القضايا التي تطرحها المرجعية الرشيدة غاية في الخطورة، لأنها تمثل للعراقيين بوصلة الإصلاح وصمام الأمان لهم، فكل كلمة تتناولها يتم التركيز فيها، على اللفظ والمعنى والمضمون، لما يتناسب وحجم المشاكل: الأمنية، والسياسية، والإقتصادية، القائمة ببلدنا الجريح، فما مقصد تناولها لأسس إختيار الحكام، وكيفية خدمة الشعب؟إستشعرت المرجعية الدينية، التحديات، والمهالك، والشدائد، المحدقة بشعبنا، وقد طرحت في آخر جمعة من رجب للعام1437 هجرية، خطبتها السياسية تتمة لخطاب غير مباشر، لرجالات السياسة ليتمكنوا من تحليل ما تقوله المرجعية، وتطبيقه على واقعنا وانقاذه من: المحاصصة، والفساد، والضياع، وبضرورة وضع الأشياء في موضعها الصحيح!قال الإمام الصادق عليه السلام: (الملوك حكام على الناس، والعلماء حكام على الملوك)، والحديث يكشف خطورة الثلاثية الكبيرة لإدارة الأمة: (الملوك، العلماء، الشعوب)، وبالتالي يعتمد قيام الدولة على هذه الثلاث، فمدراسة العلماء، ومناقشة الحكماء، ومشورة العقلاء، يعني إصلاحاً لأمر البلاد، والعباد، والإقتصاد، فلماذا نتجاهل الأمر؟تحدثت المرجعية عن ثلاثيات رائعة، تجعل من المسؤول عن إدارة الدولة، حاكماً نزيهاً، عادلاً حازماً، منها أن تعطيل ثلاثية الأعراف، والعادات، والتقاليد، يعد محاولة لضرب حالة الوئام، والمودة، والتسامح، بين أبناء الوطن، فوجود ثلاثية النفاذ، والبصيرة، والقدرة، على رؤية الأمور بمنظارها الصحيح، ضرورية لبقاء الحاكم! مستحيل أن تكون منزلة الكفوء، الناجح، والمحسن، متساوية مع المسيء، والفاشل، والفاسد، وتلك ثلاثيات لابد من الإلتفات اليها، لإجراء ثلاثية التغيير، والتعديل، والتصحيح، عندها ستكون الإدارة قوية، مستعدة لقبول الحقائق المرة، وقول الحق، ومحاسبة الفشل أينما كان، فهل ستعاني الدولة ثلاثية فقدان هيبتها، ودستورها، وبرلمانها؟الأوضاع السيئة، والمقلقة، والمتدهورة في عراقنا الصابر، إنما تتطلب عين الفحص، والتدقيق، والتأمل، وهذه مؤشرات للحاكم واجب توافرها، لينقل بلده لبر الأمان، والتأكيد على أن تفاقم العوائق، والمفاسد، والمؤامرات، بين الطبقة السياسية يُفضي لمزيد من العنف، والفوضى، والعبث، فلا بد من الإستماع للعلماء، والحكماء، والعقلاء! الجزء الأصعب من الكتابة هو الخاتمة، لأنك لا تريد لها أن تندثر بلا أمل، في خضم المنزلق السياسي الخطير، الذي يعانيه وطننا، فما يتمناه العراقيون بمكوناتهم، وطوائفهم، وقومياتهم، نفس ما تتمناه المرجعية الدينية العليا، عبر مطالباتها، ومناشداتها، وخطبها، تُرى أيها الرئيس: أعرفت كيف تكون حاكماً؟ نظرية شلع، قلع، بلع، تنفع لعملية الإصلاح الشامل، فهي تشمل هؤلاء المعتصمين، والمتظاهرين، والمنتفضين، الذين لا يدركون حجم الفساد، الذي أحدثوه في البلد لأكثر من عقد، عليه لابد من وجود أفكار، ورؤى، ومبادرات، تتجاوز كل العقول الخاملة، الفاسدة، الكسولة فالإصلاح مرهون بصدق الغايات، والأدوات، والآليات!