إعتاد الناس من أبناء العراق في زمن الخير ، سماع المطربة فيروز صباح كل يوم .. فترى الناس تدندن مع تغاريد صوتها وبالخصوص أغنية سألوني الناس عنّك ياحبيبي .. اليوم سمعت الاغنية وبكيت بحرقة ليس لاستذكار لحظات فراق حبيبة او حبيب ، وإنما حضرني العراق الذي عشقت وتربيت على حبه والتضحية في سبيله ، بكيت لأجل وطني الذي ضاع .. فالذي يسألنا عن الحال وعن الآتي في قادم الايام بماذا نجيبه .. فالارض يدّنسها الغرباء بتواطئ وغدرالعملاء أهل الارض الذين تنّكّروا لابناء وطنهم واضحوا مخالب دامية تفتك بابناء جلدتهم يحركها العملاء ووالغرباء الأعداء .. فالكثير باع نفسه رخيصاً بحفنة دولارات .. فكان الملايين مهجرين داخل الوطن او مهاجرين عبر بحار الموت .. القتلة قادة الامس فاقدي الحكم وبريقه والامتيازات .. يقابله البديل مِن الذين جاء بهم السيد بريمر .. جياع وحفاة الامس واسياد اليوم .. لم يصدّقوا أنفسهم انهم قادة لهم كل شيء .. الجاه والمال الوفيرالسائب ومواكب الجكسارات والحمايات والطائرات الخاصة وقصور صدام الفارهات والحضور في الاعلام ولقاء قادة العالم وحضور المؤتمرات .. باختصار شديد : زمر كانت في القاع فأصبحوا – في غفلة من زمن أغبر – في اعلى القمة ففقدوا توازنهم ونسوا أنفسهم ، فأضحوا كارثة ونقمة على هذا الوطن .. اغبياء لصوص لم يحسنوا قيادة نعجة فعاثوا في هذه الارض فساداً.. أوصلوا الحال الى نقطة اللاعودة والى ضياع وطن بثقل العراق وتاريخه .. أضحكوا علينا الأعداء وأبكوا على حالنا الأصدقاء .. جهلاء مصّرّون على الدمار الشامل لهذا البلد بتشبثهم بالسلطة بعد فشلهم المريع وكوارثهم التي فعلوها بهذا البلد .. خرج الشعب المنكوب بهم قائلاً لهم إرحلوا لأنكم فاشلون وهم يتجاهلون .. يساندهم الأميركي والايراني لان دمار العراق يَصْب في مصالحهم .. يقرُّون انهم فاشلون ويتشبثون بالكراسي .. لاينفع معهم الاّ السيف والطرق على رؤوسهم العفنة .. هذا الذي بقي بايدي الناس !فبعد اللّتَيّا والتي مما جرى .. هل انا محق في البكاء حين يسألني احدهم عن العراق ؟!