقطبت ملايين المتابعين والمشاهدين؟وسيكون لآسرائيل حصة كبيرة في هذه التقنيات لآنها من أكثر الدول التي تمتلك ” مايكروسوفت ” وألآقراص المدمجة , وهي تتفوق على كل الدول العربية في مجموع ما تصدره من أبحاث لمقدار عشر مرات ؟وأسرائيل المتقدمة في مجال ألآتصالات والتجسس على ألآتصالات , أصبحت متقدمة في علاقاتها بالسعودية يتضح ذلك من تصريحات تركي الفيصل رئيس ألآستخبارات السعودية السابق وأنور عشقي ضابط المخابرات السعودي السابق الذي تنبأ بقرب أفتتاح سفارة سعودية في تل أبيب ؟من هنا نفهم سر هذه الفتاوى التي أوجدت عصابات داعش ومن معها كما يصرح عبد الله المحيسن السعودي ألآرهابي في أدلب السورية وكما يصرح يوسف القرضاوي للعصابات ألآرهابية المتقاتلة في الغوطة الشرقية من ريف دمشق وهذه الفتاوى تتقارب مع تصريح يعالون وزير ألآمن ألآسرائيلي الذي قال : لو خيرت بين داعش وأيران لآخترت داعش ؟ويبدو أن فتوى الشيخ صالح المغامسي أمام مسجد قباء في المدينة المنورة ومن على قناة ” أم بي سي ” السعودية
التي تبث برامجا بلسان حسناوات من لبنان ومصر ومن بعض الدول العربية من المتبرجات بالزينة على خلاف ماتقوم به الحكومة السعودية من منع المرأة لقيادة السيارة ؟ففتوى المغامسي التي ينكر فيها تحريم الموسيقى في ألآسلام بحجة أن الله تعالى لو أراد تحريم الموسيقى لقال ” ولا تقربوا المعازف ” ؟ مقارنا ذلك بالزنى والخمر وماجاء فيها في القرأن الكريم , والشيخ المغامسي نسي أن الشريعة ألآسلامية قوامها : القرأن الكريم والسنة النبوية الشريفة , وأن مالم يوضح في القرأن الكريم قامت السنة النبوية الشريفة بشرحه وتوضيحه , بل حتى الصلاة والصوم والحج والزكاة تم ألآشارة الكلية أو بعض التفصيل وليس كله , وترك ألآمر للسنة النبوية لتفصله للمكلفين , فالقرأن الكريم ذكر كلمات ” اللهو ” وكلمات ” اللغو ” ولم يبين تفاصيلها , فقام النبي الكريم “ص” ببيان ذلك , ثم ظلت أسئلة المسلمين تترى في مراحل متعاقبة من حياة ألآئمة ألآطهار عليهم السلام وهم الراسخين في العلم الذين خصهم الله تعالى بتأويل وتفسير القرأن الكريم من بعد رسول الله “ص” وقد كان ذلك متعارفا من قبل الصحابة والخلفاء , حتى أن المهدي العباسي لم يكن يعرف أين حرم الخمر في كتاب الله تعالى ؟ حتى أجابه أحد ألآئمة ألآطهار أنه عندما ذكر ألآثم في القرأن وألآثم هو الخمر كما قال الشاعر :شربت ألآثم حتى ضل عقلي … وأن ألآثم تذهب بالعقول ؟والشيخ المغامسي لم يكن يحسن التعليل في فتواه , فلا يجوز تحميل الخالق وهو الله تعالى أقوالنا وأهواءنا فالقول قوله وألآمر اليه من قبل ومن بعد وليس من أداب الفتوى أن تسبق كلام الله أو تقترح عليه وهو تعالى قال لنبيه الكريم ” فأستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا أنه بما تعملون بصير ” – هود – 112- وماذهب اليه الشيخ المغامسي من أنه لايوجد أجماع على أن الموسيقى مشمولة باللهو المذكور في القرأن الكريم , ذلك لآن المصادر التي يرجع اليها المغامسي ليست من مصادر الراسخين في العلم ولا من مصادر أهل الذكر , وعندما ذكر المغامسي تحريم الغناء في نفس اللقاء ولم يحرم الموسيقى ” علما بأن الموسيقى تنقسم الى ” أيقاعية ” ولحنية ” وأن الغناء يكون مصحوبا بألآصوات الموسيقية اللحنية حتى يكتمل تأثيره على السامع ولذلك يعتبر المختصون في اللغة والفقه وألآلحان أن الموسيقى هي مقدمة للغناء ومادام الغناء حراما فمقدمة الحرام حرام .فألآصوات اللهوية مقطوع بحرمتها في الشريعة ألآسلامية , وألات اللهو تصدر أصواتا وأن لم يكن كلاما , فأصبح صوتها مشاركا في أحداث حالة الطرب المنهي عنه حتى أن بعضهم عد ” الحداء ” صوتا لهويا فحرمه ولكن هناك من يشكل على هذا الرأي ويرده ” – المكاسب – ج3- ص- 298- فقالوا أن الحداء : وهو الشعر الذي يحث ألآبل على ألآسراع في السير وسماعه مباحان لما فيه من أيقاظ النوام وتنشيط ألآبل وقد روي أن النبي “ص” قال لعبد الله بن رواحة ” حرك بالقوم ” حيث حدا للآبل وكان حسن الصوت , ثم أن النبي “ص” نهى عن لحون أهل الفسوق ونهى عن الغناء في القرأن الكريم , وقال “ص” أقرأوا القرأن بلحون العرب ” أي بلغة العرب ” وسيجيئ بعدي أقوام يرجعون بالقرأن ترجيع الغناء والنوح والرهبانية لايجوز تراقيهم قلوبهم مقلوبة وقلوب من يعجبه شأنهم ” والقلوب المقلوبة المنصرفة نت الله عزوجل والمتوجهة الى الشيطان .وعلماء اللغة وهم : الجوهري والزمخشري , ومجمع البحرين , والقاموس كلهم قالوا : بأن الغناء مثل الضرب بألآوتار والنفخ بالقصب والمزمار , فالضرب بهذه ألآلات يعد من اللهو كذلك الغناء يعد لهوا سواء أقترن بهذه ألآلات أم لا .وقد أكد الشيخ مرتضى ألآنصاري رحمه الله : أن أدوات الملاهي هي : المزمار , والبريط , والعود ” – المكاسب – ج3- ص- 250-
أما اليوم فقد أضيفت لتلك ألآلات ألآت أخرى مما يجعلها كلها داخلة في معنى ألآت اللهو والملاهي لآنها عرفا أصبحت مقترنة بتلك المظاهر المحرمة , لكن هذا لايشمل كل ألة موسيقية , أذ يمكن أستعمال بعض ألآلات لمصاحبة للآناشيد سواء كانت دينية للتأثر بسماع المدائح النبوية أو وطنية للحماسة وكلاهما بعيد عن الطرب والخفة التي تعتري المشاعر وتفقد التوازن كما في في الغناء , مثلما أستثني غناء المغنية في ألآعراس غير المصحوب بتواجد الرجال لكنه حرم الغناء من غير ذلك كما ورد عن ألآمام الصادق عليه السلام عندما ذكر ألآية في قوله تعالى ” ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين ” – لقمان – 6- وألآختلاف بين مفهوم الطرب اللغوي وهو خفة تعتري المشاعر وتفقد التوازن , وبين المفهوم الفقهي وهو الطرب بالترجيع , هذا ألآختلاف لايؤدي الى تغيير الحرمة في الغناء , ولآن الغناء صوت , وما يصدر عن ألآت اللهو والملاهي أي ألآدوات الموسيقية المعروفة اليوم هو كذلك صوت , وأصوات الموسيقى المصاحبة للغناء أصبحت مقدمة لازمة وعلى قاعدة مقدمة الحرام حرام , لذلك لزم بهذا المعنى أن تكون الموسيقى المصاحبة للغناء حرام , لذلك لم يعد مناسبا أن نقول كان يجب على الله تعالى أن يقول ” لاتقربوا المعازف ” كما قال المغامسي حتى نعتبر الموسيقى حرام , فالسنة النبوية كما بينا واضحة وماروي عن أئمة أهل البيت وهم عدول القرأن والثقل ألآصغر الذي تركه لنا رسول الله “ص” عليه لم تكن فتوى الشيخ المغامسي ألآ تماشيا مع خطوات الترفيه التي تلتقي مع المشروع ألآسرائيلي الذي يريد أستباحة مقدسات ألآمة من خلال التشويش والتضليل مثلما أحتضن جرحى عصابات ألآرهاب التكفيري كذلك يحتضن كل ما من شأنه أختراق المفاهيم ألآسلامية لصالح ثقافة الجنس وألآباحية التي تدمر قيم المجتمع ألآسلامي .