18 نوفمبر، 2024 4:35 ص
Search
Close this search box.

أويعالجٌ الحكيمَ سقمه؟

أويعالجٌ الحكيمَ سقمه؟

يروى ان إمرأتين تخاصمتا في ولد، وكل واحدة ادعت انه ولدها، احتكمتا الى امير المؤمنين(ع)، وبعد ان وعضهن وخوفهن غضب الله، أصرتا على التخاصم، أمر (عليه السلام) ان يحضروا له سيفاً، فسألتا لم يا امير المؤمنين؟ قال (ع): لأعطي كل واحدة منكن نصفا، ضجت احداهن وصرخت قائلة انه ليس ولدي! فيما بقيت الأخرى صامتة، فقال(ع): انه ولدك فخذيه، لأنها شفقت عليه، هكذا تنازل تيار شهيد المحراب عن كل الامتيازات والاستحقاقات، لا لشيء الا ليبقى الولد حياً بعيداً خيراً من ان يقتله سيف التخاصم.
مع كل التنازلات المقدمة كن الولد بقي مسجى يجود بنفسه، لا علاج يخرجه من سقمه، وحكيم أبعده سيف التشرذم والتشظي لستة سنوات خلت، استنزفت معها كل قوى الولد وأبادت مبادئه وعطلت قوانينه، وأم الولد تجرع كأس الصبر لم يتح لها الفرصة لعلاجه.
الحكيم اليوم زعيماً للتحالف الوطني.
لا اعتقد بعفوية اختيار الشاب عمار الحكيم لزعامة التحالف الوطني العراقي، لكن قوة التأثير والكاريزما والحنكة والتاريخ والسياسة وغيرها مؤهلات عده، مهدت لقوى التحالف اختياره، لعله يستطيع انقاذ ذلك الولد السقيم.
تساؤلات كثيرة تطرح، لم الحكيم دون سواه؟ لم في هذا الوقت؟ ماذا يمكن ان يقدم الحكيم في ظل ظروف معقدة داخلياً وخارجياً؟ هل هي صحوة لإستثمار مؤهلات الحكيم وامكاناته؟.
ان منذ أكثر من سنتين معروض على السيد الحكيم زعامة التحالف، لكنه كان رافضاً لأنه لم يلمس جدية في العمل من الأطراف الأخرى، وان الرئيس يكون شكلياً وقتذاك، الانقسام والتشظي هو المدخل الأساس للتصدي، ووقف النزيف والعمل على توحيد القوى الشيعية لتكون قادرة على تحدي العقبات القادمة، كلها أسباب تضاف لكاريزما الحكيم المؤثرة وعلاقاته الدولية والإقليمية والوطنية، جعلت من اختيار الحكيم رغبة ملحة من جميع الأطراف.
ربما تم اختياره لتتم إعادة تنظيم البيت الشيعي السقيم والاستعداد لمرحلة ما بعد داعش، والحاجة الملحة لقيادة مؤثرة تحضى بالمقبولية والمسؤولية، وليكن اختياره دفع بإتجاه تشكيل الكتلة العابرة للطائفية التي سترتكز على التحالف الوطني، ولذلك لما يجمع سقفه تحته كل المختلفين لما يضخ من مبادرات ورؤى.
خلاصة القول: الولد اليوم تربع في أحضان امه، وهي بحاجة الى علاجه بمشاركة وجدية من جميع الأطراف، التي لابد لها من الاجتماع والعمل سوية تحت سقف الوطن الواحد، وان لا قيمة للعمل بعيداً عن التحالفات والعمل الجماعي.
سلام.

أحدث المقالات