هكذا عندما يتم استحمار العقول لدرجة لا تكاد تُصدق فبالأمس يُعلن السيستاني أنه بح صوته إلى درجة أن الأبرياء يقتلون بدم بارد في الخضراء ولا تصدر أي إدانة منه, بالإضافة إلى أنه عندما كان يوجه الكلام لا يوجهه للشعب وإنما يوجه كلامه للسياسيين, فمجال حواره ليس مع الشعب وإنما مع أهل الفساد لأن مرجعيته جزء لا يتجزأ منهم ولا يعيش من دون منظومتهم, هذا هو السبب الذي يجعل السيستاني يخاطب ويوجه الكلام للمتصدين ولمن بيده قبضة السلطة دون أن ينبس ببنت شفة ليشجع المتظاهرين, وهاهو من جديد يخاطب حشده على انه راع للحقوق وقد نسي أن كلامه لا يُشترى بعفطة عنز أذا كان خلاف ما تقتضيه مصالح الطائفيين وتوجهاتهم الإجرامية, بالأمس أفتى السيستاني للحشد وأعطاهم الإذن وفسروا الفتوى بما يشتهون, كانت ولازالت الفتوى لإيران التي لا يقود السيستاني مليشياتها الإجرامية بل تستغله أقبح استغلال .
إن السيستاني يتاجر بالفتاوى وبصلاة الجمع ومعلوم أن كل تاجر لا يعرض إلا ما يُباع وفي سوق السياسية الطائفية لا يُشترى إلا الدم ومسببات الدمار والسيستاني لا يعيش في غير هذا السوق فهو ليس بعالم كي يروج بضاعته في سوق العلماء وليس خطيباً كي يترزق على المنابر, هكذا هو السيستاني من سنخ مصاصي الدماء وخفافيش الليل عندما أشرقت شمس التظاهرات انزوى واعتزل الخطب السياسية وبح صوته وعندما فاحت رائحة الدم خرج هو ومليشياته المنبوذه من قبل التحالف الدولي ليلتعق الدماء التي تسقط هنا وهناك راكلاً حشده على أطراف الفلوجة عسى أن يمسك بالأبرياء الهاربين من جحيم سياسات منظومته السياسية فيمتص من دمائهم ويفعل فعلته بهم كما فعل في ديالى وصلاح الدين وكما فعل في الحويجة وغيرها من مجازر تنأى عنها حتى عصابات الهجانا الصهيونية . ولعل ذلك جزء من خدمة يقدمها السيستاني لإسرائيل حيث يجعل من المسلمين نظيراً للصهاينة في إجرامهم ويعطي نفس الصورة ويكون عمل المسلمين مواز لعمل الإجرام اليهودي ويستكمل مشروع بايدن التقسيمي الذي يراد به أن يكون العراق والشام دويلات دموية نظيرة إسرائيل الصهيونية لم يدرك أحد حجم لعبة المجند اليهودي السيستاني في بلاد الرافدين .
فعلاً أن السيستاني هو المرجع الأسوأ في تاريخ التشيع ولربما لم ولن يأتي مثله أبداً هكذا وصفه المرجع العراقي الصرخي الحسني صاحب مشروع السلام ومشروع الخلاص. لن يخاطب السيستاني المتظاهرين ولن يشد من عزيمتهم ولن يدعوا إلى دولة تحترم حقوق الإنسان, وبمقارنة بسيطة نستطيع إن نفهم أن هنالك مشروعين أحدهما يقوده السيستاني وهو مشروع الموت والدمار والقتال وسفك الدماء والخضوع لهذا الطرف أو ذاك ومن خلفه صراع دولي قذر لا يعبأ لدماء العراقيين. ومشروع سلام يقوده المرجع العروبي الصرخي الحسني يبدأ بمصالحة حقيقية وحل الحكومة والبرلمان وإقامة حكومة مدنية تحفظ الخطوط العامة للإسلام وتحترم حقوق الإنسان ولا يشترط في تركيبتها محاصصة أو طائفية وإنما تعتمد الكفاءة والمهنية وأبعاد إيران من اللعبة. ولنا أن لاحظ كم هو الفرق بين مرجعية السيستاني التي تؤجج الطائفية عبر موالاتها لمرجعيات السب الفاحش وفضائياتهم القبيحة التي تثير الفتن وبين مرجعية الصرخي الحسني التي تأد الإرهاب عبر فكر نير وحدوي في تحريم سب الصحابة وأمهات المؤمنين . الحقيقة التي تجلت ألان هي إن السيستاني والطائفية والفساد في مركب واحد والصرخي والتظاهرات والوحدة الإسلامية والوطنية في مركب آخر والمعركة بين المركبين. ونسأل الله أن يُغرق مركب الفساد والطائفية ويظهر دينه على الدين كله.