ذات مرة قرأت للمناضل جيفارا، الذي يعتلي صدور كثير من ملابس شبابنا هذه الأيام، قوله: (الذي باع بلاده وخان وطنه، كالذي يسرق من بيت أبيه ليطعم اللصوص، فلا ابوه يسامحه، ولا اللص يكافئه)، فيا ترى هل حظوظ جلسة البرلمان، المزمع عقدها الثلاثاء قائمة، بهذا الترقب في الشارع العراقي؟ فقط نذّكر الساسة: ما دام بعض النواب، يتعاملون بالتضليل والتسويف بدعوى الإصلاح، فلا وجود لإنسانية النائب، لأنه لا يفكر إلا بنفسه، أما الشعب فنعلمكم أن لصبره حدود! قاعة مجلس النواب العراقي عندما تفقد هيبتها، ويرفض ممثلو الشعب الحضور فيها لمخاوف أمنية، وتعليق الجلسات بما فيه تعطيل للحياة السياسية، والشعبية، والخدمية، وتبقى فارغة مع جنون الفضائيات، ونشراتها المهولة، فإن ذلك أشبه ما يكون ببرلمان، وضع له طقم أسنان بلاسيتكي وليس عاجياً، فلا يتمكن من مضغ الأحداث والتداعيات، ليمضي بعملية الإصلاح كما تراها المرجعية، والقوى السياسية المعتدلة، بعيداً عن الإنتقائية، والإنتهازية، والتخندق الطائفي والقومي، وإلا ليس كل ما يقال، يدخل في عالم الصدق والتصديق!المتسببون بالفوضى لديهم غايات خاصة، يغلفونها بإسم الإصلاح، مع أنهم كوصف جيفارا، عن الذي يبيع ويخون وطنه، من أجل اللصوص ففي الحالتين، لا ينال إلا العار، لذا فالحكماء لن يسمحوا لمثل هؤلاء، بركوب موجة الإصلاح والتغيير، من أجل مصالحهم الحزبية الضيقة فقط، أما دعاة الإصلاح الحقيقي، فنراهم يعملون بلا كلل او ملل، لأن منجزاتهم هي مَنْ تتكلم، فهم يمتلكون مؤشرات المشروع الإصلاحي الشامل، بعيداً عن المحاصصة، وكذبة التكنو قراط، فالحل إذن هو المشروع الوطني الجامع!الرئاسات الثلاث مطالبة وبقوة وثبات، أن تتهيأ لرؤية الأمور بمنظارها الصحيح، ووضع الأشياء بموضعها المناسب، مع فرص كبيرة لمدارسة العلماء والعقلاء، وذلك من شأنه إصلاح أمر البلاد والعباد، دون الإلتفات الى مَنْ يتعاملون بإزواجية سياسية، لأن مرجعيتهم ستلتفت إليهم وتكنسهم، ولا شعبهم يكافئهم، وبكل الأحوال سترمى الأسماء في مزابل التأريخ، لأن الشعوب أكبر من الطواغيت والفاسدين، عليه وجب الإستعداد جيداً، لما ستؤول اليه أمور برلمان الثلاثاء المرتقب، فالحوارات لا تعني شيئاً إن لم تكن ذكية!