لقد استخدمت جميع التنظيمات الارهابية اسلوب كان يستخدم قديماً للوصول لمبتغاهم في تنفيذ اجنداتهم عن طريق عملية غسل الدماغ لكل المنضوين تحت لواء فكرهم المنحرف الضال من خلال تضليل الحقائق وتشويهها وطرح الافكار الغريبة التي لا تمت بصلة للإسلام والإنسانية ونسبها للسنة النبوية والتراث الإسلامي وتصوير الدين الاسلامي دين قائم على القتل وانتهاك الاعراض والحصول على الغنائم ,وإقناع المنتمين لمدارسهم بمنطق أن القتل هو اسرع وأقصر طريق للدخول للجنة والتنعم بالذات وحور العين وممارسة الجنس معهن دون حياء ووجل ,فقد عرف غسيل الدماغ : بأنه استخدام أي طريقة للتحكم في فكر شخص واتجاهاته دون رغبة أو إرادة منه ،ويسمى أيضا غسيل المخ أو لحس المخ (أو الدماغ) أو التفكيك النفسي,وتاريخياً أستخدمه المصريون القدماء وتم تطويره عبر التاريخ ولكن أشهر من استخدمه هم الصينيون الشيوعيون في عام 1950 عندما كان الصينيون يطبقون برنامج يسمى الإصلاح الفكري الشيوعي الصيني، حيث اعتقد الصينيون أن الأفراد الذين لم يتعلموا في مجتمع شيوعي لديهم أفكار برجوازية ويجب إعادة تعليمهم قبل أن يأخذوا مكانهم في المجتمع ,أستعملت كلمة “غسيل مخ” لأول مرة بواسطة الصحفي الأمريكي ادوارد هنتر في ترجمته للكلمة الصينية “هسي تاو” المستخدمة للتعبير عن النظرية الصينية “إصلاح الفكر” أو إعادة التشكيل الأيديولوجي في مجال ال “سزو هسينج كاي تساو” أي برنامج التثقيف السياسي الذي يقوم أساساً على أن كل الناس الذين لم يُثقفوا في المجتمع الشيوعي لابد أن يكون لديهم اتجاهات ومعتقدات بورجوازيه ومن ثم يجب إعادة تثقيفهم قبل أن يحتلوا مكانهم في المجتمع الشيوعي.
أن برنامج غسيل المخ ليس بالجديد تماماً، فلقد عرفت كل أمة وفي كل مرحلة من مراحل تاريخها نوعاً من فرض المذاهب والعقائد على مواطنيها ، فهي عرفت عمليات الاستنطاق وعرفت الاستقصاء كما مرت بها عمليات التحويل الجماعي,
وإن أسلوب استخلاص الاعترافات كان معروفاً في التحقيقات البابوية التي جرت في القرن الثالث عشر الميلادي، ثم فيما بعد وبخاصة داخل مجالات تحقيق البوليس السري الروسي أيام القيصرية ،وفي وسائل تنظيم سجون الإصلاح، ومستشفيات الأمراض العقلية وغيرها من المؤسسات التي أقيمت لإحداث التغييرات العقائدية عند الأفراد، كما استخدمت أساليبها في الطوائف الدينية المختلفة ، وفي جماعات الصفوة السياسية ،وفي المجتمعات البدائية عند تكريس الأعضاء الجدد.
أن تغييب الحقائق عن فئة أو تجمع معين من الناس والتلاعب بأفكارهم بأساليب دنيئة هابطة ورخيصة ,وبث مضامين يريدها المرسل صاحب الرسالة الى المتلقي وهي بأن يؤمن بها ويعمل عليها وتصبح جزء من منظومته الفكرية وثقافته عليه أن يقطع عنه كل وسائل الاتصال والمعرفة وبالتجمعات الاخرى من الناس وعدم الاختلاط والاحتكاك بهم,بالتالي سيكون مستعداً لتقبل ما يطرحه ,حتى أني اتذكر جيداً أنه عندما استشهد الامام علي (ع) في محرابه ,سأل اهل الشام {وهل كان يصلي علي ؟} أذن ماهي الممارسات التي أستعلمتها السلطة انذاك عن طريق وعاظها الذين زيفوا حقائق ليصل الحال بالمجتمع ليقول هكذا حديث .
الاساليب المستخدمة في عملية غسل الدماغ :
1. حجب الأسرى بعيدا عن البيئة الحرة حتى لا يستطيعوا معرفة أي معلومات عما يحدث حولهم.
2. التعرض لضغوط جسدية مثل الحرمان من الطعام والنوم والتصفيد في أغلال كعقاب على عدم التعاون.
3. خلق مناخ الذي يظهر فيه أن الحرية تعتمد فقط على الاتجاه الناجح نحو التغيير تجاه الأفكار التي يفرضها السجانون.
4. الضغوط النفسية والاجتماعية مثل التعرض لفترات طويلة من ألاستجوابات واستخدام الإهانة والسب لإضعاف المقاومة.
5. حضور اجتماعات دراسية يومية تتمثل برؤى ورسائل وأفكار يريدها المرسل للمتلقي ,حيث تدرس العقيدة الجديدة بواسطة قراءات ومحاضرات تتْبَعها أسئلة, ليُثبِت كل فرد هضْمه للدراسات التي يتلقَّاها ،على أن يُتْبع هذا بمناقشات يُطلَب فيها من فرد أن يوضِّح كيف يستنبِط الأهداف>
أن مواجهة غسيل الدماغ يحتاج الى اليات مهمة أهمها :
1- وجود خطاب اعلامي موحد تشترك فيه قنوات مرئية ومسموعة ومقروءة رصينة وظيفتها رصد ما تبثه الجهة المعادية من الارهابيين ,ومن ثم تفند الكذب والتزوير الذي يطرح بقنواتهم بأساليب علمية ومهنية مقعنة للجمهور .
2- فتح مدارس فكرية تتناول الابعاد الانسانية للمجتمعات فيما بينها في ظل المشتركات التي تربط بعضهم ببعض .
3- مراقبة المنبر الديني في المجتمعات وما يطرحه من افكار متشدد ة ومنعها ,والتأكيد على نشر الافكار التي تدعو الى المحبة والتسامح والألفة بين الناس .
4- تبرئة الدين الاسلامي والسنة النبوية الشريفة من ما ينسب لها من اقوال وأفعال غير صحيحة من خلال أفعال تدل على الطمأنينة والأمان وليس بالقول فقط تقوم بها المؤسسات الدينية العريقة والتي يثق بها المتلقي ,وهي مؤسسات جامعة لكل الهويات والانتماءات الدينية والعرقية .
5- العمل على وضع منهج مدروس من قبل الدول يشرح فيه الادوار التي تقوم بها الحرب النفسية وأثارها السلبية بين الدولة والمجتمع لأضعاف التواصل بينهم بزرع هوة بينهم .