سعى نظام الجنهورية الاسلامية الايرانية و بمختلف الطرق الى إضفاء هالة غير عادية على الحرس الثوري و تصويره بأنه قوة فريدة من نوعها من المستحيل إلحاق الهزيمة بها وإنها تمتلك الکثير من الخصائص و المٶهلات التي تفتقر إليها مختلف القوات العسکرية ولاسيما القوات الخاصة و المدربة تدريبا فائقا، ولاشك من إن قطاعا واسعا من الشارعين العربي و الاسلامي قد إنبهرا بهذه الهالة و إعتقدوا بأن معظم القوات العسکرية في المنطقة و العالم تتحاشى الاصطدام و الاحتکاك بالحرس الثوري لإنها ستدخل معرکة فاشلة و محسومة منذ البداية لصالح الحرس الثوري.
قيام القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الايراني بأسر مجموعة من الجنود الامريکيين في مياه الخليج في 12 کانون الثاني2016، قضية إهتم بها قادة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ولاسيما شخص المرشد الاعلى للنظام خامنئي، وکذلك تم تخصيص مساحة کبيرة لها في الاعلام الايراني، وخلالها سعت طهران لإرسال رسالة للمنطقة و العالم مفادها إن الحرس الثوري قادر على دحر الامريکيين و إلحاق الهزيمة بهم، لکن الذي جرى لحرس الثوري في السادس من أيار 2016، في معرکة خان طومان، أربك نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية برمته و هزه بشکل عنيف، ذلك إن ماقد تداعى عن هذه المعرکة أعطى إنطباعا کاملا بأن ماقد قيل عن الحرس الثوري الايراني لحد 6/5/2016، و مابعد هذا التأريخ، يوجد مابينهما بون و مسافة شاسعة.
أسر مجموعة من الجنود الامريکيين الذين ضلوا طريقهم في مياه الخليج هي غير قتل قرابة 50 من أفراد الحرس الثوري و أسر 6 آخرين منهم في معرکة خان طومان في ريف حلب بحسب ماقد أعلنت مصادر إيرانية ذلك و لأول مرة، وهذا مايعني بأن الذي يجري في سوريا للحرس الثوري الايراني حالة تختلف تماما مع تلك الهالة”المهولة و المبالغ فيها” والتي وضعها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على الحرس الثوري.
بطولات و أمجاد الحرس الثوري و التي صار الجنرال قاسم سليماني، قائد قوة القدس”الارهابية”، و الحاکم الفعلي للعراق و سوريا و لبنان و اليمن، بحسب ماتصفه العديد من الاوساط السياسية، رمزا لها، هذه البطولات و الامجاد لم يعد لها من ذلك البريق و الطنين السابق وانما إختلفت الصورة تماما، حيث ظهر”صناديد”و”خوارق”الحرس الثوري وهم أذلاء و مرعوبون بيد قوات المعارضة السورية، کما إن الجثث الاخرى لأقرانهم المتساقطة هنا و هناك على أثر تلك المعرکة، کانت هي الاخرى رسالة عملية من نوع و طابع خاص جدا بعثته قوات المعارضة السورية الى طهران بشکل خاص و الى شعوب المنطقة و العالم
بشکل عام، ومضمونها بأن أية قوات مهما کان شکلها و حجمها و نوعها، سوف تغدو في النتيجة مجرد جرذان مذعورة أمام إرادات الشعوب!
[email protected]