لايوجد أبدا مايدعو للتعجب و الاستغراب من التصريحات ذات الطابع القمعي التي صدرت عن علي أکبر ولايتي، مستشار المرشد الاعلى للنظام الديني المتطرف في إيران من أن ميليشيات الحشد الشعبي لن يصعب عليها أن تتصدى لبعض الأطراف التي وصفها بغير المسؤولة وغير الواعية،والتي قال إنها تثير بعض الاضطرابات والقلاقل في الساحة العراقية، مضيفا بأن الحشد الشعبي استطاع خلال ساعات قليلة أن يخرج كل من دخل إلى المقار الحكومية، سواء البرلمان أو مكتب رئيس الحكومة، وأخرجهم من المنطقة الخضراء. ذلك إنه ليس هنالك من نهج او اسلوب آخر لدى هذا النظام سوى القمع و القتل و الاعدام.الميليشيات الشيعية التابعة للنظام الديني المتطرف في إيران و المنضوية تحت راية الحشد الشعبي، فإنها کما يبدو واضحا تمسك بزمام الامور فيه و هي صاحبة الکلمة و القرار الاخير، وهذا يعني بالضرورة إن النظام الايراني هو من يملك زمام الحشد الشعبي و يوجهه وفق ما يشاء، ولأن التظاهرات الاخيرة شهدت ترديد شعارات معادية لهذا النظام و تطالب بخروجه من العراق فإن ذلك إنعکس سلبا على ملالي إيران و أصابهم بالذعر من إحتمالات توسع دائرة الغضب و السخط على تدخلاتهم السافرة في العراق، ولذلك فإنه لم يکن أمامهم سوى تهديد المتظاهرين و کذلك الرافضين من أبناء الشعب العراقي لتدخلاتهم بقمعهم، تماما کما تصرفوا و يتصرفون مع الشعب الايراني.دائرة الرفض و الکراهية ضد النظام الايراني و ممارساته و أعماله اللاإنسانية تتسع يوما بعد يوم وإن الشعب الايراني و شعوب المنطقة صارت تتمنى ذلك اليوم الذي تصحو فيه و تجد بأن هذا النظام قد ألقي به الى مزبلة التأريخ غير مأسوفا عليه، خصوصا وإن مايرتکبه هذا النظام لم يعد سرا أو أمرا مخفيا وانما حقيقة ماثلة للعيان و ممارسات يومية يتم تکرارها و بصورة مستمرة في داخل و خارج إيران، وإن التخلص من هذا النظام صار شأنا عاما ولم يعد حکرا أو خاصا بالشعب الايراني حيث إن شروره و عدوانيته و تطرفه و إرهابه يطال الجميع دونما إستثناء.العمل الجدي من أجل إقامة الجبهة المعادية للتطرف الديني و الارهاب و الذي دعت إليه السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، يعتبر أفضل صيغة لمواجهة شرور و عدوانية النظام الايراني و رد کيده الى نحره بما يعجل بسقوطه و إسدال الستار نهائيا على حکمه البغيض.