قيل في المأثور ومدونات الحكمة وما سطرته أحداث العالم الماضي أن الحرب يخوض غمارها الشجعان البواسل ويستشهد فيها الطبقة المسحوقة ويحصد ثمارها الجبناء والخونة وهذا ماجرت عليه العادة كما يقال ، أما مازاد الطين بله هو الكيل بمكيالين حيث أن بواطن الخيانة في نفوس بعض القادة والمتاجرة بدماء الشهداء تأبى أن تفارقهم فبالأمس كانت مدينة البشير ذات الأغلبية التركمانية الشيعية والمحتلة من قبل عناصر داعش الإرهابية الذين أذاقوا أهلها الويلات تلو الويلات وناشد سكانها الحكومة مرارآ وتكرارآ والبرلمان والأحزاب وكل المسميات ولم يسمع لهم صوت أو أي مبادرة أو حتى زيارة وتفقد لأوضاع سكانها ، وكذلك ناشدت المرجعية جميع الجهات أن أفيقوا من سباتكم وعودوا الى وطنيتكم وأغيثوا هذه البلدة التي تناشدكم منذ زمن ولا من مجيب وبعد التي واللتيا بادرت فرقة العباس ع القتالية لأخذ زمام المبادرة وحدها لتصول في الميدان بعد أن بح صوتها مع صوت المرجعية لتحرر هذه البلدة من دنس الإرهاب والى ما بعد تحريرها لم يكلف أحدآ من الساسة والقادة نفسه بالمرور على هذه المنطقة او يتوقف قليلآ ليطلع على وضعها وأحوال أهلها . اليوم وبعد أن بان الضوء الأخضر في أفق الصفقات المسبقة بالسماح للتوجه نحو الفلوجة وبادرت جموع فصائل الحشد الشعبي والقوات الأمنية والشرطة الاتحادية لوضع الخطط اللازمة لتحرير هذه المدينة وعلى حين غرة لم تكن في الحسبان سارعت العجلات المصفحة تحمل قادة أحزاب وسياسيون وبرلمانيون تحيط بهم حماياتهم المدججة بالسلاح ليسجلوا لأنفسهم سيفلي يشهد بأنهم حضروا في معركة تحرير الفلوجة وكأن صحوتهم هذه تنبأ بأن من يحضر يشارك في الغنيمة ومن لا يحضر لا حظ له فيها وبالتأكيد أنها غنيمة سياسية قادمة يتم طبخها الآن وربما تنضج قرب الإنتخابات المقبلة عندما تعمل العجلة الإعلامية السياسية على توهيم الشعب أن هؤلاء هم قادة المعارك الذين حرروا الفلوجة بإعتبارها ورقة سياسية حاضرة في حين أن البشير لا تعدوا ورقة لا قيمة لها سياسيآ ..