لو نظرنا الى خارطة التدخلات الإيرانية في المنطقة والممتدة جغرافياً الى العراق وسوريا ولبنان واليمن، بالإضافة الى البحرين ودول الخليج باعتبار أن النظام الإيراني عدو لكل جيرانه ، لوجدنا أن المقاومة العربية لهذه التدخلات ماتزال في موقف الدفاع ، وكأن قدرنا نحن العرب أن نبقى نقاوم التدخلات الإيرانية في بلداننا ونتصدى لعدوان جارة الشر والسوء التي ترفع شعار تصدير المشاكل وتتبع ستراتيجية نقل المعركة الى أراضي جيرانها لتبقى هي بمنأى عن حرب العصابات التي تدور رحاها في محيطها .
مازلنا نحن العرب في موقف (الدفاع) والتصدي للمد الإيراني ولم نتجاوزه يوماً لنكون في موقف الهجوم، إذ لم يتخذ الحكام العرب وخاصة قادة الدول الخليجية موقف الهجوم يوماً ، فعاصفة الحزم المباركة التي فاجأت العالم وهي تدك أوكار الحوثيين وأقزام إيران وعملائها في اليمن ليست إلا حملة عسكرية دفاعية لمواجهة المد الإيراني الذي بات على مشارف المملكة العربية السعودية ، هذه الدولة التي ابتليت بالتهديدات الإيرانية ليس من جهتي العراق واليمن فحسب بل من جميع الجهات وفي العمق السعودي أيضاً من خلال محاولات إيران لزعزعة أمن المملكة بالفتن الطائفية.
كما أن عاصفة الحزم وللأسف دفاع جزئي وليس كلي، فقد اقتصرت ضرباتها على مواقع محددة في اليمن وأطرافها ، ولم توجه أية ضربة الى الأذرع الإيرانية في سوريا ولا في العراق الذي بات اليوم محافظة إيرانية !
وإذا كنّا راضين اليوم عن نجاحات عاصفة الحزم ومغتبطين بما حققته من كسر شوكة النظام الإيراني وإنهاء أسطورة البعبع النووي الذي ظن ملالي طهران أنهم من خلاله قد أعادوا رسم خارطة القوى في المنطقة، فلابد لنا اليوم من الانتقال الى مرحلة الهجوم من خلال دعم المعارضة الوطنية الإيرانية والتعاون معها بشكل جدي بهدف إسقاط النظام الإيراني وإزاحة الملالي من السلطة بشكل نهائي والمجيء بحكومة إيرانية منتخبة تكون عنصراً فاعلاً في أمن المنطقة .
إن دعم المعارضة الإيرانية اليوم بات مسؤولية وطنية وأخلاقية تقع على عاتق الدول العربية وخاصة دول الخليج إذا كنا نحن العرب نفكر بمستقبل الأجيال القادمة، فالفرصة اليوم مواتية لإسقاط النظام الإيراني الذي بات اليوم ضعيفاً ومتهرئاً وآيلاً للسقوط، وعلى الأقل سنكون نحن العرب قد كسبنا موقفاً أخلاقياً مشرفاً تجاه الشعب الإيراني الذي ينتظر تحريره من نظام قمعي استبدادي يجثم على أنفاسه منذ عام 1979 ولغاية اليوم.
إن المعارضة الوطنية الإيرانية وعلى رأسها منظمة مجاهدي خلق النضالية التحررية تتمتع بتأييد عالمي وخصوصاً من قبل الإتحاد الأوربي الذي يتعامل معها على انها البديل الديمقراطي الشرعي المؤهل لتولي نظام الحكم في إيران بصورة انتقالية الى حين إجراء الانتخابات، وبالتالي لايوجد ما يمنع الدول العربية من التعاون المطلق مع المعارضة الإيرانية للتعجيل في إسقاط نظام الملالي وترسيخ الأمن والسلام في المنطقة.