23 ديسمبر، 2024 7:49 م

هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين

هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين

العراق حديث عهد بالديمقراطية، لذا ترى أغلب مواطنيه يفتقدون لمعاني النقد والنقد البناء، فتراه يهرف بما لا يعرف ضاناً انه في صلب موضوعة حرية التعبير، التي أول كلمة يطلقها عن تستفسر منه عما جرى.
لفت انتباهي مقالاً للكاتب (سعد السلمان) الذي رد فيه على مقال للكاتب (عمار العامري) فكان مستهل مقالته احترام حرية الرأي، تسلسل في اساءات، لم أجد لها برهاناً، لكنه متيقنا من انه في صلب موضوع النقد البناء.
الكاتب بدى يناقض نفسه؛ عندما عنون مقالته (التيه والضلال سببه الاقتداء بالمرجعية العليا)، اعتراف صارخ بأن المرجعية عليا ولا يعلوها شيء، واستمر بتناقضه عندما حاول ان يقلب قصة النبي موسى وقومه وعجلهم السامري، تفسير العامري لها كان أكثر دقة وصواباً.
راح يطالب المرجعية ببحوث فقهية واصولية! وادعى ان الامام السيستاني (ادام تعالى ظله)، لم يؤهل للمرجعية وانه لا يملك دليلا علميا في دعواه للمرجعية كما وصفها، لكنه لم يعلم ان السيد السيستاني، شهد له ذوي الخبرة باجتهاده ورشحه مراجع للمرجعية، التي قاد زمامها خير قيادة وبشهادة مراجع أيضا.
بعد فشله مرة أخرى (أعنى الكاتب)، أخذ يخدش مشاعر اتباع المرجعية، وحاول ان يسئ الى النسب الطاهر للمرجع المقدس، مدعيا ان السيد لا يمثل وريثا للأنبياء، مع انه لم يملك برهاناً لتدعم اطروحته، التي فشل كسابقاتها، فعرج على الانتخابات والارشادات المباركة للمرجعية آنذاك.
سؤال بودي أسأله إياه، كيف تتخيل المشهد الآن لو ان الوطن ما زال بلا دستور؟ الذي أخذ في مقالك مساحة نقدية واسعة، واتهمته بالفرعنة، ما بالك لو ان البلد خالٍ من القوانين؟ وان شاب الدستور في بعض فقراته القليلة جداً شبهةً ما، لكنه كتب بأيادي عراقية منتخبة، ولا تنسى أيها الكاتب ان العراق خليط من طوائف عدة، ولا يمكن لك ان تخط دستوره كيف تشاء، لأنهم شركاء في الوطن وهذا ما لا ينكره منصف.
عاد الكاتب ليرمي كرة الفاسدين بملعب المرجعية، مرددا اهزوجة (قشمرتنه المرجعية وانتخبنه السرسرية)، مع العلم ان المرجعية المقدسة لم تنصح أحد بإنتخاب فاسد قط. بل اكدت على ان الانتخابات واجب شرعي، وارشدت بإنتخاب الاصلح، وكما في الصورة التي ارفقها في مقاله.
حرية التعبير التي نادى بها تعدت لتشمل الإساءة للحشد الشعبي، واتهامه إياه بضرب من ينادي بحقه، مع ان الحشد يدافع عنه في الوقت الذي يدون الكاتب فيه كلماته المسيئة للحشد وفتواه، فما برح الكاتب حتى فصح عن هويته، عندما سطر عبارات للمرجع العربي العراقي.
خلاصة القول: كل ما جرى حقد دفين.
سلام.