17 نوفمبر، 2024 6:52 م
Search
Close this search box.

لم يبق الا ان تنعتوها ..بصفحة الغدر والخيانة !

لم يبق الا ان تنعتوها ..بصفحة الغدر والخيانة !

وبهذا المصطلح تكونوا منسجمين تماما فكرا واسلوبا وعداء لشعبكم عندما اطلق على انتفاضة اذار الخالد في 1991 بصفحة الغدر والخيانة او (الغوغاء )او كما كان يحلوا لبعض المطبلين من جوقة الردح ومن اوساطنا مع الاسف في وقتها ان ينعتوا عموم اهل الجنوب بعد الانتفاضة (بانهم همج رعاع لا يحسنون الا تربية الجاموس وانهم دخلاء على العراق حيث جلبهم محمد بن القاسم الثقفي من الهند لتربية الجاموس ورعايته في اهوار الجنوب ).الا تتذكرون هذا ايها المجاهدون الثوريون في اعلامكم المعارض لصدام وانتم مشردين في دول الشتات وكيف كانت دفوعاتكم عن طهارة ونبل وصميميه واهداف انتفاضة اذار وكانت تعج ادبياتكم وخطابكم السياسي المفبرك بمظلومية الشعب  والتباكي على ارواح الشهداء التي غسلت دمائهم ارض العراق من  ادران الفساد وطهرتها من الرجس والرذيلة وانتم تتفرجون من فنادق الخمسة نجوم وتستمعون الى ضجيج وعويل المعتقلات التي غصت بها سجون الطاغية واقبيته بالمنتفضين الشرفاء كما كنتم تسموهم .ولم يطل بكم الوقت الا واستثمرتم الفوز لتلك الدماء التي اريقت على مذبح الحرية والانعتاق وصعدتم على اكتاف المنتفضين وجثث ضحاياهم .فهناك الكثير من المتقاربات والمتشابهات والظروف التي تلتقي بين انتفاضة اذار في 91 وانتفاضة الشعب العراقي في نيسان 2016 فالظلم والحيف والقهر والقتل والسلب والنهب والخراب والدمار والحروب والاغتيالات كلها مفردات يلوكها ابناء العراق  بين اشداقهم دون ان يتلعثموا بنطق حروفها في كلا العهدين فما الذي تغير ياترى  ؟انتم مجبولين من نفس الطينة التي خلق منها صدام في تنكره وعدائه  لشعبه همشتم شعبكم ورحتم سارحين جذلين بما يملئ بطونكم من السحت وما يشبع رغباتكم واطماعكم وعوائلكم واحزابكم ومنتسبيكم من اقتناص الفرص والتسلق وحدكم في سلم المناصب والوظائف والامتيازات وكأنكم وحدكم تعيشون في  هذا الوطن بلا شركاء يقاسمونكم الحقوق والواجبات. واذا ما تنفس الشعب  وطالب  بحقوقه المهضومة والمستلبة التي استحوذتم عليها  انتم اعتبرتم ذلك خروج وعصيان وخيانة للنظام وعمليته السياسية التي ضاعت بسبب تهوركم وسوء سلوككم وخيانتكم لوطنكم وشعبكم الذي اولاكم الثقة وعمدكم على قيادته والتحكم بمصيره .وبعد ان ضاق هذا الشعب ذرعا بكم لتماديكم واستهتاركم بمقدراته وثرواته وعدم الاستماع الى مطالبه المشروعة ثار زحفا يحطم الخوف والمجاملة والتردد ولم يعد الخنوع  والعواطف التي كنتم تدغدغونه بها سنين تقف حائلا بينكم  وبين حقوقه المشروعة .فانتفاضة نيسان انتفاضه شعبيه  تلقائيه منضبطة ومنظمه قل نظيرها .حيث تميزت بقيادة مركزيه وبتنسيقيات موحده وموجهه اتخذت قرارات  وتوصيات اتصفت بالهدوء والحكمة ووحدة الخطاب السياسي والجماهيري التي كانت توجهه لكل المنتفضين في عموم المحافظات العراقية  طيلة شهور الاحتجاجات  او المظاهرات  المليونيه ,. طرحت فيها شعارات ولافتات موحده ومنسجمه  بعيدا عن التشخيص والصنمية او التبعية ,.انضوت تحت لوائها كل اطياف واجناس وانتماءات وتيارات  الشعب العراقي وما يحتويه النسيج الاجتماعي العراقي المزركش .كانت مشروعا وطنيا خالصا بأهدافه وتموينه بعيدا عن اي تدخل اجنبي اقليمي او دولي لهذا احتفظت بأصالة  ونصاعة معدنها طيلة شهور التظاهرات .استطاعت مد جسور الثقة والاحترام والتواصل مع القطعات الأمنية حيث كسبت رضاهم  وتقديرهم للمنتفضين ,.لم تعبث بممتلكات الدولة ولم تعرضها للإساءة او السرقة والنهب رغم كثافتها المليونيه وانخفاض مستوى الثقافة والتعليم عند بعض المنتفضين عكس ما حصل في البرلمان من تكسير في بعض الأجهزة والاثاث او القذف بقناني الماء لرئيس الوزراء ورئيس البرلمان وهو الانتقاص الفعلي من هيبة الدولة والذي جاء من قبل القدوة  السياسية ومثقفيها ومتعلميها .واذا ما حدثت بعض التصرفات السيئة التي صاحبتها فهي مسالة طبيعية تحدث دائما من قبل المندسين والوصولين الذين يحاولون دائما تشويه الانتفاضات النزيه والنبيلة للإساءة والاخلال بسمعتها كما حدث في انتفاضة اذار عندما زج النظام زبانيته بين المنتفضين وراحوا يعبثون بأموال الدولة وممتلكات الناس بغية تشويه سمعة الانتفاضة والانتقاص من صدقيتها وطموحها ,واخيرا انها اعادت للشعب  ثقته بنفسه وقدرته  وهيبته  في مقارعة الظلم وعدم الاستكانة والاستسلام ,

أحدث المقالات