الإرهاب وداعش تلك تصنيفات لعدو ظاهر, معروف وسبل مواجهته متاحة, لكن هناك عدو آخر مبهم يقضي على مفهوم الدولة, ويقوض أركان الأمن والنظام, تعرفه بمجرد أن تدخل دائرة من الدوائر تحسب على الدولة, الا أن من فيها في الحقيقة يمارس جرائم أبشع من داعش, لأنه يخرق النظام والقانون تحت العلم العراقي, وفي عقر دار مؤسسات حكومية تعترف بوجود قانون!!
عدوك الأول والحقيقي يارئيس الوزراء الذي يؤلب الشارع العراقي ضدك ويثير السخط والنقمة على الحكومة هو الفساد, والروتين وأهانة المواطنين في دوائر تسمى دوائر دولة.
بمجرد أن يسافر المواطن كزائر, لأي بلد عربي يدرك حجم الهوة بين واقع العراق وقيمة المواطن العراقي في بلده, وكيف تُقيم وتعامل الدول الأخرى مواطنيها؟, بل كيف تعامل الوافدين بمنتهى الأحترام لانهم ضيوف دخلوا أراضيها!
أتساءل ياد كتور حيدر هل دخلت دائرة خدمية؟ وسئلت الناس عن معاناتهم؟ وأطلعت على أحوالهم عن كثب؟
هل قررت منذ تسلمك السلطة أن تزور دائرة التقاعد العامة, أو دوائر التسجيل العقاري؟ هل فكرت في يوم من الأيام القيام بجولة في دوائر الصحة والمستشفيات في بغداد والمحافظات؟
ترى ما الذي منعك من أن تقترب من شعبك؟ و تسمع شكوى ومعاناة كبار السن وهم يرتقون سلم مكون من 7 طوابق في دائرة التقاعد أي ما يقارب 150درجة؟, ضمن نظام أشبه بالعقوبة الجماعية؟ وما الذي منعك من أن تسمع منهم التسعيرة الجديدة للمعاملات في دوائر الدولة التي تبدأ من 25 ورقة فما فوق؟
هل تعرف يارئيس الوزراء أن الأمارات العربية تزور المتقاعد لبيته لتنجز المعاملة؟ وهل تعرف مستحقات طلبة الجامعة في الأمارات؟ وكيف تتم معاملة حملة الشهادت؟ بل كيف تتم معاملة الطفل أذا كان مرافق لمراجع في دائرة من دوائر الأمارات؟
لماذا أحطت نفسك بفقاعة وعزلت نفسك عن شعبك؟ وما الذي يمنعك من الاستماع لشكوى الناس والأختلاط بهم؟, فهؤلاء شعبك ليسوا برابرة ولا زومبيات كما يراهم بعض ساسة القرن الواحد والعشرين في العراق الذي يسمى ديمقراطيا!
لو انك ياد كتور حيدر زرت دائرة عامة في دولة مجاورة, وقارنت بينها وبين دوائر العراق, لتعرفت على عدوك الحقيقي وجها لوجه, ولعرفت أسباب السخط والنقمة في الشارع العراقي على الفساد الذي يلتهم مقدرات الدولة كالجراد, ولحمدت الرب الف
مرة كيف أن الناس لغاية الآن يتحملون هذا الوضع المزري البائس, وكيف يهان العراقي في دوائر الدولة, وكيف تتعامل الدول الاخرى مع مواطنيها بمنتهى الاحترام؟
الاهم من هذا لا اعرف هل تقرأ ما نكتب؟ أم هناك حاشية تصور لك أن الأمور على ما يرام, ليتك تقرأ, وليتك تسمع نصيحة شعبك, قبل أن تصل الأمور الى مالا يحمد عقباه, مع أن الحلول متاحة وبسيطة للغاية وبإمكانك وحدك أن تكسب الشعب وتضع الأمور في نصابها الصحيح!!