23 نوفمبر، 2024 2:37 ص
Search
Close this search box.

العراق اليوم . شعب ينتظر الموت وحكومة تنتظر الهروب !

العراق اليوم . شعب ينتظر الموت وحكومة تنتظر الهروب !

لست متشائماً لكنني اتحدث هنا بواقعية واضحة قد لايجروء الكثير من عراقيي الداخل على قولها عن الواقع العراقي ومايرافقه من حراك فوضوي ووطني . العراق اليوم يعيش مأساة حقيقية نتيجة لفقدان قياداته للحس الوطني وتفضيلهم للولاء للأجنبي على الولاء الوطني ويكاد يكون العراق هو البلد الوحيد في العالم الذي يعلن فيه ساسته على انهم عملاء علناً ودون تردد أو خجل بل انهم يتفاخرون بحصولهم على دعم امريكا وايران ودول اخرى وتلك طامة كبرى تؤشر مدى الأنحطاط البعيدة الذي وصل اليه الكثير من ساسة العراق .
13 عشر عاماً كرستها الأحزاب السياسية لعمليات نهب منظم لثروات العراق وما أن وصلنا الى حالة انهيار اسعار النفط حتى بان للجميع في الداخل والخارج أن تلك القيادات جائت لتدمير ماتبقى من العراف وقد نجحت في ذلك بعد ان استخدمت اساليب رخيصة تعتمد التفرقة العنصرية والطائفية فأشاعت القتل وبشكل واضح وكبير ومنذ العام 2003 وحتى اليوم ليستمر النزيف العراقي دون محاولة لأيقافه .
صورة الحياة في العراق اليوم هي الأكثر سوداوية من أي وقت مضى والصراع على السلطة والمال المتبقي يصل الى حدود لايمكن وصفها بحيث لايمانع شخص من أن يقبل بقتل أكثر عدد من العراقيين دون أن يترك كرسيه المغمس بالدماء متكيء على الجدار الأمريكي والأيراني . فرئيس البرلمان السابق سليم الجبوري يقاتل من اجل ان لايترك المنصب وقد جعل كرسي رئاسة البرلمان الذي جاء به الدستور ليكون راعياً للشعب جعله كرسي لتمرير مايؤذي الشعب من قرارات وأيقاف مايخدم الشعب ولحمته ومصالحه بتوجيه من أسياده بعد أن حول البرلمان الى دائرة صغيرة تأتمر بأوامي الحكومة التي تعرف عالمياً على انها حكومة فساد ( Government corruption )وهي امتداد لحكومتي حزب الدعوة السابقتين والتي تسببت في هدر مئات المليارات من الدولارات وأفتعال الأزمات وتعمد صنع المآسي للشعب دون تقديم أي خدمات مع زيادة واضحة في ثروات الأحزاب وحيتانها على حساب الشعب الذي يئن جوعاً وفقراً وبطالة وأزمات في كل مناحي الحياة ..
البعض من المشاركين في خراب العراق خرج علينا في لعبة أسماها حكومة التكنوقراط وهو يعلم علم اليقين أن أي حكومة لن تستطيع معالجة مشاكل البلاد قبل أعادة الأموال التي نهبت وهي معلومة ومعروفة من قبل حكومة الفساد ورأسها حيدر العبادي كونه في ولاية المالكي الأولى كان في اللجنة الأقتصادية البرلمانية ويعرف كيف تم انفاق المليارات أما في الولاية الكارثية الثانية للمالكي فقد كان العبادي خلالها رئيس اللجنة المالية في البرلمان والذي يعرف أبواب الموازنات وكيفية انفاقها . ومن هنا نؤكد أن العبادي هو مدلس للحقائق وقد جيءَ به ليكون متستراً على كوارث وجرائم الحكومات السابقة كونه جزء من الحزب الذي شكلها .
اليوم العراق يعيش مرحلة أحتضار حقيقية ! الحكومة الفاسدة حولت العراق من بلد ثري الى يلد يتسول بين البنوك لتمنحه القروض حتى لو كانت الضمانات فيها كسر للسيادة وهيبة البلد وفي نفس الوقت يطالب سليم الجبوري ومعه صديقه في تجويع الشعب حيدر العبادي بالثأر لقنفة البرلمان التي تمثل في نظرهم هيبة الدولة . وبدلاً من المحاولات الوطنية لأيجاد الحلول وهي كثيرة لو توفرت الأرادة نجد أن العبادي ومعه سليم الغير سليم وطنياً يريدان أبقاء الحال كما هو عليه وليتمتع كل واحد منهما بالخيرات وليعيشا الحياة المرفهة أما الشعب فاليذهب الى الجحيم وهو اليوم يعيش الجحيم حقاً .
وكنتيجة فعلية لما آلت اليه امور البلاد ومنع الجهات الوطنية من أن يكون لها دور في أنقاذ البلد والكسل الحقيقي للشارع العراقي . نتلمس وبشكل واضح أن الأمور في العراق تتجه الى المزيد من الدماء والموت بعد أن عمدت الأحزاب الحاكمة الى تشكيل مليشيات بحجة مكافحة الأرهات لتدافع عنها عنتما يعترض الشارع على سياساتها وبالمقابل فأن الأحزاب الحاكمة لن تستطيع أن تقدم أي شيء للشعب بل لن تستطيع أن تقدم شيء لنفسها بعد أن أفرغ البلد من ثرواته وتعمد موافقة الأحزاب على رهن القرار العراقي ليكون بيد دول بعينها كأمريكا وأيران .
ولهذا فأن قادم الأيام سيزيد من احتمالية ذهاب الشعب الى الموت وهروب جماعي للحكومة وأحزابها بعد أن تسفك دماء الكثير من الأبيرياء في محاولة منها للتشبث بالحكم . وعلى مايبدو أن الثورة ستكون عارمة كون الجوع سيكون قاسياً ولايمكن تحمله سيما وأن بوادره قد بانت اليوم من خلال زيادة ملحوظة في نسب جرائم الخطف والسطو والسرقات !! اللهم احفظ العراق واجعل ثورته قليلة التضحيات !!!
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات