23 ديسمبر، 2024 9:23 م

ثرثرة في المنطقة الخضراء  

ثرثرة في المنطقة الخضراء  

يوم ليس ككل الايام …يوم لم تخلقه الصدف …انه يوم الاحتجاج الكبير … الذي حدث بعد ان تم تجاهل مطالب المحتجين… والذي ترافق في زمانه مع الزيارات المكوكية التي قام بها كل من وزير خارجية الولايات المتحدة ( جون كيري ) ووزير الدفاع ( اشتون كارتر ) …والذي زاد من حماس جماهير المحتجين وسخطهم زيارة نائب اوباما ( جوبايدن) صاحب مشروع تقسيم العراق…اندفعت حشود المحتجين بعد ان اعياهم تجاهل حكومة حيدر العبادي لمطالبهم المشروعة …لذلك تقرر ان تكون حشود الجمعة لا كمثلها حشود في كل تاريخ العراق …وفعلاً قد ضاقت شوارع المدن العراقية باعداد هائله من البشر كما غصت بغداد بالملايين الذي ملؤوا الساحات والشوارع …المتظاهرون لا يعنيهم وجود ٧١٢ وكيل وزير ولا ٤٥٣٠ مدير عام وكم في دائرة المفتش العام ولا جيش الضباط الوهميين المزروعين في قطعات الجيش والاجهزة الامنية ولا المركبات التي بحوزة رئيس مجلس النواب(٧١٢) مركبة مصفحة او الهمام حمودي (٧٠) مركبة مصفحة …ولا جيوش الحمايات واعداد الحرس او اجمالي المصاريف والنفقات على عسكرهم الخاص ووقود مركباتهم ولا ولا الخ الخ … كل ذلك لايعني المواطن البائس شيئاً .. فكل ما يعنيه توفير قوته اليومي وامن اسرته وماوى يحميهم …اما العقارات الكبيرة التي تعود للاحزاب الدينية ومنها المجلس الاعلى… وما يملكه في مناطق الجادرية والكرادة من دور وعقارات ومحال تجارية …لكن المقر الرئيسي فان الحديث عنه يذهل فعلاً …حيث لم يشيد بمثله اي حاكم حكم البلد …فمن اين لهم كل هذه الاملاك ؟ ومن يدفع اثمانها اويديرها ؟ وماهي مصادر تمويلها ؟ نا هيك عما يملكون في محافظات النجف والبصرة واماكن اخرى … وهنا كانت حركة الاحتجاج والسخط على الوضع … قد استقطبت جماهير واسعة …كما احدثت تحولات في افكار وقناعات الكثيرين اتجاه مهازل ما يجري … وقد اظهرت بالجانب الاخر الحجم الحقيقي لشعبية رئيس الوزراء ورئس مجلس النواب . ومع تمادي حكومة العبادي بالمماطله وبعدم تنفيذ مطالب المحتجين… وخضوعها للضغوط الخارجية وتحكم الاخرين بتدخلهم في شؤون البلد … اذن الحديث عن الاحتجاجات ودخول المنطقة الخضراء ( المحصنه والمعزولة) وكذلك البرلمان ودخول العسكر وتدنيس احذيتهم لمقر البرلمان وبمصاحبة الكلاب البوليسية … وظهور العبادي وكانه يتحدى المحتجين بمهزلة امام مجلس الوزراءوكانه يدير فرقة سيرك … وقد اثار لجوء برلمانيين الى مقر السفارة الامريكية وهروب اخرين وترك نائبة لحذائها في الشارع …جاء كل ذلك ليظهر عدم اهتمام العبادي بمطالب المحتجين المشروعه .. وانما صب جام غضبه واهتمامه بما حدث في مجلس النواب وتشويه القنفه التي اصبحت مثار سخرية …وكذلك حدوث الاضرار الطفيفة . لكن ما اثار سخرية المحتجين وما زاد من غضبهم …حدوث سلسلة التفجيرات التي عمت مدن العراق …وفشل حكومة العبادي واجهزته الامنية في مواجهتها… بما فيها ما حدث من مجازر دموية كبيرة في مدينة الصدر والكاظمية وشارع الربيع … ان هول الصدمة يظهر من جراء اعدادالضحايا الذي تجاوز ال٣٢٥شهيد وجريح …كلهم من العوائل الفقيرة والبائسه … العبادي لم يتحدث عنها ولم يزرها سوى بادانه بائسه لكنه صب جام غضبه واعلامه عند زيارته لمجلس النواب ومواساته للجبوري …واستكثاره للاوساخ التي علقت بتلك القنفه …وتوعده بملاحقة المحتجين لكنه لم يتحدث عن المجازر الكبيرة التي ادمت بغداد وضواحيها .فمتى ؟…متى؟ يصحو شعبنا ويوقف تلك الثرثرة التي يطلقها ابطال حصون المنطقة الخضراء ( منطقة العار ) مع ان احذية عضوة البرلمان قد اعيدت لها… كما اعيدت عباءت النائب الهارب علي العلاق …لكن ويا للاسف لم تذكر ببنت شفة وحتى للحظة مطالب المحتجين المشروعه … فهل سيرحم العبادي من في الارض من المحتاجين وفقراء العراق وبائسيه …ام سيترك الرحمة لرب السماء … نحن نشك في ذلك … لنرى

 [email protected]