ما ان افتى المرجع الديني للشيعة السيد علي السيستاني بوجوب الجهاد الكفائي دفعا للخطر القادم من داعش ضد العراق عامة والشيعة خاصة حتى تلقفتها الميليشيات الشيعية تلقف الملهوف لتتخذها دليلا صارخا وصحيحا على وجودها وقيامها وضد من يعارض تواجدها في بغداد وفي ارض المواجهة مع داعش واصبحنا لا نميز بين من هم التحقوا بناءا على فتوى المرجعية وكيفية تطبيق الفتوى ميدانيا في عملية المواجهة مع داعش وكيفية التعامل مع المدنيين العزل وحماية ارواحهم وممتلكاتهم وبين ميليشيات أخرى متهمة سابقا باراقة الدم العراقي والتجاوز على سلطة الدولة وسرقة المال العام وترهيب المواطن العراقي والتي امست تعمل تحت راية الحشد الشعبي.
الميليشيات الشيعية والتي بلغت اعدادها اكثر من مائة فصيل هي انعكاس لحالة الصراع الذي يكتنف البيت الشيعي ومنها الصراع على المرجعية الدينية والزعامة الحوزوية التي شهدت انقسامات عديدة لدى الشيعة في من هو المرجع والمجتهد والاعلم والاحق بالتقليد سابقا وبالتالي يضاف اليها ايضا الصراع الجديد على السلطة والمناصب والامتيازات التي حاز عليها شيعة العراق اثر استلامهم قيادة العراق بعد الاحتلال الاميركي للعراق في ٢٠٠٣ واسقاط نظام البعث في بغداد. لكل حزب او تيار او فصيل سياسي شيعي فصيل مسلح مباشر او مرتبط بفصيل مسلح يدافع عنه ساعة المواجهة مع الفصائل الاخرى.
الحشد الشعبي فيه ناس وشباب مخلصين هبوا للدفاع عن العراق وهو بلدهم ضد داعش الطاريء على ارض العراق واهله وقدموا ارواحهم فداءا للعراق واهله فجزاهم الله خيرا عن العراقيين. اما الميليشيات المندسة تحت راية الحشد الشعبي فقد استغلت هذه الفتوى ابشع استغلال لتنفيذ مارب أخرى وحصلت انتهاكات وتجاوزات لا تقبلها لا مرجعية دينية معتبرة ولا أي عاقل ومنصف قامت بها هذه الميليشيات التي تمول من أموال الدولة العراقية.
سيدي السيستاني يا رعاك الله ماذا تريد في العراق ؟
دولة دستور ومؤسسات وحكومة شرعية وبرلمان شرعي وجيش واجهزة امنية شرعية تحفظ امن البلاد والمواطن ام تريدها دولة ميليشيات ؟
الميليشيات الشيعية هي اخطر عدو ضد الشيعة انفسهم فسوف ياتي يوما وتنتهي داعش وسيعود هؤلاء الى الفراغ والبطالة والحاجة الى المال مالذي سيضمن عدم قيامهم باعمال غير قانونية ضد المواطن للحصول على ما يريدون ومن الذي سيمنعهم في ذلك فالمواطن ضعيف وعاجز عن مواجهة قوة مسلحة وها هي الكثير من جرائم القتل والسطو وسرقة اموال المواطنين تنفذها هذه الميليشيات في بغداد ومدن اخرى وبدم بارد وما الذي يضمن عدم المواجهة العسكرية لبعضهم البعض فلدينا مثال واضح في افغانستان ايام الاحتلال السوفيتي سابقا فبعد انتهاء المواجهة مع السوفيت تحول الصراع فيما بين الفصائل التي حاربتهم الى مواجهات طاحنة فيما بينها حتى تمكنت حركة طالبان من القضاء على جميع الفصائل الاخرى ليخلو لها الجو والقيادة في افغانستان.
اما كان من الافضل ربما ان تكون الفتوى بالجهاد الكفائي تحتوي على توجيهات الى الشباب للتطوع في صفوف الجيش العراقي كي نقطع الطريق على تلك الميليشيات من استغلال الفتوى في أمور سيئة يتحمل المرجع مسؤوليتها امام الله والناس ويكونوا تحت قيادة عسكرية شرعية واعية تدير هذه القوة وتنظم وضعها وتكون مساندة لاخوانهم ابناء الجيش العراقي وحتى لو من باب التطوع بعقد لمدة سنة او سنتين وحتى انتهاء المهمة والخلاص من داعش ويتم تسريحهم بعد ذلك. على الأقل سوف نضمن شرعية هذه القوة ونحافظ على السياقات المعمولة لدى اية دولة في ايكال مهمة حفظ امن البلد الى الجيش والاجهزة الامنية الشرعية ويعتاد المواطن على المحافظة على النظام والعمل بالقانون وفي ذلك مصلحة البلد والجميع.