سأحاول أن أقدم لكم شيئاً جديداً في كتاباتي ، فإن لم تجدوا ذلك وكانت تكراراً لما قيل ويقال فاعلموا أني في تلك اللحظات التي كتبت فيها كنت متوقفاً عن الحياة والتفكير وكنت من أفراد القطيع ، فأنا أرى أن إبداعي يتجسد كلما خرجت من القطيع ، ليس قطيع الجمهور بل قطيع الكتاب ، خصوصاً مع فتح ساحة الانترنيت للكل لكي يكتب ، وأنا هنا أريد أن أتجاوز من لهم شأن في الكتابة ، ولا أقصد كتاب الفيس بوك ، وليس هذا غروراً أو علواً أو تمادياً أو انتقاصاً لكتابات الآخرين ، ولكنه السعي للرقي وأن لا يتساوى يومي لأن بتساويهما فقد غبنت نفسي كما يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام ) وتوقفت عن العطاء ، وليس عيباً أن يواصل الإنسان الرقي والعطاء والزيادة في ساحة التسابق في هذه الدنيا ، وهنا أود التحدث عن إيران من وجهة نظر جديدة فعلينا أن لا نفهم إيران الحالية أنها تلك البقعة من الأرض المعروفة المحددة على الخارطة ، ويجب أن لا نفهم إيران على أنها ذلك الشعب الذي يسكن على هذه الأرض ، بل إن إيران أوسع من ذلك ، فهي ذلك الفكر التوسعي على حساب شعوب وأراضي المنطقة ، وعلى هذا المفهوم يمكن لإيران أن تتسع أو تضيق ، فتتسع لتشمل معها كل الشعوب التي استطاعت التأثير عليها وزجها معها في تبني نفس الأفكار ، وتضيق بحيث أنها لا تشمل كل سكان إيران نفسها ممن لا يتفق معها في الأفكار ، ولإبقاء مشروعها التوسعي على قيد الحياة نرى إيران تختلق الوسائل والأساليب والأفكار لإدامة هذا الفكر التوسعي حتى يصبح ثقافة للسياسيين وأصحاب النفوذ لديها أو أكثر من ذلك ليمثل ثقافة فئة من الشعب لها وزنها وسيطرتها في تسيير الأمور ، ومما استطاعت إيران أن تستخدمه وتطوعه خلال القرون الماضية لخدمة مشاريعها التوسعية استخدامها للطائفية في تمزيق شعوب المنطقة من باب فرق تسد لتتسيد على حساب مصالح الشعوب ، وعلى هذا فإذا أردنا ضرب ووأد المشروع التوسعي الإيراني فإننا يجب أن نضرب الطائفية ضربات متتالية في العمق لنقضي عليها ، وليس معنى هذا أن نعادي إيران بالمفهوم الشائع بل نقف ضد إيران بالمفهوم الذي بينته لكم ، فلسنا ضد إيران كدولة وشعب ، وليس هو هذا الطريق الصحيح لمعاداة إيران ، بل يكون طريقنا هو طرح المشروع الإسلامي الوحدوي المعتدل الوسطي الذي لا يتبنى إبراز الطائفية بل العكس تماماً يكون أهم أهدافه رفض الطائفية ومحاربتها وتجفيف كل منابعها ، ورفضها لا يكون برفض الطائفة الأخرى والتنكيل بها فهذا هو هدف المشروع التوسعي الطائفي وعندها نكون قد سايرناه وحققنا هدفه بقصد أو من دون قصد ، ولكن محاربة الطائفية يكون من خلال سحب كل المجتمع من تبني الأفكار الطائفية إلى رفضها ومواجهتها ، وبذلك نكون قد سحبنا البساط من تحت أقدام المشروع التوسعي الإيراني باستخدامه الطائفية لتحقيق مآربه في إخضاع الشعوب ونهب ثرواتها ، وممن تبنى هذه الطريقة في المواجهة مع المشروع التوسعي الإيراني هو المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني حيث تبنى الوسطية في جميع طروحاته وأصبح عنواناً للوسطية والاعتدال بين رجال الدين ولهذا تراه يقض مضاجع الطائفيين ويؤرقهم وهو القائل في بيانه الموسوم حرمة الطائفية .. حرمة التهجير .. حرمة الإرهاب والتقتيل بتاريخ 7 / 7 / 2006 ( نؤكد شجبنا واستنكارنا ورفضنا وإدانتنا للحقن والتعريق والتعميق والجذب والتقسيم الطائفي ولكل قبح وفساد من إرهاب وتهجير وترويع وتشريد وخطف وتعذيب وغدر وقتل وتمثيل وتشويه وتفخيخ ، تعرض ويتعرض له أبناء شعبنا العزيز ” الكرد والعرب والتركمان ، المسلمون والمسيحيون ، السنة والشيعة ، العلماء والأساتذة ، الأطباء والمهندسون ، المدرسون والمعلمون والطلبة ، الموظفون والعمال والفلاحون ، النساء والأطفال والشيوخ والرجال ” في المساجد والحسينيات ودور العبادة والعتبات المقدسة والمؤسسات والدوائر والمساكن والأماكن العامة والخاصة …… كما نعلن ونعلن ونشدد ونؤكد شجبنا وإدانتنا وأسفنا وحزننا على الفضائح والفواجع والكوارث والقبائح والمفاسد اللاأخلاقية للمحتلين وأذنابهم والتي حدثت وتحدث على الشرف والعفة العراقية العربية الإسلامية الإنسانية وآخرها ” المعلن والمكشوف ” ما حصل من مفسدة اغتصاب في المحمودية ). وهنا نرى أن المرجع السيد الصرخي لا يبني مواقفه على أساس التخندق الطائفي كما يفعل الآخرون ، وبهذا فهو يختلف عنهم لكونه يشكل المستقبل المنظور للفكر الوسطي المعتدل الذي سوف يسحق كل مشاريع التفرقة ومنها الطائفية ، ولنعلم جيداً ونتيقن أن إيران تموت من دون الطائفية فلنقتل مشروعها التوسعي بتبني الإسلام الوسطي المعتدل الخالي من الطائفية .© 2016 Microsoft الشروط الخصوصية وملفات تعريف الارتباط المطوِّرون العربية