من المستحيل الاختلاف بين اثنين إن التفجيرات عمل إجرامي لا يقوم به إلا من فقد ضميره وإنسانيته ولا يستحق العيش لا على تراب ارض الرافدين الطاهرة ولا في أي آخر مكان من العالم كما انه من المؤكد عرفا وقانونا وشرعا انه عمل خسيس وجبان لا يقره أي دين ولا مذهب إلا مذهب مصاصي الدماء ووحوش الغاب ويستحق من يشرعنه لعنة الله والإنسانية وتتكاتف كل الشعوب لمحاربته بغض النظر عن عرقها وقوميتها وانتمائها السياسي أو الفكري ومن واجب كل مواطن لم نقل إن واجب الكل الوطني يدفع باتجاه البحث عن أي طريقة تساهم في دحر الإرهاب ومن يدعمه واعتقد إننا كدولة أنهكتها الحروب وشعب أتعبته التناحر السياسي استهدفتنا عصابات الإجرام والقتل أي كانت تبعيتها لا يعيبنا أن نطلب المساعدة من دول آو منظمات لها باع وقد سبقتنا في مكافحة هذه الآفة التي استرخصت دمائنا حقا من دون سبب واضح فنحن شعب مكافح بسيط صابر على كثير من الظلم يريد أن يعيش بسلام وتعاون مع كل شعوب الأرض ولدول العالم في ذلك أمثلة كثيرة يمكن أن نحتذي بها فاحتراما لحرمة دمائهم وقدسيتها قد تعاون الاتحاد الأوربي ووقف كجهاز استخباراتي وامني واحد حين هزت التفجيرات فرنسا أو بريطانيا أو غيرها لكي لا تتكرر معاناتهم فلماذا لا نستعين بخبراتهم وطرقهم في مكافحة الجريمة ومنع إرهاب شعوبهم خصوصا إذا وضعنا في اعتباراتنا انه سيطولهم عاجلا أم آجلا إذا ترعرع واتسعت دائرة عنفه هنا ولم يقبر في مهده والاهم إن كثير من الانتحاريين يأتون من بلدانهم ولا تعني خلفيتهم أو انتمائهم الديني أي شيء وليس لها أي تأثير في مثل هذه الحالات علما إن الإرهاب لا يستهدف شريحة معينة بذاتها حسب دينها أو قوميتها أو انتمائها السياسية فالجميع دون استثناء هدفه المستباح.
سيدي المعني بمكافحة الإرهاب المحترم
إذا لم تتمكن من الاستعانة بالخبرات الأجنبية فنحن كشعب نستطيع بالمطلق حماية أنفسنا إذا كنت تسمح لنا بذلك فالشعب العراقي وتلبية لدعوة المرجعية الرشيدة أدام الله ظلها بالجهاد الكفائي قد هب ولم يبالي بالروح أو المال واسترخص الأرواح وساهمت كل عائلة عراقية بحسب إمكانياتها بالجهاد ولأولادنا بعد أن توحدت جهودهم قصص وبطولات في صولاتهم الجسورة لتطهير أرضنا وصد عدوان عصابات داعش الإرهابية القذرة ومن نفس المبدأ ومن دون الحاجة إلى أي مبالغ أو موازنات تستطيع العوائل العراقية حماية أحيائها من خلال تشكيل فرق دفاع ذاتية داعمة للسيطرات الأمنية المنتشرة على مداخل الأحياء السكنية فشباب كل منطقة اعرف بشعابها وحرصهم على حماية أهلهم يجعل منهم وبصلاحيات محدودة وبسيطة سدا منيعا أمام دخول أي سيارة مفخخة آو أي انتحاري قذر يحاول الدخول إلى منطقتهم واعتقد إن هذا لا يعيب احد ولا ينتقص من هيبة احد ولا يمس سيادة الدولة وبكثير من البساطة لنتذكر التعاون الرائع بين الأجهزة الأمنية والمتظاهرين خلال الفترة الماضية وكيف تم تأمينهم من أي اعتداء جبان .
من المؤكد إن هذا الحل لن يغيب عن ذهن المسئول الأمني المحترم ولا مزايدة على حرصه أو وطنيته وإصراره على تنفيذ واجبه بدقة متناهية لكن ربما كثرة مسئولياته وتشعبها شغلته عن تنفيذ هذا المقترح إضافة إلى ما يمكن الاستعانة به من أجهزة الكشف المبكر والسنورات التي استوردتها الدولة وهي متوفرة ومركونة دون استعمال ولا نعرف السبب الذي يحول دون استعمالها أما من الجانب الآخر فإننا يحق لنا أن نتساءل عن إهمال الدولة لكثر من الوسائل المساعدة في حفظ الأمن ومتابعة من يتعاون مع الإرهابيين أو من يشكل امتدادا لهم ويسهل لهم إجرامهم بحق الأبرياء من أبناء شعبنا فمثلا أجهزة المراقبة والكاميرات والمناطيد التي كانت تعلو سماء بغداد والعديد من المناطق الأخرى حيث كانت تحدد مسار انطلاق السيارات المفخخة وأماكن تفخيخها وكانت تستخدمها القوات الأجنبية في فترات تواجدها وكثيرا ما كانت ترفد الأجهزة الأمنية العراقية معلومات استخباراتية مهمة فلماذا لا يعاد استخدامها لأهميتها البالغة .
سيدي المسئول في الدولة العراقية المحترم
لا يمكن أن تقوم الدولة وتستقيم بدون الاستقرار الأمني وهو مفتاح لكل استقرار في البلد سياسي أو اجتماعي أو ثقافي أو غيره وكما إن حياتك وحياة أفراد عائلتك مهمة ومؤكد أنها تعنيك بنسبة عالية بدليل التحصينات الهائلة في مناطق سكنك وعملك وهذا حقك الطبيعي وهو حقي وحق للجميع أيضا ومن واجبك الذي ارتضيته أن تحمينا وبمساعدتنا وتعاوننا نعمل على تأمين الحماية لشعبنا فلا أفضلية لمنطقة على منطقة أخرى ولا فضل لأحد على احد ولا دماء أغلى من دماء وتقصير المسئول يضعه في موضع المسائلة والحساب إذا أراد الاستمرار في مسئوليته والتمتع بامتيازاتها وإلا فمن الأجدى والأحرى به مغادرة موقعه وإفساح المجال لمن أجدر منه وأكفأ منه في تأمين حماية الشعب واعتقد أن من حق الجميع أن يتساءل عن السبب الذي يجعل مكان يستهدف لعدة مرات وبسهولة وبينما ينعم مكان آخر بالأمن والأمان ويد الإرهاب بعيدة كل البعد عنه .
ربي احمي بلدنا وشعبنا من عبث العابثين وشلت أيديهم بحق حرمة دماء رسولك محمد وال بيته الأطهار عليه وعليهم السلام يا رب العالمين.