22 نوفمبر، 2024 4:43 م
Search
Close this search box.

زيدان حمود في  ذمة  الخلود   

زيدان حمود في  ذمة  الخلود   

مدينة سمتها الابداع .. ليس لكثرة مبدعيها وزيادة عديدهم  … ولكن لرصانة الابداع وتميزه وتسيده فوق كل المنافسات والمباريات  والمقارنة .. لذلك يشار الى مبدعي ذي قار بالبنان .. لما يشغلونه من فضاءات في سماء الادب والابداع سواء العراقي منه او العربي او العالمي … فخذ مثلا زيدان حمود .. ذلك الذي حصد الجوائز سواء بالمسرح او القصة او الرواية او اي كتابات اخرى مثل مقالاته الرصين هاو تحقيقاته الدقيقة ..  ولكن يد المنون لا تستثني احد .. فها ان امر رحيل زيدان قد حان .. فرغم الغصة التي تركها في قلوبنا .. الا انه امر الله .. سيما والعديد من الكبار عايشوه عن قرب .. فلم يجدوا ب هالا جذوة النشاط المصحوب بالتواضع .. وحب العراق ,, وحب الاخرين .. والذي لا يعرف زيدان حمود ، يرى رجلا في الشارع سمته النحافة والتواضع، يسير بصمت لا يتحدث وهو يسير كثيرا كانما ينطوي على هموم ليس لها حل ، ولكن الذي يعرفه يرى غير ذلك ، يرى ان هذا الجسم النحيل لم تنهكه اعباء العائلة وتربية الاولاد واعداد البنات ، بل انهكته هموم العراق الذي يستشعر بها بحس مرهف وتنفذ الى منظومته التكوينية بشكل عجيب كانما تلك الهموم لا يستشعر بها غيره وكانما هو المسؤول عنها دون سواه . ومعلوم ان هموم العراق كثيرة بدء من العوز والشح والبطالة والاصطراع الطائفي والعرقي ، والانياب المزمجرة على بعضها لكي تنهش من هذا الجسد العراق دون وازع من ضمير او اخلاق ، فهو يحمل على عاتقه ركاما من الهموم فتراها اثرت على استقامة قامته الضئيلة اساسا .. ولكن بين جوانحه قلب وطني ثائر رافض ، وفي راسه الصغير عقل جبار لو فسح له المجال واطلق له العنان  ليفكر ويخطط ويبدع ،  فهو اساسا حزمة من الابداع وهذه الحزمة تتفاوت في مكوناتها وتتعدد كتعدد اهتمامات زيدان . وقد انعكس ذلك في نتاجه المتعدد والمتلون والمختلف والمؤتلف احيانا حيث خاض غمار القصة فحصد اعلى جوائزها وصلى في محراب الرواية فكان نصيبه منها التفوق ، وكتب المسرحية بكل فنونها الدراما والتراجيديا والكوميديا التي كانت كلها هادفة ، ومارس الاخراج وابدع به وكتب الكورال واجرى التحقيق الصحفي مع زملائه فكان من المع الصحفيين ، وكتب النقد فوجدناه ناقدا محترفا واستعرض بعض نتاجات اصحابه ، فكان منصفا تصب كتاباته في تقويمهم وليس هدمهم ، لانه صاحب رسالة ، وخلال هذه وتلك مارس التمثيل ايضا فكان متميزا واخيرا دخل باب السيناريو لاول مرة ولكونه عملاق فجاء عمله ملحميا كما وصفه المشرفون على منح الجوائز .. فهو مبدع وانعكست كل الهموم التي يحملها ولم يزل يحملها في بعض اعماله ونتاجاته واصبح اسمه لامعا في دنيا الادب . وراح المتبارون في اي عمل ادبي عندما يشعرون بان زيدان حمود سيدخل في المباريات يتوجسون منه خيفة كونه عملاق غير هياب وغير متردد ودائما يردد (اذا عزمت فتوكل) ،  وفي مرة من مرات تكريمه ..ومن فرط دهشتي حيال ما عدده المذيع من اعمال قدمها زيدان حمود عبر عمره الفني اثناء حفل تكريمه من قبل نقابة الفنانين في الناصرية يوم 10/ 8/ 2010 ، شعرت حيال ذلك بالفرح والزهو والاطمئنان . بالفرح لكونه ابن مدينتي وابن العراق ، وبالزهو كون المذيع قد ردد اغلب اعماله  التي حصد فيها الجوائز المتقدمة ، اما الاطمئنان فيأتي من ان الأدب وقادة الأدب في العراق بخير..  وفي الناصرية بخير أيضا .. وها هو غادرنا مفارقا .. ففي الوقت الذي نرجو له من الله الرحمة والمغفرة .. فان قلوبنا يعتصرها الالم . لفراقه .. ولكن هو امر الله .. فانا لله وانا اليه راجعون .. والحمد لله رب العالمين .

أحدث المقالات