يشهد العراق الکثير من الاحداث و التطورات التي فيها الکثير من المفارقات الغريبة من نوعها، ولاسيما تلك التي فيها الکثير من التناقضات و العبثية و اللامعقول، وکل ذلك يدل على إن الاوضاع في العراق تسير حاليا في طريق لايبعث على الراحة و الاطمئنان.
بعد أن تزايدت الانباء و التقارير الخبرية الواردة التي تٶکد على قيام ميليشيات الحشد الشعبي بقتل و تصفية المدنيين العزل الفارين و النازحين عن الفلوجة، وأکدت الحکومة العراقية بأنها أصدرت تعليماتها للتحقيق في هذه القضية، خرج علينا عضو المفوضية العليا لحقوق الانسان، سلامة الخفاجي، مخاطبا وسائل الاعلام بأن”الاجهزة المعنية تحققت بالفعل من وقوع عمليات القتل تلك، وأن القضاء سيصدر حکمه بحق المتهم الوحيد في الجريمة”، مشيرا الى أن”منفذ عملية القتل يعاني من إختلال نفسي و عقلي”!!
إذن، فکل التقارير و المعلومات التي وردت عن قتل و تصفية المدنيين العزل النازحين من الفلوجة تم إختصارها في ميليشياوي مختل العقل، تماما کما إختصر لنا وزير خارجيتنا الفذ بفهمه و إدراکه السياسي الثاقب کل تصرفات و “تطاولات” و “إنتهاکات” الدور المشبوه للإرهابي المطلوب قاسم سليماني بأنه”مستشار للحکومة العراقية”، ولکن أي مستشار؟ تماما مثل هذا المختل الذي ظهر فجأة ليکون بطل تصفيات الفلوجيين لوحده!
العراق الذي يحفل بالتناقضات و القضايا الغريبة و الفريدة من نوعها و التي يندر أن تجد مثيلا لها في العالم کله”بإستثناء إيران فقط لأنها صاحبة براءة الحالة العراقية”، يواجه أوضاعا إستثنائية بالغة الخطورة و السبب الاساسي برأينا هو عدم وجود ساسة أکفاء و حکومة رشيدة تدير و تقود الاوضاع، وانما حفنة من الانتهازيين و الوصوليين و العملاء و ثلة قليلة مخلصة لکن لاحول ولاقوة لها أبدا أمام الاکثرية الفاسدة المفسدة، وکيف لا و سارق مئات المليارات لايزال يجلس في بغداد و يصدر الاحکام و التصريحات بشأن تزکية هذا و ذاك!!
المشکلة من أساسها تعود للحالة الاستثنائية الغريبة و الشاذة التي يعيشها العراق بفعل الدور و الهيمنة غير العادية لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و الذي لم يترك زاوية في العراق إلا و دخل فيها بظلاله الداکنة”السامة”، وإن العراق الذي يبدو عاجزا أمام هذا الدور إنما بسبب البعض من التابعين لطهران و الذين لاهم لهم إلا جعل العراق يبدو ضعيفا و عاجزا أمامها، وهنا لابد من أن أذکر”مأثرة”أخرى من المآثر المثيرة للسخرية و التقزز معا للحکومة العراقية السابقة، حيث إنه وبعد التحقيقات التي جرت بشأن الهجوم الارهابي على المعارضين الايرانيين في معسکر أشرف و نجم عن مقتل 56 إيرانيا معارضا، خرجت علينا لجنة التحقيق الحکومية لتعلن بأن ماحدث کان بسبب صراع داخلي!! والسٶال هو: ترى ماذا يحدث في العراق؟!