كثيرة هيّ الآراء الناقدة، والناقمة على المدينة الأكثر جدلاً، وتداولاً إعلامياً منذ ٢٠٠٣، منها الطائفي؛ لا يرى فيها إلا القُبح، وآخر عراقي، وطني خالص؛ لم تستهويه لعبة الطوائف وصراعها، مدينة موت، عُهر، وملاذ آمن لقوى الظلام، قبلة القاعدة، ومن بعدها داعش، كعبة جهاديين عرب وأجانب، مدينة رعب، ومصدر قتل، ومصنع تفخيخ، قيل فيها الكثير، ذهب بعضها بعيداً؛ تمنى إزالتها بضربة كيمياوية والخلاص نهائياً من شرها؛ مدينة آثمة، لا بريء فيها، جميع قاطنيها أشترك بالجرم وبارك موتنا وهلل له وآوى وأحتضن قوى الإرهاب، بالمقابل؛ أصوات تدعوا للتسامح مع إعلان إنطلاق عمليات تحريرها، والبدء بحوار سياسي جاد وحقيقي بعد تجربة مريرة ولسنوات طويلة، سالت خلالها دماء وأُستنزفت موارد وطاقات، حوار التنازلات الكبرى، والقرارات الصعبة، حوار الأقوياء، حوارٌ تأخر طويلاً، يقر كل ذي بصيرة بضرورته مع عجز ساسة البلاد ولوجه مع غلواء الطائفية للوقوف على مطالبات سكانها وبقية مدن ما عرف بالمثلث السني، وصولاً لحلول لأس مشكل سنة العراق مع الحكم بعد نيسان ٢٠٠٣، لا المراهنة على خرابها ونزوح أهاليها عن الديار، وحجم المعاناة الكبير للناس نتيجة العمليات العسكرية لعدم تكرار التمرد والإنسلاخ عن الجسد؛ وتبسيط الأمر بعدم تقبلهم حتى الساعة حكم الآخر المخالف مذهبياً، الأمر أكثر تعقيداً ويحتاج لمعالجات، إرادة وعزم، تمنع، وتحول دون تكرار ذلك، وإنتظار “ترويض” الناس، وكسر شوكتهم، ورضوخهم لأمر واقع بعد “درس” التهجير والضياع في المنافي وَهم كبير؛ يُلزمنا كل مرة تحشيد الجيوش لتحريرها.