بعدما إجتاح تنظيم داعش الإرهابي المحافظات العراقية صدرت فتوى الجهاد من قبل السيستاني, وبعد صدور هذه الفتوى أخذت مؤسسته الدينية من طلبة حوزة وأصحاب منابر يروجون لأمر وهو إن هذه الفتوى لم تصدر من السيستاني وإنما من قبل جهات عليا !! وهذه الرواية نقلاً عن السيستاني نفسه بحسب هؤلاء المروجين, حيث يقولون إن السيستاني تردد كثيراً في إصدار الفتوى, حتى قرر بعد هذا التردد أن يذهب إلى ضريح الإمام علي ” عليه السلام ” وبات فيه ثلاثة ليالي وبعد تلك الفترة خرج وأصدر فتوى الجهاد وقال إنها لم تصدر مني وإنما من جهات عليا وأشار إلى مرقد الإمام علي ” عليه السلام “!! .
الرواية الثانية تقول إن السيستاني كان يخرج ليلاً إلى المقبرة ” مقبرة النجف ” وكان أحد خدامه يتبعه خفية, فوجد السيستاني يجالس شخصان يشع النور من وجهيهما وكان يطيل الحديث معهما ولمدة ثلاثة ليالي أيضاً وبعد ذلك أصدر السيستاني فتوى الجهاد, وعندما سأله الخادم من هذين الشخصين, أجابه بأنهما الإمام علي والإمام المهدي ” عليهما السلام ” !! وهكذا روج لفتوى الجهاد التي صدرت من السيستاني حتى بات الشباب العراقي يندفع وبقوة للذهاب إلى الجبهات بدافع مبني على الروايات والتقديس غير القائم على أي دليل عقلي أو شرعي أو منطقي, حيث يزج بهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل سوى إنها حرب مصالح بين الدول الإستكبارية, حرب توسعية, وقد بينا في العديد من المقالات كيف إن حكومة المالكي المنتخبة بفتوى من السيستاني, كيف فتحت الحدود العراقية أمام تنظيم داعش الإرهابي وهذا بتوجيه إيراني, حتى وصل العراق إلى ما هو عليه.
اليوم نجد هناك رواية جديدة أخذت تنتشر في الوسط الشيعي الموالي للسيستاني ويروج لها بين الناس, تقول هذه الرواية إن السيستاني يقول إن الإمام علي ” عليه السلام ” أبلغه بقرب نهاية الحرب ضد الإرهاب في العراق, وهذا بعد أن أخذ السيستاني بالتردد والمبيت المتكرر – ثلاث ليالي – في ضريح الإمام علي” عليه السلام ” !! إذ يعتبر بعضهم إن السيستاني تنبأ بنهاية الحرب والقضاء على داعش في العراق, علماً إن هذه الرواية بدأ الترويج لها مباشرة بعد زيارة ” كوبيتش ” ممثل الأمين العام للأمم المتحدة للسيستاني, وهذا يؤكد لنا حقيقة الجهات العليا التي أمرت السيستاني بإصدار فتوى الجهات, وهي نفسها التي وكما يبدو أمرته بسحب الفتوى.
لكن الطريقة المثلى لذلك هي بث هكذا خزعبلات وترهات مبنية على روايات لا صحة لها مطلقاً, وهذا فيه مراهنة على سذاجة وبساطة الناس التي تصدق بهكذا أمور, وما يدفع السيستاني لإتباع هكذا طريقة هو خوائه العلمي وافتقاره لأبسط المقومات التي تؤهله لحث الناس على الجهاد, فهل يستطيع أن يُثبت وجوب الجهاد أو وجود شيء أسمه جهاد كفائي علمياً وبفتوى قائمة على أساس ودليل علمي, شرعي, عقلي, أخلاقي, تاريخي ؟ لا يستطيع ذلك لأنه غير عالم وكما يقول المرجع العراقي الصرخي في المحاضرة الأولى من بحث ( السيستاني ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد ) والتي تقع ضمن سلسلة محاضرات ” تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي ” ….{{ … اللهم إني أشهد بأنّ السيستاني قد تسمى عالمًا وهو ليس بعالم!!! وأنا أتحدث عن يقين ودراية وعن واقع وعن دليل ملموس!!! أنا ألزِمْتُ من قبل أستاذي السيد الشهيد محمد صادق الصدر (رضوان الله عليه) بأن أحضر وأستمر بالحضور!!! وحضرتُ لمدة عامين عند السيستاني، لم أجده إلّا عبارة عن جاهل في جاهل!!! لا يستحق أن يدرس المرحلة الأولى والدروس الأولى في الحوزة العلمية!!!…}}.
لذلك استغل هذه الأساليب التي لا يمكن لأي عاقل أن يصدقها, فكيف الإمام علي ” عليه السلام ” يأمر بفتوى جهاد ضد داعش الإرهابي الذي لم يصل حتى حدود محافظة النجف ولا أمر بفتوى جهاد ضد المحتل الأميركي الذي ضربت قذائفه الصاروخية قبة الضريح ؟ كيف لا يأمر بإصدار فتوى جهاد ضد المحتل الأميركي الذي صنع داعش كما يزعم السيستاني وبطانته ؟ ثم من يكون السيستاني حتى يلتقي به الإمام علي ” عليه السلام ” ولماذا الإمام علي وليس الإمام المهدي ؟ فمن هو حجة وإمام هذا الزمن بحسب عقيدة السيستاني ومواليه ؟ لكن وكما بينا لجهل السيستاني ولعدم امتلاكه المؤهل العلمي جعله يتبع هكذا أساليب للتغرير بالشباب العراقي من جهة وخدمة الدول الإستكبارية من جهة أخرى.